
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما زلت أعتسفُ المهامه والفلا
وأواصــل الأغــوار بالأنجـادِ
حـتى نـأيت عن الحواضر ملقياً
رحلـي بـوادٍ فـي تخوم بوادي
فـإذا بسـعدي وهـي بـدرٌ طالع
مـن فـوق غصـنٍ فـي نقاً منهاد
وطرقتهــا وعـداتها رقباؤهـا
فـي صـورة المرتاب لا المرتاد
فحللـت منهـا حيث كان وشاحها
درعـي وسـاعدها الوثير وسادي
وجناؤهـا حصـني وسـاحر طرفها
سـيفي وفاحمهـا الأثيـث نجادي
وعقاصـها الموصول زهرة روّضتي
ورضـابها المعسـول صوب عهادي
حيـث الصبا عبق الحواشي مونقٌ
تزهـى بنـاعم غصـنها الميـاد
والـروض أحـوى والحمائم هتَّفٌ
والظـلُّ ألمـى والقيان شوادي
ولهـا ديـارٌ غير شرقيِّ الحمى
شـحطت وشـطّت عـن لقاء أعادي
دارٌ بـذي الأرطـى ودارٌ بالغضا
أخـرى ودارٌ بـاللوى المنقـاد
لو فاخرت ذات العماد بيوتها
عــادتْ مقوَّضــةً بغيــر عمـاد
لا تكــذبنَّ فمـا لهـا دارٌ إذا
أنصــفتني إلاّ صــميم فــؤادي
فلـذاك لا تسقي السحائب أرضها
إلاّ بـــردن حــرارة الأكبــاد
ولـرب ليـلٍ لـم أنمْهُ، ومقلتي
مطروفـــةٌ مطروقــةٌ بســهاد
شـوقاً إلـى نـادٍ جنى ريحانه
لمـع القريـض ونغمـةُ الإنشـاد
نـادٍ تجلّـى عـن مقـرِّ سـريره
قمـرٌ أناف على البسيطة بادي
كـافي الكفاة المستجار بظلّه
والمستضــاء بعزمـه الوقّـاد
ملــكٌ محبَّتــه ســلافة مزنــةٍ
ملكـت مـع الأرواح فـي الأجساد
ملـكٌ يقال له حماد إذا التقت
قحـم السـنين ولا يقـال جمـاد
وأعطاني أبو بكر الخوارزمي نسختي القصيدتين اللتين ذكرهما في الكتاب الصادر، فشوقني إلى سائر شعره، وبقيت أسأل الرياح عنه، إلى أن أتحفني أبو عبد الله محمد بن حامد الحامدي في جملة ما لا يزال يهديه إليّ من ثمرات أرضه، ولطائف بلده بالعقيلة الكريمة، والدرة اليتيمة، من مجموع شعر أبي محمد، وقد كانت حضرة الصاحب جمعتهما، ومناسبة الأدب ألفت بينهما، فأوجب من الاعتداد، وفر الأعداد، وجمعت يدي منه على العلق النفيس، فرتعت في روضته الأنيقة فبينا أنا أباهي به، وأهتز لحصوله، إذ أصابه بعض آفات الكتب، وامتدت إليه يد بعض الخونة:وسهم الرزايا بالذخائر مولع وأي نعيم لا يكدره الدهر