
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُـروقُ الشـَّوْقِ أَمْ وَهْجُ المَشَاعِرْ
يَلُـوحُ عَلـى جَبِينـكَ بِالبَشـَائِرْ
تَقـولُ وَقَـدْ بَكَـتْ جَزَعًـا غَيُـورٌ
وَأَدْمُعُهـــا مُجَـــرَّدَةٌ خَنَــاجِرْ
أرَاكَ مُوَلَّهًـــا جَـــذْلًا مُعَنَّــى
وَدَمْـعُ العَيْـنِ فِي الخَدَّينِ ظاهِرْ
أَتَعْشـَقُ؟ مَـنْ سـِوايَ سَبَتْكَ حُبًّا؟
فَــإِنِّي لَسـْتُ أقبَـلُ بالضـَّرائِرْ
فَحُـطَّ الـرَّحْلَ! لا سـَفَرًا قَريبًـا
وَأُقســِمُ لا أراكَ لَهَــا مُسـَافِرْ
عَرَفْـتُ الحُـبَّ فـي عَيْنَيْـكَ لَهْوًا
لأنَّــكَ شــَاعِرٌ والحُــبُّ شــَاعِرْ
وإلَّا قُلـتَ مَـنْ هيـ؟ واعترفْ لِي
فــإنَّ القلـبَ للمَحْبُـوبِ غَـافِرْ
أَجَبْتُ: نَعَـمْ أُحِبُّ، وذا اعترافِي
وَفَــاتِنتي لهـا فَتَكَـاتُ سـَاحِرْ
تَفَـانَى العاشـِقونَ عَلَـى هَوَاها
وسـاقوا مَهْرَهـا مِليـونَ ثَـائِرْ
وَأَهْلُوهــا الأَشــَاوِسُ كَرَّمُوهــا
لِتَغْـدو اليَـوْمَ سـَيِّدَةَ الحَرائِرْ
فَقَـالتْ: (هَـا) عَرَفْتُ هَواكَ حقًّا
فــأنْتَ إِذًا حَبِيبتُـكَ الجَـزَائِرْ
نَعَـمْ أَهـوْى الجـزائرَ مِثْلَ حُبِّي
لأرِضِ الجَنَّتَيْـــنِ ولِلمعـــافِر
دَعِينِــي أَلْثِــمِ الأَوْرَاسَ حُبًّــا
وَأرشـِفُ مِـن طَهارتِهـا المَسَاكِرْ
دَعينـي اليَـومَ أَسْجُدُ فِي ثَرَاها
تُـرابٍ مثـلَ مـاءِ السُّحْبِ طَاهِرْ
تُقَبِّلــهُ الكَرامَــةُ كُــلَّ يَـوْمٍ
ومِـنْ جَسـَدِ الضـِّياءِ لَـهُ مَنَائِرْ
رَأَيْـتُ الشـَّمْسَ تُشـْرِقُ فـي يَدَيْهِ
وَتَسـْجُدُ فـي القبائلِ والعَشائرْ
وجِئْتُ اليَـوْمَ مِـنْ سـَبَإٍ يَقِينًـا
بِأَنْبَـــاءِ الأوائلِ والأَواخِـــرْ
بِلادُ أَرُومَـــةٍ وَســـَماءُ مَجْــدٍ
وَمَــوْئِلُ فَاتِــحٍ وَعَرِيـنُ ظـافِرْ
ومــاذا عَـنْ حَنِينِـكَ لِلغَـوانِي
وللغَــاداتِ رَبَّــاتِ الضـَّفَائِرْ؟
قلـتُ لهـا: زَمَـانُ اللَّهْـوِ وَلَّى
وَذَا زَمَـنُ الرُّجُوعِ إلى الدَّفَاتِرْ
كَبُرْنَـا، لَمْ يَعُدْ فِي القلبِ إلَّا
جِراحــاتٌ وَتــأنِيبُ الضــَّمائِرْ
وَأَحْــزَانُ العُروبَــةِ جاثِمَــاتٌ
عَلَـى بَسـَماتِنا، فمَتَـى تُغَادِرْ؟
مَتَـى تَتَعـانَقُ الأقطـارُ لُقْيَـا؟
مَتَى يُمْحَى الفِرَاقُ، مَتَى يُهاجِرْ؟
تُمَزِّقْنَــا مَطَــامِعُ كــلِّ وغــدٍ
جَهُــولٍ مســتبدِّ الطَّبـعِ فـاجرْ