
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَينـي وَبَينـكَ مـا بينـي وَبينَ دَمي
منـكَ القـوافي ومنّـي شـَهْقةُ القلمِ
لـمْ أحـذرِ الخطـوَ دَربي وَهيَ مُنهَكَةٌ
تسـيرُ بـي حَيثمـا سـَارَتْ بها قدمي
وَالشـِّعرُ خيـلٌ عَـنـيـدَاتٌ لواجـمُها
يَقـدَحَنَ بالصـّخرِ قدحَ الضَوْءِ بالظُلَمِ
إنِّــي عَلـى قلقـي أحكمـتُ ملجمَهـا
لكـنْ مِـنَ الصـعبِ شدَّ الرّيح باللّجُمِ
وَأنْـتَ أدرَى بمَـا في الشِّعرِ مِن ألمٍ
وَمَـا مَلكنـا بـهِ شـيئاً سـِوَى الألمِ
كــأنَّ أثوابَنــا فــي كُـلِّ مُضـطَرَمٍ
مُهَـــدَّلاتٌ علـــى أضـــلاعِ مُضــطرِمِ
وَناقِمَــاتٌ دِمَانــا كُلّمَــا رَكَنَــتْ
لِهَــدأةٍ أنكَأتهَــا فُطــرَةُ النِّقـمِ
وَكَـمْ حُسـِدنا علـى أوجَاعِنـا وَعَلـى
دُمُوعِنــا وعلــى تِهطالِهـا النّهِـمِ
لا نَتَّقــي حَاســِدينا بــل نُحرِّضـُهُمْ
فـالجَمرُ يُطفـأُ لـولا فـورةُ الضـَّرَمِ
إنْ كَــانَ لـي وَطـنٌ فـارقتُ دَمعَتَـهُ
فســاكنٌ أعينــي حُلْمــاً بلا حُلُــمِ
وإنْ نَـأيتُ وفـي نـأي الغريـبِ أسىً
فــإنَّني ســَعفةٌ فـي نَخلِـهِ السـَقِمِ
وَموجَـــةٌ مِــن مُويجَــاتٍ بــدَجلتِهِ
أوْ هَــدأةٌ مُــرَّةٌ أوْ لعثَمَــاتٌ فـمِ
إنْ كُنـتُ غـادَرتُهُ بـالجُرح ِمُنْفـردَاً
فقــدْ تركــتُ بـهِ حَشـدي ومُزدَحَمـي
عَـدَّ الرَّصَاصـَاتِ لـي صـَوتٌ بـهِ وصَدَىً
والمَرءُ ماذا سوى مَا اعتَادَ من هِمَمِ
وَكَــانَ كُــلّ عَـزَائِي فـي مُغَـادَرَتي
لأرضــهِ أننــي مَــا قلـتُ وَانـدَمي
إنْ صـَارَ شـِعري اتهامـاً عندَ سَامعهِ
فأضــعَفُ الشـِّعرِ أنـآهُ عَـن التُهَـمِ
أنـا العِرَاقِـيُ مُنْذُ الخَلْق فوْقَ يَدِي
نَعشـِي وَبَيْـنَ ضـُلوعي رعشـَةُ الرِّمَـمِ
مِــن أيـنَ أبـدأ والأحمـالُ مُثقلـةٌ
وَبَيــنَ خَاصــِرَتي دهـرٌ مـن العـدَمِ
مِـن دَجْلَةٍ أمْ مِنَ الدَّمع المُكابرِ أمْ
مِـنَ الشـموعِ علـى أمْواجِهـا السُدُمِ
أمْ مِـن عُيـونِ المهَـا مرَّتْ على خجلٍ
مَـا بَيـنَ جسرِ الهَوَى والأدْمُعِ السّجُمِ
أمْ مـن كُؤوس النّؤاسيِّ التي انكَسَرَتْ
مـن بعـدِ مَا اصْطدَمَتْ في ألفِ مُصْطدَمِ
أمْ مـن نُعَـاسِ الهوى في ألفِ ليلتهِ
ألقـى علـى شـهَريَارٍ سـَطْوَةَ الهَـرَمِ
مَـا عـادَ لابْـن زُرَيقٍ في الهَوى أمَلٌ
ولا لزريــابَ ســُلطانٌ علـى النَّغَـمِ
وَلـمْ تَعُـدْ هَالـةُ الـدّنيا سوى جَدَثٍ
مــن الـدموعِ علـى أكتـافِ مُبتسـِمِ
ولــمْ يَعُــدْ للأمَــاني أيّ مُبتــدَأٍ
ولــمْ يَعُــدْ للمَنايـا أيّ مُخْتَتَـمِ
قـدْ(حَرَّرونا) وصَارواَ السِّجْنَ داخِلَنا
حـتى غـدَا مَوتُنـا شـيئاً من النِّعَمِ
لحومُنــا مُضــغةً صــارتْ لمَاضـغِها
أمَّــا الـدِّماءُ فمَلهـاةٌ لِكُـلِّ ظمـي
إنْ كـانَ للغنـمِ الحَيـرى بوجهتِهَـا
مليـونُ راع فلا تَعْتِـبْ علـى الغنـمِ
أوْصــَيتُ شـِعْري هُـدُوءً عِنـدَ سـَامِعِهِ
وقلـتُ يَكْفيـكَ ثـديُ النَّـار فانفطِمِ
يَبــدو لــهُ وَلــعٌ فيمَـا يُحَـاذِرُهُ
وَذاكَ دَأبُ العِرَاقييـن في الألمِ
إنْ كــانَ لــي وطـنٌ بَـرَّرتُ قسـوتَهُ
أضـاعَني فـي مَنايـا مَـوجهِ العَـرمِ
فلــي هُنـا وطـنٌ مَـا هَـانَ نـادِبُهُ
ومَـا انحَنَـتْ لـهُ أعنـاقٌ ولـمْ يُضَمِ
فلْتَعْـذِرَنِّي علـى مـا فـيِّ مِـنْ وَجَـعٍ
لِمِثلِـكَ العُـذرُ طبْـعٌ فيْ ذوي الكَرَمِ
رعد بندر شاعر المنافي، أحدكبار شعراء العرب، في العصر الحديث، عراقي الأصل ، في شعره أصالة الجواهري، وعنفوان أحمد الصافي النجفي، وقد عاش حياة أشبه ما تكون بحياة الاثنين، فتشرد في البلاد، وشرق وغرب، وعانى وتعذب، وكان في كل بلد يقصدها صديق الأحرار من كل جيل، وأخذ من الكل وأعطى الكل، وما وقعت عيني على أطيب خلقا، وأنصع أدبا، وأعذب كلما منه، وتفخر الكثير من المؤسسات الأدبية والثقافية بكونه أحد أعضائها وفي مقدمتها موقع 24، إدارة لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابوظبي، واللجنة العليا المنظمة لبرنامج أمير الشعراء وهو القائل:دمي الأفق والمسافات جمر وخلاياي كلهن منافيكلما بالغت جبال بطول ظهرت من ورائها أكتافي