
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
داويـت مـا نفـع العليـل دوائي
بــل زاد سـقماً فـي خلال ضـناء
وأيسـت مـن بـرء الطبيب لدائه
فاعتــل قلــبي للأيــاس بـداء
أملــت فيــه صــحة مـن سـقمه
فحصـلت فـي أملـي بعكـس رجائي
ورجـوت أنـي قـد أكـون فـداءه
عورضـت فـي أملـي فكـان فدائي
ووددت لـو كنـت الـدفين بقبره
عوضــاً لـه ويكـون فـي دنـائي
حرمـت طيـب النـوم بعـد فراقه
عــن نـاظري فسـلا عـن الإغفـاء
ولقـد أبيـت وفـي فـؤادي جمرة
ولهيبهـــا متوقـــد بجــوائي
وذبالــة أضـحى بقلـبي لـذعها
زفراتـــه بتنفـــس الصــعداء
مــن فقـد شـبل عـاجلته منيـة
مــا كـان فيهـا مهلـة لبقـاء
مـا كـان أسـرع ما أتاه حمامه
ورحيلــه عنــي إلـى الصـحراء
مــا عـاش إلا سـبعة مـن عمـره
ونــأى إلــى دار البلـى لبلاء
ثـم امتطـى ثبج المنايا طالباً
جــدثاً ينــاط بصــخرة صــماء
يـأوي إلـى لحـد ووحشـة منـزل
وجنــادل صــم وصــلد وصــفاء
واختـار سـكناه القرافة ذاهلاً
عــن عيشـة ليسـت بـداء بقـاء
إنـي علـى إسماعيل لا أعطى عزى
بـل قـد عـدمت تجلـدي وعـزائي
وأوحشـــني لفراقــه وبعــاده
وأفجعنـــي بمصـــيبة غــبراء
قــد كنــت أذخـره لكـل ملمـة
وأقيــه فـي البأسـاء والضـراء
فاغتـالني فيـه الحمـام ففوقت
قـوس المنايـا سـهمها بحشـائي
تركــت فـؤادي مثخنـاً بجراحـه
متضـــرجاً بمـــدامعي ودمــائ
أجـري الميـاه على فؤادي طمعة
فــي أن يــبرد غلـتي وظمـائي
فتهيــج لـي نـار إذا بردتهـا
فعجبــت مـن نـار تهيـج بمـاء
قلقـاً أبيـت علـى فراشي ساهراً
فكــأنني ملقـى علـى الرمضـاء
متلهفـاً أبكـي إلـى مـن مر بي
وإذا أرى ولـــداً يثــور بلائي
إنــي لأعجـب مـن حيـاتي بعـده
وتلــذذي عنــه بشــرب المـاء
أو أن أرى مبتســـماً متنســماً
مــن بعـد رحلتـه نسـيم هـواء
أو أن تغيـب همـومه عـن خاطري
وخيـــاله متمثـــل بـــإزائي
لـو عـاش كـان منطقـاً وموفقـاً
ومنزهــاً عــن صــبوة الأبنـاء
كــانت فراســته تـدل عقولنـا
أن سـوف يخـرج أنجـب النجبـاء
لكنــه مـا كـل مـا قـد رامـه
ذو فطنـــة فينـــاله بــذكاء
والـبرق يشـهد والرواعـد أنها
عنــوان كــل ســحابة وطفــاء
والفجـر يشـهد أن سـاطع نـوره
أبــداً يـدل علـى ضـياء ذُكـاء
ومضـارب السـيف المهند لم تزل
تنبيــك عــن حــد لـه ومضـاء
أملــت ســاعة سـعيهم بسـريره
أن لا أقيــم بزمــرة الأحيــاء
وبقيــت مكتئبـاً أكابـد لوعـة
فــي حالـة أسـوأ مـن الأسـواء
جـار الزمـان علـي فـي أحكامه
فبليــت منــه بعيشــة غلمـاء
قـد كـان قـوة ناظري بل خاطري
فبقيــت صــاحب مقلــة عميـاء
فـالميت ليـس لـه صـديق أو أب
صــافاه بعــد وفــاته بوفـاء
لا يغــررن الحــي طـول بقـائه
فمصــيره مــن بعــده لفنــاء
ويطول مكث المرء ثاو في الثرى
حـتى يـرى أثـراً مـن الزيـزاء
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.