
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنْ يَشـْتَرِي القَلْـبَ إنِّي بَائعٌ قَلْبَا
وَقَاتِـلٌ مِـنْ شـَياطِينِ الهَـوَى حُبَّـا؟
مَـنْ يَشـْتَرِي القَلْـبَ والآهَـاتُ تَعْصِرُهُ
وَالحُزْنُـ، حِيـنَ غَـدا إِخْلاصـُهُ ذَنْبَا؟
إنَّــا نُحِــبُّ وفــي أعماقِنـا خُلُـقٌ
يَرْعَـى الذِّمامَ وَيَرْعَى العَهْدَ والرَّبَّا
نَسـْقِي الـوُرودَ عَلَـى أشْواكِها قُبَلًا
ونَرْتَوِيهـا رَحيقًـا فـي الهوى عَذْبا
وَنَعْشـَقُ الضـَّوْءَ فِـي مِصـْبَاحِهِ أَلَقًـا
لا يَنْطَفِـي بـل يُنيرُ الشَّرقَ والغَربا
كَــمْ كــانَ للحُـبِّ تَعْـذيبٌ نُكـاتِمُهُ
وَكَانَ ذو الحُبِّ يَلْقَى في الهَوى رُعْبَا
تَفْنَـى الوُجُوهُ وَيَبْقَى الحُبُّ مَا بَقِيَتْ
فِـي النّـاسِ آصـِرةُ الأرحامِ والقُرْبَى
لَكِــنَّ إنْسـانَ هَـذَا العَصـْرِ أَشـْعَلَهُ
غَـدْرًا، وأشـْعَلَ فـي بُسـْتانِهِ حَرْبَـا
يُحِـــبُّ عَبْلَـــةَ كــالأفلامِ عَنْتَــرَةٌ
وعبلــةٌ تشــتكي مـن عنـترٍ كـذبا
نَــدِمْتُ، والحُــرُّ لا يَقْضـِي شـَبِيبتَهُ
مَـعَ الصـِّبَا وَالصـَّبَايَا هَائِمًـا صَبَّا
وَكِـدْتُ لـولا بَقَايَـا الصـَّبْرِ تَمنَعُنِي
وَفُسـْحَةُ العُمْـرِ أَنْ أَقْضـِي لـه نَحْبَا
الـوَحْشُ أوْفَـى مِـنَ الإنْسـَانِ، تَعْرِفُهُ
لَيْثًــا، وَلكنَّــهُ لا يُشـْبِهُ الكَلْبَـا
لا يَأْكُـلُ الـذِّئْبُ مـن أَبْنَـاءِ جِلْدَتِهِ
لَـوْ صـَارَ إنْسـَانُنَا في قُوْمِهِ ذِئْبا!
يَقُــولُ ظُلْمًــا بــأنَّ الأَرْضَ دَوْلَتُـهُ
وَكُــلُّ مُضــْطَهَدٍ أضــْحَى لَــهُ شـَعْبا
مَـنْ يَشـْتَرِي القَلْبَـ، حَتَّـى لا أُعَذِّبَهُ
لا شَيءَ فِيهِ، فَمَنْ ذَا يَشْتَرِي الكَرْبَا؟
يُقــــاتِلونَ رَياحينًـــا مُخَضـــَّبَةً
أَنْفَاسـُهَا مِـنْ نَسـِيمِ الرَّوْضِ إِنْ هَبَّا
يَـا قَلْـبُ بِعْتُكَـ، لا غَبْنًـا وَلا أَسَفًا
فكيــف يَســعَدُ مَـن جـاراتُهُ تُسـْبَى