
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا قـــدرت علــى العليــاء بــالغلب
فلا تعــــرج علـــى ســـعي ولا طلـــب
واخطــب بألســنة الأغمـاد ا عجـزت
عــن نيلــه ألســن الأشــعار والخطــب
فمـا اسـتوى الخـط والخطـي في رهج
ولا الكتـــائب يــوم الــروع كــالكتب
دع الهــوينى وإن أفضـت إلـى تعـب
بــك المســاعي فـإن العـز فـي التعـب
ولا ترقـــن لــي إن كربــة عرضــت
فـــإن قلـــبي مخلـــوق مــن الكــرب
واسـتخبر الهـول كـم آنسـت وحشـته
وكــم وهبــت لــه روحــي ولــم أهــب
ما أسهل الموت عند الناس لو وثقوا
بصــــدق معتقـــد أو حســـن منقلـــب
ومـدمن قـرع بـاب اللهـو قلـت لـه
والــترك للنصــح أمـر ليـس يجمـل بـي
هــزل الرجـال هـزال فـي مروءتهـا
والجــد يخجــل أحيانــاً مــن اللعــب
فأقبـل مـن الخلـق ما ألوك من خلق
علــى النقيضــين مــن صـدق ومـن كـذب
ولا تكلـــف جبانــاً فــوق طــاقته
فــأكثر النــاس مجبــول علــى الرهـب
يقنـي طـوال القنـا العسال أشجعهم
علمـاً بـأن اقـتراب المـوت فـي القـرب
والطعـن فـي الكـر بعد الفر منقصة
والضـــرب يقتضـــب الأعمــال بالقضــب
ألقـى الكفيـل أبـو الغارات كلكله
علــى الزمــان فضــاعت حيلــة النـوب
وداخلـــت أنفــس الأيــام هيبتــه
حــتى اســترابت نفــوس الشـك والريـب
بـث النـدى والـردى زجـراً وتكرمـة
فكـــل قلــب رهيــن الرعــب والرغــب
فمـــا لحامـــل ســيف أو مثقفــة
ســوى التجمــل بيــن النــاس مـن أرب
لمـــا تمـــرد بهـــرام وأســرته
جهلاً ورامــوا قــراع النبــع بــالغرب
صــدعت بالناصـر المحيـي زجـاجتهم
وللزجاجــــة صــــدع غيـــر منشـــعب
أسـرى إليهـم ولـو أسـرى إلى الفل
ك الأعلــى لخـافت قلـوب الأنجـم الشـهب
فـي ليلـة قـدحت زرق النصـال بهـا
نــاراً تشــب بــأطراف القنــا الأشــب
ظنــوا الشـجاعة تنجيهـم فقـارعهم
أبــو شــجاع قريــع المجــد والحســب
ســقوا بأسـكر سـُكرٍ لا انقضـاء لـه
مــن قهـوة المـوت لا مـن قهـوة العنـب
وخــانهم فــأل حلــوان فــواقعهم
ضـــرب مـــواقعه أحلــى مــن الضــرب
حـل الـردى بينهـم بالحي فانقرضوا
ومــا حلــول الــردى بـالحي مـن عجـب
لـم يجهلـوا قبـح مسـعاهم وخيبتهم
وأي عبــد عصــى المــولى فلــم يخــب
وإنمـــا ســولت للقــوم أنفســهم
أن يقطعـــوا ســبب النعمــى بلا ســبب
فـك النفـاق عـن النعمـاء أيـديهم
مــن بعـد مـا نشـبت فـي عـروة النشـب
ألـم تـر القوم لما أن طغوا وبغوا
واسـتحقبوا الـذم مـا عاشوا على الحقب
لـم يقبـل الجـانب القبلـي أوجههم
فـــرد أولهـــم بــدءاً علــى العقــب
وأنكـروا مـن ظهور الخيل ما عرفوا
واســـتوثبوها فخـــانتهم ولــم تثــب
لــولا الأســار ومــن لا يمــن بــه
مـا عـفَّ عنهـم ذبـاب السـيف ذو الشـطب
تســــنموا إبلاً تتلـــو قلائصـــهم
يــا عــزة الســرج ذوقـي ذلـة القتـب
كـــأنهم فوقهـــا خُشـــب مســندة
إن النفـــاق لمنســـوب إلــى الخشــب
للـه عزمـة محـي الـدين كـم تركـت
بتربــة الحــي مــن خــد امــرئ تـرب
ســما إليهــم سـمو البـدر تصـحبه
كــواكب مــن ســحاب النقــع فـي حجـب
فـي فتيـة مـن بنـي رزيـك تحسـبهم
عــن جــانبيه رحــى دارت علــى قطــب
قـوم إذا الحـرب قامت سوقها جلبوا
مــن النفــوس إليهــا أنفــس الجلــب
المســرعون مــن المــران أرشــية
نــابت قلــوب أعاديهــا عــن القلــب
الطــاعنون الأعــادي كــل مزبــدة
كأنهـــا كـــأس خمــر جــاش بــالحبب
تـروى الرمـاح الظوامي من مجاجتها
فتنثنـــي وعليهـــا نشـــوة الطـــرب
كـــأن أيمــانهم ســلت عزائمهــم
مــن الجفــون علــى الهامـات واليلـب
كــأن لمــع المواضــي فـي أكفهـم
صــواعق فــي الــوغى تنقــض مـن سـحب
فمــا تـروح بهـا الأرواح فـي صـعد
إلا وتغــدو بهــا الأجســام فــي صــبب
رقــاهم رتبــة العليـا أخـو همـم
لـم يأخـذ الملـك بالتدريـج فـي الرتب
تلقــب الصـالح الهـادي وليـس بـه
مــع صــدق أفعــاله فقـر إلـى اللقـب
متــوج مــن بنــي زريــك تنســبه
بيــض المســاعي إلــى جرثومـة العـرب
زاكـــي الأرومـــة إلا أن منصـــبه
فــي المجـد أعظـم أن يعـزى إلـى نسـب
مـا أليـق التـاج معصـوباً بمفرقـه
ورب معتصـــــب بالتـــــاج مغتصــــب
جــذلان يخلــف مــن بـادي خـواطره
مــا شــاء مـن فـائض الإعطـاء والعطـب
يقـري ذنـوب الرعايـا عفـو مغتفـر
لا يبلــغ الكــرب منــه عقــدة الكـرب
أرضــته عـن هفـوات النـاس قـدرته
فمـــا يكــدر صــفو الحلــم بالغضــب
وصـــامت أعربـــت عنــه زمــاجره
بنـــاطق مــن صــهيل الخيــل مصــطخب
كالسـيل والليـل لا ينجـو طريـدهما
مــن المنيــة فــي الإمعــان بــالهرب
يرميــه أروع مـن غسـان منـذ رمـى
بعزمـــه نـــوب الأيـــام لـــم تنــب
أعــز يضــرب جــوني القتــام لـه
رواق عــــز أكيــــد غيـــر مضـــطرب
بيـت مـن المجـد لـم يمـدد له عمد
ســوى الوشــيج ولــم يشـدد إلـى طنـب
أغـــر أبلـــح وضــاح تخــر لــه
صــيد الملــوك علــى الأذقـان والركـب
يظنـه الطـرف فـوق الطـرف طود علا
تســمو إليــه عيــون الجحفــل اللجـب
تجــر بيــن يــديه مــن ســوابقه
قــب ترقــرق منهــا الحســن فـي أهـب
مــن كــل أجـرد مسـكي الأديـم لـه
صــبغ إذا شــاب رأس الليــل لـم يشـب
وأحمـــر شـــفقي اللـــون متقــد
بحـــدة الشـــوط لا بالســـوط ملتهــب
قــد أدبتهــا سـجاياه وكـثرة مـا
رأت وماســـــمعت عنــــه مــــن الأدب
مســومات عــراب لــم تــزل أبـداً
تكســى وتحلــى بمــا بـزت مـن السـلب
تـــرى لكـــل هلال مــن مراكبهــا
خيــط المجــرة مجــروراً علــى اللقـب
تحمــل الوشــي منهــا كـل ذي شـة
يغنــي بهــا عـن عقـود الـدر والـذهب
هــي العتــاد لمـن يرمـي محـاربه
فـــي كــل معــترك بالويــل والحــرب
جـــرد إذا جردتهــا كــف عزمتــه
للغــزو هـزت عـذاب السـوط فـي العـذب
تــثير نقــع دخــان تحتــه لهــب
إن الـــدخان لنمـــام علـــى اللهــب
يحكــي مجــر عواليهــا إذا رحلـت
عــن منــزل مسـحب الحيـات فـي الكثـب
خيـل تـرى العمـر مسلوباً إذا نهشت
صــدر الأعــادي بحيــات القنـا السـلب
لا يثقــل الــروع إلا أن يخـف بهـا
داعــي النــزال عـن التقريـب والخبـب
لانــت صــفاة عــدو أنــت قارعهـا
فاصــلب علــى ملــة الأوثــان والصـلب
فعنـدك الضـمر الجـرد الـتي عرفوا
وفـــوقهن أســـود الغــاب لــم تغــب
تزورهـــم شـــزب منهــا إذا ظمئت
لــم تــرو إلا برقــراق الــدم السـرب
ومـا تخـط علـى ديـن الهـدى أبـداً
وأنـــــت أشـــــفق ن أم بهــــم وأب
فاسـعد بأيامـك الحسـنى التي قسمت
بيــن الحميــدين مــن مــاض ومرتقــب
إذا تهنـــت بــك الأيــام قاطبــة
فمـــا الهنــاء بمقصــور علــى رجــب
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.