
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِليْـكِ يـا مِصـْرُ أَمْصـَرْنا هوادِجَنـا
وفــي عُكَاظِــكِ أَرْســَيْنَا مَراسـِيهَا
تَحْلُـو عَلَـى تُرْبِـكِ الزَّاكِي قَصائِدُنا
أرضُ الكِنَانَـةِ مـا أَحْلَـى أَمَاسـِيها
يـا سَارِيَ اللَّيْلِ، هَاجَ البَحْرَ عاصِفةٌ
فـاطْوِ الشـِّراعَ ومَوجُ الشَّوقِ سارِيها
هــو الغَــرامُ فلا عَــذْلٌ ولا عَتَــبٌ
عليكــ، سـُبحانَ مُجْرِيَهـا وَمُرْسـِيها
أتيـتُ مِصـرَ، وأيّـامي الّـتي عَبَـرَتْ
فــي زَوْرَقٍ تَـاهَ، عَلِّـي أن أُلاقِيهـا
هـل فـي مَجَـالِسِ مَـنْ أَهْوى مَجالِسَهُ؟
أمْ فـي شـواطئ مَـنْ أهوى شَواطِيها؟
إذا مَرِضــْتُ فَمِــنْ قلــبٍ يُعَــذِّبُني
وإن بَكَيْــتُ فمــن نَجْـوَى أُعانِيهـا
تَقُـولُ (أذكـارُ) والأحـزانُ تَعْصـِرُها
لأنــتَ أَعْشــَقُ صــَبٍّ فــي مُحِبِّيهــا
سـُعدَى لهـا أنـتَ شـاديها وحاديها
وَشـِعْرُك العَـذْبُ يَحْلـو فـي مَغانِيها
ســَبَتْك فـانتزعَتْ قَلبًـا علـى صـِغَرٍ
فصــِرتَ شـَبَّابَةَ العُشـَّاقِ فِـي فِيهـا
طَبْــعُ الحَيــاءِ، وأثْـوابٌ تُرَقِّعُهـا
بالصـَّبْرِ، والعِشـقُ يُبْنِيها ويُفْنِيها
فِـي حُبِّهـا كَـمْ قلـوبٍ لا عِـدَادَ لها
يُـذيبُهَا الوَجْـدُ والـذِّكرى وَيَكوِيها
لا لَيْــلَ كالصـُّبْحِ إلّا فِـي مَرَابِعِهـا
والنّيــلُ يَغْـدِقُ أهليهـا وَيَروِيهـا
تقـول (أذكـارُ) والـذِّكْرى تُؤَرِّقُهـا
والعَيْــنُ تَســْفَحُ دُرًّا مِـنْ مآقيهـا
أوحَشـْتَنا منـذُ غـادَرْتَ الحِمَى غَلَسًا
وَغَـابَ نَجمُكَـ، واسودَّتْ لَيَاليهَا
عمّـا جَنَتْـهُ اللَّيَـالِي مـن يُقَاضِيها
فالرِّفْقُ بالنَّفْسِ يَا (بَابَا) يُداوِيها