
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كـان ينفع أن تجود بمائها
عيــن لجــادت أعيــن بـدمائها
لكــن خطـب المـوت أصـبح علـة
قصـرت خطـى الآمـال دون شفائها
نرجـو مسـالمة الزمان ولم يزل
كـدر الليـالي مولعـاً بصفائها
مزجـت لنـا كأس الحياة بغدرها
وتعلقـــت آمالنـــا بوفائهــا
مثــل الأفــاعي ســمها تريـاق
لا يسـتبين دواؤهـا مـن دائهـا
أو ما ترى الدنيا استمر خلافها
فـي عهـدهما حـتى على خلفائها
طرقـت جنـات العاضـد بـن محمد
بفنـاء من يرجى الغنى بفنائها
بمؤيــد تلقـى النـوائب نفسـه
فـي كـل نائبـة بحسـن عزائهـا
ورث النـبي سريرة ما في الورى
لـولاه مـن ينيبـك عـن أنبائها
فـإذا المهنـي والمعـزي أحسنا
فيكـم فقـد هـديا بنور ضيائها
ولقــد يعـز علـي ذكـر فقيـدة
عوضــتها عــن مـدحها برثائهـا
لـم أرثهـا بالشـعر إلا بعـدما
أضـحى لسان الدهر من شعرائها
غـدرت بهـا الأيـام وهي عبيدها
وكـذا الليالي وهي بعض إمائها
يـا دهـر مالـك لم تمن بعتقها
أولـم تكـن يا دهر من عتقائها
فلتنـدمن إذا افتقـرت ولم تجد
في الرأي من يغني كفضل غنائها
هلا حفظــت لهــا أجــل فضـيلة
أن الإمــام يعـد مـن أبنائهـا
مـا ظـن من عقد اللواء بأمرها
أن لا يقـود الجيـش تحت لوائها
إن لـم تعـد مـن الرجال فإنهم
هـزوا قنـا الرايات عن آرائها
قـالوا مضـت سـنة وفيهـا سـلوة
تنهـي همـوم النفس عن برحائها
فــأجبتهم إن الســلو يعــوقه
مـا في رقاب الناس من نعمائها
مـا هـذه ممـن إذا بعـد المدى
نسـيت معاني الفضل من أسمائها
وكفـى بهـا طـول الزمان مذكراً
مـا عنـدنا مـن فضلها وعطائها
وفـروع دوحتها التي أبقت لها
نـوري سـنى إحسـانها وسـنائها
فــي كــل عضـو حسـرة لفقيـدة
أضـحى بنو الزهراء من أعضائها
شــمس بنـوك الغـر بـورك فيهـم
يـا بدرها الهادي نجوم سمائها
أمــا إذا كـان الحمـام فريضـة
لابـد حتمـاً مـن وجـوب قضـائها
فليهنهــا أن المنيــة إنمــا
نزلـت بهـا فـي عزهـا وعلائهـا
لـم تنتقـل حـتى رأت في نفسها
مـا أملـت مـن سـؤلها ورجائها
وإذا الليـالي أمتعتـك بشـاور
فاغضـض جفونـك عن قبيح جفائها
كـافي خلافتـك الـتي نصـرت بها
فـي كـل معـترك علـى أعـدائها
بالكامـل افتخـرت على أمرائها
وبشــاور تـاهت علـى وزرائهـا
سـيفا إمامتـك التي ما إن سطت
إلا وكـان النصـر مـن قرنائهـا
مـا ضـيقت عطـن الملـوك ملمة
إلا وردا ضــــيقها برخائهــــا
وأظــن أيامــاً ســمحن بشــاور
لا تقـدر الـدنيا علـى نظرائها
أنـا مـن عـداد الأغنياء بفضلها
وإلــى دوام علاه مـن فقرائهـا
مـدحته مـن قبلـي مضـارب سيفه
فغـدا ثنـائي مـن جميـل ثنائي
وســرت مكـارمه تضـيء لخـاطري
فسـرى المديح إليه في أضوائها
حسـنت وجـه الـدهر عندي بعدما
قـد كـان فـي عيني وجهاً شائها
وإذا تـوالى الجـود صـار عقيدة
لا تحلــل الأيــام عقـد ولائهـا
لـم تبـق لـي أيـام فضلت حاجة
إلا ســؤال اللــه طـول بقائهـا
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.