
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســقى اللــه أيامـاً بشـرقيِّ منبـجٍ
إلــى العلـم الأقصـى بغربـي منعـجِ
إلـى الحيـرة الغنّـاء مطمـح ناظري
ومســـرح آمــالي ومســرى تفرُّجــي
منـازل لـو لـم تخـطُ سـعدي بأرضها
لمـا اهـتزّ غصـنٌ فـي نقـا مـترجرج
ولا راق درٌّ فـــوق أشـــنب واضــحٍ
ولا راع ســحرٌ تحــت أكحــل أدعــج
ولــم يتحــدَّرْ طــلّ نرجــسِ مقلـةٍ
علــى صــفحتي تفّــاح خــدٍّ مضــرَّج
عشـــية هـــزّت للــوداع فــأودعتْ
محاســـنها أعطـــاف جــذعٍ مدبَّــج
فكــم غَــرِدٍ لمــا اسـتقلّ ركابهـا
حــدا طربـاً والليـل غضـبان مـدَّجي
وكـم ثمـلٍ مـن نشـوة الحـبِّ يرتعـي
هــوى عـامرٍ مـا بيـن حجـلٍ ودملـج
أقــول وقــد لاحـت عـوالي خيامهـا
وفــاحت غــوالي روضـها المتـأرّج
أيـا طـارقي أحججْ ويا رائدي ابتهجْ
ويـا سـابقي عـرّج ويـا صـاحبي عـجِ
ويـا عـبرتي كفّـي ويـا نـاقتي قفي
ويا شيبتي احتجي ويا صبوتي ادرجي
فقـد كتبـت أيـدي المشـيب مواعظـاً
بخـــطٍّ علــى فــوديَّ غيــر مســبّج
ولئن كنـت فـي بـردٍ من العيش مبهجٍ
لقـد صـرت فـي طمـرٍ من الشيب منهج
ولــذت مـن الـدهر العسـوف بحضـرةٍ
تحــاط بــأطراف الوشــيج المزجَّـج
هــي الحضـرة الغنـاء تهـتزُّ نضـرةً
وتــزري بــأنواع الربيـع المثجَّـج
هنالــك لا زنــد الرجــاء لمرتــجٍ
بكــابٍ ولا بــاب العطــاء بمرتــجِ
وأعطاني أبو بكر الخوارزمي نسختي القصيدتين اللتين ذكرهما في الكتاب الصادر، فشوقني إلى سائر شعره، وبقيت أسأل الرياح عنه، إلى أن أتحفني أبو عبد الله محمد بن حامد الحامدي في جملة ما لا يزال يهديه إليّ من ثمرات أرضه، ولطائف بلده بالعقيلة الكريمة، والدرة اليتيمة، من مجموع شعر أبي محمد، وقد كانت حضرة الصاحب جمعتهما، ومناسبة الأدب ألفت بينهما، فأوجب من الاعتداد، وفر الأعداد، وجمعت يدي منه على العلق النفيس، فرتعت في روضته الأنيقة فبينا أنا أباهي به، وأهتز لحصوله، إذ أصابه بعض آفات الكتب، وامتدت إليه يد بعض الخونة:وسهم الرزايا بالذخائر مولع وأي نعيم لا يكدره الدهر