
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـرض علـى الشـعر أن يبـدا بما يجب
مــن الهنـاء الـذي وافـى لـه رجـب
وأن تنافســــه الأيـــام منزلـــة
كـــل المواســم ترجوهــا وترتقــب
فاسـعد بـه ألـف عـام واقتبل عمراً
تملا حقائبهمــا مــن ذكــره الحقـب
فإنمــا الـدين والـدنيا وأهلهمـا
رحــى وأنــت إذا دارت لهـا القطـب
بالعاضـد اشـتد عضـد الحق وامتسكت
عـرى الهـدى وهـو في إمساكها السبب
خليفــة لــو تراخــى عقـد بيعتـه
لســابقتنا إليهــا السـبعة الشـهب
تــدارك اللـه شـمل المـؤمنين بـه
فـي حيـث كـادت عصـا الإيمـان تتشعب
وألـف اللـه شتات القلوب على ولائه
فهــــي عنــــه ليــــس تنقلــــب
عمـــت رعـــايته أقصـــى رعيتــه
حــتى اســتوى نـازح فيهـا ومقـترب
وأصــبح النــاس إخوانــاً بنعمتـه
كـــــأن نعمتــــه أم لهــــم وأب
قــرت عيــون الليـالي مـن خلافتـه
بمــن أقــر حشــاها وهــي تضــطرب
أغــر تشــهد لــي أنــوار غرتــه
بصـدق مـا أودعـت مـن ذكـره الكتـب
إذا رأتــه عيــون الأمــة اسـتبقت
إلــى السـجود لـه الأذقـان والركـب
لا تنظـــرن مجــازاً حيــن ترمقــه
فللحقيقـــة ســـر عنـــك محتجـــب
وكعبــة اللــه لــولا قـدرها حجـر
ومنــدل الهنــد لــولا عرفــه حطـب
من دوحة المصطفى الهادي التي كرمت
فيهــا المنــابت والأغصـان والشـعب
أحييتـــم ذكـــره فيهــا وســنته
ولــم يمــت ســلف أنتــم لـه عقـب
يهــدى بكـم كـل جيـل تطلعـون بـه
كــأنكم فـي سـماوات العلـى الشـهب
مــازال منصــبكم هــذا يقـوم بـه
مـن نسـلكم قـائم فـي اللـه محتسـب
يـا طـالب الشـرف الأقصـى ولو عدمت
بنــو أبـي طـالب مـا أنجـح الطلـب
لا تخــدعن فــإن القـوم اشـرف مـن
يسـمو بـه المجـد أو تعلو به الرتب
مـا الأجـر والفخـر إلا فـي محبتهـم
فلا يتـــم عليــك الــزور والكــذب
لــولا اتبــاع قريــش ديــن جـدهم
طوعـاً وكرهـاً لمـا دانـت لها العرب
وليــت أن نفــوس النـاس إذ قعـدت
عــن القيــام بنعمــاهم بمـا يجـب
تجنبتهــــم بســـجليها متاركـــة
فلا نصــــيب أنــــالتهم ولانصــــب
ولــو تــولت بنــو رزيـك نصـرتهم
فـي سـالف الـدهر مـا نابتهم النوب
المضــمرون مــن الإخلاص مــا عجـزت
عــن حــل عقــدته الأوهـام والريـب
خضــارم تنــزل الأرزاق إن نزلــوا
أرضــاً وتركبهــا الآجـال إن ركبـوا
صــيد يقــوم مقـام الألـف واحـدهم
غلــب إذا وقفــوا فـي حيـز غلبـوا
أنــدى الملـوك وجوهـاً غيـر أنهـم
ترضـى المواضـي بأيـدهم إذا غضـبوا
لا تنكـر الدولـة الغـراء إذ كسـرت
كسـر الزجـاج مـا مـن كسـرها شعبوا
هـم قواعـدها السـفلى وذروتهـا ال
عليــا وأوتادهـا المرسـاة والطنـب
إن فـاتهم حـرب صـفين فقـد بلغـوا
فـي مصـر مـن نصركم أضعاف ما طلبوا
ثـاروا لثـأر أبي المنصور فانكشفت
بكاشــف الغمــة الأهــوال والكــرب
الصـالح المبتغـى مـن صـهركم نسباً
بعصــمة وهـو فـي ديـن الهـدى سـبب
وكـــل حبـــل ولاء لا ينــاط إلــى
ولائكــم فهــو عنــد اللــه منقضـب
إنـا إلـى الله في الدنيا على مهج
لهــا مصــير إلــى الأخـرى ومنقلـب
شــكت فـراق أبـي الغـارات أربعـة
الملــك والنســك والمعــروف والأدب
فــي مثــل ذا اليـوم إجلالاً وتهنئة
كــانت تــزف لــه الأشـعار والخطـب
فنافســتا المنايـا منـه فـي ملـك
لنفســه فــي ســبيل اللــه يحتسـب
مضــى وأعقـب مـن ذخـر الأئمـة مـن
يزهـو بـه الأشـرفان المجـد والحسـب
متــوج نــاب فينــا بعــد والـده
نيابــة البحــر لمـا غـابت السـحب
فكـل معتصـب بالتـاج غيـر أبـي ال
شــجاع فهــو لهــذا الحــق مغتصـب
وهــل أحـق بصـدر الدسـت مـن ملـك
لــه مــن الملــك مــوروث ومكتسـب
عـالي المحليـن مـن مجـد ومـن همم
أذيــاله فــوق وجـه السـحب تنسـحب
لا يســتوي وملــوك الأرض فــي شـرف
إلا كمــا يتســاوى الجــد واللعــب
يبـــدو تحجبـــه عنـــا مهــابته
فــوجهه الطلــق بــاد وهـو محتجـب
مــا أن تبســم عنــه وجـه مجلسـه
فقــام إلا وفــي ثغــر النـدى شـنب
ولا غزونــــا أيـــاديه بمســـألة
إلا سـلبناه مـا يقنـى القنـا السلب
تهـــل نعمتـــه طـــوراً ونقمتــه
مــن راحـة شـأنها الإعطـاء والعطـب
فــي كــل حبــة قلــب مـن محبتـه
عقيــدة باعثاهــا الرعــب والرغـب
قــد اسـترقت قلـوب العـالمين لـه
مهابـــة يتلافاهـــا بمـــا يهـــب
وراحــة لـم تـزل تهمـي نـدى وردى
مثـل الغمامـة فيهـا المـاء واللهب
لا يعــدمنك أميــر المـؤمنين فمـا
فــي نفســه غيـر أن تبقـى لـه أرب
لأنـــه مقلــة الــدنيا وناظرهــا
وأنــت حاجبهــا والجفــن والهــدب
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.