
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــاذا يــريد الــمرء مـا يشفيه
يــحسو روا الــدنيا و لا يرويـه
و يــسير فــي نـور الحيـاة و قلبه
يــنساب بــين ضــلالة و التيه
و الـــمرء لا تــشقيه إلاّ نــفسه
حــاشى الــحياة بــأنّها تـشقيه
مــا أجهـل الإنسـان يضـني بعضـه
بـــعضا و يــشكو كـلّ مـا يضـنيه
و يـــظنّ أن عــدوّه فــي غيـره
و عـــدوّه يـــمسي و يضــحي فيـه
غــرّ و يــدمي قــلبه مــن قلبه
و يــــقول إن غـــرامه يـــدميه
غــرّ و كــم يسـعى ليـروي قلبه
بــهنا الــحياة و ســعيه يــظميه
يرمـي به الحزن المرير إلى الهنا
حـتّـــى يـــعود هــناؤه يــرزيه
و لــكم يــسيء المـرء ما قد سرّه
قـــبلا و يــضحكه الــذي يبكيـه
مـا أبـلغ الـدنيا و أبلغ درسها
و أجـلّـــها و أجــلّ مــا تــلقيه
و مـــن الحيـاة مـدارس و ملاعـب
أيّ الـــفنون يــريد أن تــحويه
بــعض الــنفوس مـن الأنـام بهائم
لــبست جــلود الــناس للتمـويه
كــم آدمــي لا يــعدّ مـن الـورى
إلاّ بـــشكل الــجسم و الــتشبيه
يــصبو فــيحتسب الحيـاة صـبيّة
و شـــعوره الـــطفل الـذي يصـبيه
قـم يـا صريع الوهم واسأل بالنهى
مــا قــيمة الإنــسان مـا يعليه
واســمع تــحدّثك الــحياة فإنّها
أسـتــاذة الـتــأديب و الـتّفقيه
وانــصب فــمدرسة الحيـاة بليغـة
تــملي الــدروس و جـلّ مـا تمليه
ســلها و إن صــمتت فصــمت جلالهـا
أجــلى مــن التصـريح و التنـويه
عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمارعام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن