
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيا من عفوه دانى السحاب
صـدوق الـبرق ثقاب الشهاب
مديـد الظـل معقود الأواخي
علـى الجانين مضروب القباب
فكيـف حجبـت عنك وأنت شمس
تجـل عـن التسـتر بالحجاب
أيرتـج باب عفوك دون ذنبي
وعفـوك لـم يشن برتاج باب
وإعـراض الـوزير أشـد مساً
على الأحرار من ضرب الرقاب
ثنـى غربـي وفـل شبا شبابي
وصـب علـيَّ أسـواط العـذاب
ولـم تبـق الليالي في بقيا
لعتـب منـك فضـلاً عن عقابي
فهـب لزيـارتي خطئي، وعمدي
لقصـدي، واغتراري لاغترابي
فمـا في الأرض إلا من يراني
بعين المحنق الضرم الضباب
كـأني قـد أثـرت بهم ذئاباً
أو اسـتنفرت منهـم أسد غاب
حصـلت وكنت ضيفك في الثريا
وصـرت ولست ضيفك في التراب
أعـدني للقرى واجعل جوابي
وإيجـابي جفانـاً كالجوابي
وجـد برضـاك فهو العيش غضاً
وكلاّ فهــو ريعـان الشـباب
ولو زعت الحسام العضب سخطاً
لـذاب ذبـابه بيـن القـراب
أعيـذك أن تصـيخ إلى عدوي
وسـمعك عن هنات القول نابي
علـى أنّـي أتـوب إليـك ممّا
كرهـت فـرقّ لي وأقبلْ متابي
وإن لم تعفُ عن ذنبي سريعاً
فهـا إنـي وحـقِّ أبي لمابي
سـألثم مكن ثراك الروض عضّاً
ومـن يمنـاك منهـلَّ السحاب
أصـبت بخـاطري فـأتى بشـعرٍ
عليــلٍ مسـَّعهُ ألـم المصـاب
ومـا لـي غير مدحٍ أم ثناءٍ
مشــيدٍ أمْ دعــاءٍ مسـتحاب
وأعطاني أبو بكر الخوارزمي نسختي القصيدتين اللتين ذكرهما في الكتاب الصادر، فشوقني إلى سائر شعره، وبقيت أسأل الرياح عنه، إلى أن أتحفني أبو عبد الله محمد بن حامد الحامدي في جملة ما لا يزال يهديه إليّ من ثمرات أرضه، ولطائف بلده بالعقيلة الكريمة، والدرة اليتيمة، من مجموع شعر أبي محمد، وقد كانت حضرة الصاحب جمعتهما، ومناسبة الأدب ألفت بينهما، فأوجب من الاعتداد، وفر الأعداد، وجمعت يدي منه على العلق النفيس، فرتعت في روضته الأنيقة فبينا أنا أباهي به، وأهتز لحصوله، إذ أصابه بعض آفات الكتب، وامتدت إليه يد بعض الخونة:وسهم الرزايا بالذخائر مولع وأي نعيم لا يكدره الدهر