
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مقامــك مــن فضــل وفصــل خطــاب
مقــام هــدى مــن ســنة وكتــاب
مقــام لــه بيــت النبـوة منصـب
ومــن مســتقر الـوحي خيـر نصـاب
إذا اســتدعنا بــاب رزق ورحمــة
حططنــا المنـى منـه بأوسـع بـاب
وكــل دعــاء لــم يشــيع بـذكره
فليــــس بمرفــــوع ولا بمجـــاب
ومــــن شـــرف الإخلاص أن وليـــه
يــؤوب إلــى طــوبى وحســن مـآب
محاســن مجــد أعجــزت كـل حاسـب
وفـــائض إحســـان بغيــر حســاب
ولمـــا تـــراءت للهلال بصـــائر
يغطــي الهــوا أبصــارها بضـباب
وقفنــا فهنأنــا الصـيام بعاضـد
ســناه مــدى الأيــام ليـس بخـاب
وأيـن سـرار الـدهر مـن ذي أسـرة
نقيبتـــه ليســـت بــذات نقــاب
إذا رفعــوا يــوم السـلام حجـابه
بــدا لــي مـن الإجلال خلـف حجـاب
يشــف وراء الســتر بــاهر نـوره
كمــا شــف بــدر مـن وراء سـحاب
ويكــبر عــن لفـظ السـلام وإنمـا
يحيـــا بتعفيـــر ولثــم تــراب
وتتهـــم الأقــوال فــرط مهابــة
وإن نحــن لـم ننطـق بغيـر صـواب
نبـــوة جـــد أحرزتهـــا بنــوة
لكـــم دون أعمـــام ودون صــحاب
فمــا لقصــي وهــي منهــا قصـية
تمــالئ فــي ميراثكــم وتحــابي
فقــل لرجــال زاحمــوكم غبــاوة
علــى حقكــم أو زاحمــوا بتغـاب
سـلوا آخـر الأنفـال مـن يسـتحقها
ففــي آخــر الأنفــال خيـر جـواب
أليـس أولـو الأرحـام أولى ببعضهم
فلــم تحجـب القربـى بغيـر قـراب
ومـذ طلعـت مـن جانب الغرب شمسكم
أضــاء بهــا فـي الأرض كـل جنـاب
وآبـــت إليكـــم دولــة علويــة
أقـــرت علاكـــم عينهــا بإيــاب
ومــا هـي إلا الرمـح عـاد سـنانه
إليــه وإلا الســيف نحــو قــراب
وشـيدت مـن مجـد الخلافـة مـا وهي
بليلـــة محـــراب وليــل حــراب
وسـجلين يـأوي الأمر والنهي منهما
إلــى مشــرب عــذب وســوط عـذاب
وأطلعــت فيـه مـن بنيـك كواكبـاً
جلـوا مـن صـدا الأيـام كـل خضـاب
وفــي كــل قطـر منهـم لـك كـوكب
لكــل رجيــم منــه رجــم شــهاب
وأيــدك الرحمــن بالكامـل الـذي
عمــرت بــه الأيــام بعــد خـراب
أميـر الجيوش الحاسم الداء بعدما
مشـى مـن أديـم الملـك تحـت إهاب
أبي الفتح هادي كل داع إلى الهدى
بفيصـــل خطــب أو بفضــل خطــاب
تضــاحكه مــن كــل ثغــر فتـوحه
كمــا أضــحك الأحبـاب كـأس حبـاب
وزيـــر تمنتــه النــوزارة أولاً
وثانيــــة عفــــواً بغيـــر طلاب
فخــانته فــي الأولـى بطانـة وده
ورب حـــبيب فـــي قميــص حبــاب
وجـاءته تبغـي الصـلح ثـاني مـرة
فلـــم يــرض إلا بعــد رب رقــاب
وأنقــذت مصــراً مـن عـدو بمثلـه
فللــه مــن ظفــر فللــت ونــاب
صـدمت جمـوع الشـام والشـام صدمة
أقمــت بهــا للقــوم سـوق ضـراب
وجنــدت فـي أجنـاد مصـر عزائمـاً
مضــاربها فـي الصـخر غيـر نـواب
تولـوا عـن الإفرنـج فـادح ثقلهـا
ودارت رحـــاهم منهـــم بهضـــاب
أقـامت دروع الجنـد تسـعين ليلـة
ثيابــاً لهــم مــا بـدلت بثيـاب
وهــم بيــن مطـروح هنـاك وطـارح
وبيـــن مصـــيب خصـــمه ومصــاب
ومنـك اسـتفاد الجيـش كـل فضـيلة
لأنــــك بحـــر مـــدهم بثغـــاب
ومنــك لهــم فـي كـل هـم ومطلـب
تحمـــل أعبـــاء وفيـــض عبــاب
ولمـا طـرا كسـر العمـود جـبرتهم
فيــا طيـب شـهد بعـد مطعـم صـاب
وف ينصــرهم سـارت بنـوك مواكبـاً
إلــى عــرب الريفيـن فـوق عـراب
فـوارس مـن آل المجيـر تـرى لهـم
ســريرة غيــب فــي ضــراغم غـاب
وســارت إليهــم عزمــة كامليــة
تــرد صــعاب الــدهر غيـر صـعاب
فطـاروا حـذاراً مـن شجاع بن شاور
مطـــار عقـــاب لا مطــار عُقــاب
وغـــادرهم إمــا طريــد تنوفــة
ســـحوق وإمـــا مغنمــاً لنهــاب
فــتى أصـبحت أعمـال مصـر مضـافة
إلــى معقلــي قــب لــه وقبــاب
رديفـك فـي متـن الـوزارة والعلى
وتاليــك فــي صــفر لهـا ولبـاب
ومـا لحتمـا في الدست إلا بدا لنا
وقـــار مشــيب واعــتزام شــباب
وأحســنتما عــون الإمـام ونبتمـا
لـه فـي أمـور الملـك خيـر منـاب
بقيتــم فــإني لا أريــد زيــادة
علــى حــالتي مــن رفعـة وثـواب
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.