
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفخــر فحسـبك مـا أوتيـت مـن حسـب
كفـــاك مجــدك مــن إرث ومكتســب
لــولا الحفـاظ علـى الأنسـاب مكرمـة
أغنــاك فضـلك أن تعـزى إلـى نسـب
وقـد رأينـا رسـول اللـه أشـرف مـن
نعــده وهــو منســوب إلـى العـرب
فليهــن دولــة مصــر أنهـا نصـرت
مــن آل ســعد بخيـر ابـن وخيـر أب
بشـــاور وشـــجاع عـــز نصــرهما
عــزت علــى طــارق الأيـام والنـوب
غيثــان إن وهبـا ليثـان إن وثبـا
فاضـا علـى الخلـق بالإعطـاء والعطب
هــو الكفيـل ولكـن قـد كفلـت لـه
أبـا الفـوارس نجـح السـعي والطلـب
لــو لــم تناصـب عـداه دون مطلبـه
مـا قـر مـن دسـته فـي أشرف الرتب
ومــا أتتــه مــن الأيــام نازلـة
إلا وســـيفك فيهــا كاشــف الكــرب
مــواطن لـم يغـب لمـا حضـرت بهـا
والشـبل إن يحـم غـاب الليث لم يغب
دارت عليــك أمـور الملـك قاطبـة
وهـــل تــدور رحــى إلا علــى قطــب
أصــبحت منــه كنــوز الشـمس مشـرقة
أو لا كمثـل فرنـد السيف ذي الشطب
كـم عقـدة مـن خطـوب الـدهر مبرمة
قــد حـل سـعدك منهـا عقـدة الـذنب
فـي كـل يـوم إلـى الأعـداء مرتحـل
يشـكو بـه الظهـر جور السرج والقتب
وعســـكر كـــأتي الســيل منــدفعاً
إمــا إلـى صـعد فـي الأرض أو صـبب
كـــانت لواتـــة حيـــاً لا يروعـــه
حــي وشــعباً صـحيحاً غيـر منشـعب
وطالما أمعنوا في البغي واحتقروا
جـــر الكتــاب والتهديــد بــالكتب
وكـم دعتهـا ملـوك العصـر قبلكم
إلــى المجيــر فلـم تسـمع ولـم تجـب
حـتى رمـاهم أبـو الفتـح الذي ضمنت
أســيافه فتـح بـاب المعقـل الأشـب
بـث الجيـوش علـى التدريـج فـانبعثت
فـي غزوهـم سـرباً كالوابـل السرب
وكنــت آخــر ســهم فــي كنــانته
وفـارس الـروع مـن يحمـي حمى العقب
ولــم يــزل عنـدهم منـع ومقـدرة
وأمرهـــم مســـتمر غيـــر مضـــطرب
حــتى نهضــت فلــم تنهــض قـوائمهم
والرعـب يخفـق فـي الأحشاء والركب
وسـار مـن ذكـرك العـالي مقدمة
كـــانت طليعــة ذاك الــذعر والرعــب
وما على القوم من عار إذا اعصتموا
أبــا الفـوارس خوفـاً منـك بـالهرب
ولــو قــدحت شــهاب العـزم معتزمـاً
حـرب الكـواكب خـافت أنفـس الشهب
ومــا لواتــة بــالمحقور جانبهـا
لكنــك البحــر مــداً وهـي كـالقلب
ولــو وصــفتهم بالضــعف مـا نسـبت
إليــك مكرمـة فـي القهـر والغلـب
كسـر العمـود هـو الفتـح الـذي جبرت
بـن ظبـاكم عمـاد الملـك والطنـب
يــد لكـم فـي رقـاب الجنـد تشـكركم
لأجلهــا ألســن الأيــام والحقــب
رد الإلــه بكــم إقطــاعهم ولقـد
كـانت علـى مـا مضـى نهـبى المنتهـى
وســـوف تشـــكركم آثــار نعمتكــم
فـي جنـد مصـر كشـكر الـروض للسحب
عممتــم النــاس بالحســنى فشـكركم
ديــن علــى ذمـة الأشـعار والخطـب
وزاد فــــي خطـــر الآداب أنكـــم
أغليتـــم بعــد رخــص قيمــة الأدب
وإن شــاعركم المثنــي عليــك بمـا
شـادت مماليـك يسـتغني عـن الكـذب
لمــا أرحــت ضـمير الملـك مـن تعـب
بــاتت لخـدمتك الأشـعار فـي تعـب
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.