
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنـار الهـمِّ فـي قلبي لهيبٌ
فعفـواً أيها الملك المهيبُ
فقـد جـاز العقاب عقاب ذنبي
وضـجَّ العشـر واستعدى النسيب
وفاضـت عـبرةً مهـجُ القـوافي
وغصَّصــها التــذلُّل والنحيـب
وقـد قصـمتْ عراهـا واعتراها
بســخطك بعـد نضـرتها شـحوب
وقـالت مـا لعفـوك ليس يندى
لنــا وسـماء مجـدك لا تصـوب
ومـن يـك شـوط همتـه بعيـداً
فمثنــى عطفــه ســهلٌ قريـبُ
تجــاوزت العقوبـة منتهاهـا
فهـبْ ذنـبي اعفـوك يـا وهوب
وأحســنْ إننــي أحينـتُ ظنّـي
وأرجـــو أنّ ظنّــي لا يخيــب
أترضـى أن أكـون لقـى مقيماً
علــى خســفٍ أذوب ولا تثــوب
أبيــت ومقلـتي أبِـقٌ كراهـا
وفــي ألحاظهــا صـابٌ صـبيب
وقيــذاً لا يلائمنــي طعــامي
ولا ينساغ إلى الماء الشروب
صـببتَ علـيَّ سـوطاً مـن عذابٍ
يـذلّ لبأسـه الـدهر الغلوب
وأرهقنـي نكيـرك لـي صـعوداً
مـن الأشـجان ليـس لـه صـبوب
ومـا عـوني علـى بلـواي إلا
رجـائي فيـك والـدمع السكوب
فـإنْ تعطـفْ علـى رجـلٍ غريـبٍ
فــإني ذلـك الرجـل الغريـب
عليــك أنيــخ آمـالي فرحِّـبْ
بهـا، وإليـك من ذنبي أتوب
وأخطـر مـا يريـب إذا دهتني
غوامضــه إلــى مـا لا يريـب
فأيَّــةُ طربــةٍ للعفـوّ إن ال
كريــم وأنــت معنـاه طـروب
فــإني نشـءُ دارك والمغـذّى
بســيبك والصـنيعة والربيـب
وأُبْـتُ إليـك مـن عفـوٍ مـدلاًّ
بمــا يقضـي علاك لمـن يـؤوب
ولـذت ببابـك المعمور علماً
بـأنّ ذراك لـي مرعـى خصـيب
وأنّ شـــعابه أنــدى شــعابٍ
إليهـا يلجـأ الرجـل الأديـب
وســقت بنـات آمـالي إليهـا
وقـد حفِيَـتْ وأنضـاها الدؤوب
فبـوئني اختصاصـك حيـث تجني
ثمـار العـز والعيـش الرطيب
ولكــنْ كــادني خــبٌّ حقــودٌ
لعقــرب كيـده نحـوي دبيـب
ومــا لجمــوح أٌلفتـه جنيـبٌ
ومــا لشــمال فرقتـه جنـوب
ولا يشــفيه منّــي لـو رآنـي
وقــد أخـذت بحلقـومي شـعوب
بلـوت النـاس مـن نـاءٍ ودانٍ
وخـالطني القبـائل والشعوب
فكــلُّ عنــد مغمــزه ركيـكٌ
وكــل عنــد مشــربه مشـوب
فجـدْ لي بالرضا واقبل متابي
وعــذري، إننـي أسـفٌ كئيـب
طريــحٌ فـي فنـائك مستضـامٌ
غريـــبٌ لا يكلِّمنـــي غريــب
أأمنـع من بوادي العلم منعاً
كـأني ليـس لـي فيهـا نصـيب
وأحــرم مـن كلامـك كـلّ بـدعٍ
تنــاهبه النـواظر والقلـوب
فلــم لا ينتهــي ويكـفَّ عنـي
عقابـك بعد ما انتهت الذنوب
وغايـة مـا يصـير إليـه شعرٌ
إذا اسـتعطفت أو مـدحٌ مصيبُ
ومـن سـقيا سـحابك جاد طبعي
ولـولا الغيـث لـم ينبع قليب
وأعطاني أبو بكر الخوارزمي نسختي القصيدتين اللتين ذكرهما في الكتاب الصادر، فشوقني إلى سائر شعره، وبقيت أسأل الرياح عنه، إلى أن أتحفني أبو عبد الله محمد بن حامد الحامدي في جملة ما لا يزال يهديه إليّ من ثمرات أرضه، ولطائف بلده بالعقيلة الكريمة، والدرة اليتيمة، من مجموع شعر أبي محمد، وقد كانت حضرة الصاحب جمعتهما، ومناسبة الأدب ألفت بينهما، فأوجب من الاعتداد، وفر الأعداد، وجمعت يدي منه على العلق النفيس، فرتعت في روضته الأنيقة فبينا أنا أباهي به، وأهتز لحصوله، إذ أصابه بعض آفات الكتب، وامتدت إليه يد بعض الخونة:وسهم الرزايا بالذخائر مولع وأي نعيم لا يكدره الدهر