
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُضــْحِكٌ أيُّهــا الــوَطنُ
مُمّرعَــاتٌ بــكَ المِحَــنُ
نتســـــلَّى بهمِّنـــــا
لا ســــُهَادٌ وَلا وَســــَنُ
دَمعُنــا فيــكَ قبرُنــا
وَالتفاتُاتنــا الكفــنُ
لا تَـرَى العَيـنُ مَـا بنا
لا ولا تســـــــمَعُ الأذنُ
عُمرُنــا خَوفُنــا الـذي
فـــي زوايــاهُ نُركَــنُ
لا نُبــــالي بمَوتنـــا
وَهـــوَ خَـــافٍ وَمُعلــنُ
جَســـدُ المَــرءِ ســِجنُهُ
وبـــهِ الحُلــمُ يُســجَنُ
لا نبَــــالي فيحَثمـــا
كَمُــنَ الــدَّاءُ نَكمُــنُ
كُلَمــا هَــاجَرَ القطــا
نتمنَّـــــى وَنحــــزَنُ
أنــتَ أرخصــتَنا ثمنـاً
هَكــذا يَرخــصُ الثَمــنُ
حامــلُ الحُــزنِ ضــَاحِكٌ
وَبـــهِ يَعبــسُ الحَــزَنُ
ضـــاحِكٌ مـــنْ بُكــائهِ
لـهُ فـي الضـحكِ مَـأمَنُ
أدمــنَ الحِرفــة َالـتي
غَيرَهَــا ليــسَ يُحســِنُ
أنــتَ يـا مَـوطِنَ الأسـَى
مــا لنــا فيـكَ مـوطنُ
مُضــْحِكٌ أيّهَــا الــوَطَنُ
وَاهــنٌ كــلُّ مَــا بنـا
ومـــن الــوَهنِ أوَهــنُ
لا زَمــــانٌ يُجيرُنــــا
هَمُّنــا أنــتَ وَالزَّمــنُ
مَلْمــسُ الجلــدِ نَــاعمٌ
وَالـــذي تَحتــهُ خشــنُ
قَــدْ حَمَلنــا حِيطانَنـا
مثلمــا تُحمَــلُ الظُعُـنُ
تَتـــــدلَّى شــــرُوخُها
أحبُلاً والأســـى ســـَكَنُ
فـــي زوايــا ظَلامِهَــا
دَاؤُنـــا وَهــوَ مُزمِــنُ
إنـــــكَ الآنَ ســــلعَةٌ
لــدَى مَــنْ شـاءَ تُرهَـنُ
وَطَـــنٌ لا أبـــا لـــهُ
لهــوُ أبنــائهِ الشـَّجَنُ
قـــدْ تَســاوَتْ خُيــولُهُ
والكَلاب الـــتي تَهـــنُ
كلُّهَـــا حَيـــنَ يــدَّعِي
مُدَّعوَها لها رَسَنُ
مُضــْحِكٌ أيُّهَــا الــوَطَنُ
أيُّهَــا المَــوطنُ الـذي
كــلُّ مــا فيــهِ مُحـزنُ
أنــتَ يــا مَـنْ دِمَـاؤُهُ
رَهـنُ مَـا تـدَّعي الظُّنَـنُ
فهـــيَ تجــري رَخيصــةً
مثْلمَــا شــاءَتِ السـّننُ
صــــَنَّفوهَا طوائفــــا
(شــيّعَوها) و(ســَنَّنَوا)
وَهـــيَ مـــاءً مُبَاحــةٌ
بالـــذي فيــهِ تُقــرَنُ
دمُــــكَ المُلتظـــي دمٌ
لا يُســاوى بمــا يَــزنُ
تتَســــلَّى بـــهِ يـــدٌ
عَرَفَـــتْ أيـــنَ تَطعَــنُ
ويــح أفــواهِهِمْ وقــدْ
هتَفــتْ والمــدَى فتــنُ
أنَّ مُحتلــــكَ الــــذي
(حـــرَّرَ) الأرضَ مُحســـِنُ
لا تثــقْ كــلُّ مَـنْ أتـى
فـي (البسـاطيل) مُـذعِنُ
(قــادةٌ ناضـلوا) أجـلْ
ليــسَ زلفــى ولا مِنَـنُ
مــن مَهــاوي نفوســِهمْ
فـي الثَّرى يَخجَلُ العفنُ
بَيـــنَ لـــصٍ وقاتــلٍ
تتلَّـــــوى وتركُـــــنُ
إنهـــا محـــضُ مِهنــةٍ
هكـــذا أو فلا المِهَــنُ
مضــحكٌ أيهــا الــوطنُ
أيهــا الشــاعرُ الـذي
ضـاقَ مـن غيظـهِ البَـدَنُ
كُـــلَّ يـــوم بعوضـــةٌ
تحـــتَ رجليــكَ تَقَطُــنُ
فاتهَــــا أنَّ مَأمَنـــاً
مثــلُ ذا ليــسَ يُـؤمَنُ
أحزيـــنٌ لمَـــا تــرَى
غاضــِبٌ وجهُــك الغَضــِنُ
أنــتَ مــذ كنـتَ غاضـبٌ
وعلــى الحُــزنِ مُــدمِنُ
فــادلقِ الحلــمَ رُبَّمـا
موقــدُ النّــار يَســكِنُ
لا تُعِــقْ مجمَــرَ اللظـى
كلمـــا اشـــتدَّ هَيِّــنُ
كُــن كمـا أنـتَ طـائراً
صــادِحاً والمــدى غُصـُنُ
فجناحـــاكَ لــمْ تَــزَلْ
بهمــا تَعلَــقُ المــدُنُ
لســتَ مِمَــنْ تخــاذلوا
لســـتَ ممَــنْ تَلوَّنــوا
لــمْ يفــاجئكَ عــارُهم
إنمــا العــارُ دَيــدَنُ
كلمــــا زدتَ رفعَــــةً
تتقصـــــّاكَ ألســـــُنُ
زمـــنُ العُهــر مُمكِــنٌ
حيثمــا العُهــرُ مُمكِـنُ
مُضــْحِكٌ أيُّهــا الــوَطنُ
رعد بندر شاعر المنافي، أحدكبار شعراء العرب، في العصر الحديث، عراقي الأصل ، في شعره أصالة الجواهري، وعنفوان أحمد الصافي النجفي، وقد عاش حياة أشبه ما تكون بحياة الاثنين، فتشرد في البلاد، وشرق وغرب، وعانى وتعذب، وكان في كل بلد يقصدها صديق الأحرار من كل جيل، وأخذ من الكل وأعطى الكل، وما وقعت عيني على أطيب خلقا، وأنصع أدبا، وأعذب كلما منه، وتفخر الكثير من المؤسسات الأدبية والثقافية بكونه أحد أعضائها وفي مقدمتها موقع 24، إدارة لجنة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابوظبي، واللجنة العليا المنظمة لبرنامج أمير الشعراء وهو القائل:دمي الأفق والمسافات جمر وخلاياي كلهن منافيكلما بالغت جبال بطول ظهرت من ورائها أكتافي