
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـأبكي علـى ابنـي مـدتي وحيـاتي
ويبكيـه عنـي الشعر بعد مماتي
وأقطـــع أيــامي عليــه بلوعــة
تعــبر عــن مكنونهـا عـبراتي
وكـــل أســى دون الــذي يســتحقه
وليـس وفـاء العهد غير وفاتي
وربتمــا لــم أبــط عنـه فـإنني
رأيــت قريبـاً كـل مـا هـو آت
أتبلـي المنايـا مهجـة ابن ذخرته
لــدهري ويبلـوني بخمـس بنـات
وكنــت أرجــي أن يكـون محمـداً
ذخيــرة آمــالي وكنــز حيــاتي
فــافقرني صــرف الـردى بـذخيرتي
وبــت رجـائي واسـتباح نبـاتي
رحلـت أبـا الأضـياف عنـي بأنسـهم
فــأقوت لأنســي منهـم عرصـاتي
فهــل علمـت عـادات جـودك أننـي
عفـت جنبـاتي مـن نـزول عفـاتي
ومــا عشــت إلا سـت عشـرة حجـة
ســقى عهــدهن اللـه مـن سـنوات
وقد كنت تغري الناس بالبر والتقى
كريـم الصـبا نـاء عن الصبوات
محمـــد لا تبعــد فــإن حشاشــتي
تكــدر صــافيها بقـرع صـفاتي
ترحلـت عـن صـدري وحجـري إلى البلى
فعـرس ركـب الهـم في حجراتي
غــدت لـك أعـواد المنايـاي مطيـة
وليـس لهـا حـاد سـوى زفراتي
أعنــدك أن النـوم نـافراً أعينـاً
لهــا سـنة لـم تكتحـل بسـنات
وأنـك لـم تـوحش سـواي مـن الورى
ولا وسـمت بالثكـل غيـر سـماتي
وأن ســرور النفــس جـانب جـانبي
وأقســم لا يبـدو علـى قسـماتي
وأن محلاً بنــــت عنـــه تفرقـــت
جماعـــة عــواد لــه وأســاة
لقيـت الـردى مستبشـراً غيـر أنه
لقــاء رمـى شـملي بسـهم شـتات
رزقـت ثبـات الجـأش لطفاً ورحمة
وطشــت فلـم أملـك عليـك ثبـاتي
وخـاطبتني والنفـس في سكراتها
خطــاب امــرء صـاح مـن السـكرات
بنفسـي ثـاو فـي القرافة سار عن
محــل عفــاة نحــو دار رفــات
فقيـر إلـى الرحمـن دون عبادة
غنـــي عــن الإحســان والحســنات
هجــرت جميــل الصـبر فيـه لأننـي
وجـدت جميـل الصـبر غيـر موات
وكنـت بـه دون البريـة واثقـاً
إذا خــان إخــواني وقــل ثقـاتي
وبيتنــي فيــه الحمـام ولـم أكـن
علـى حـذر مـن طارقـات بياتي
وعهــدي بــه يرنـو إلـي وطرفـه
حســير وقلــبي دائم الحســرات
ووا رحمتــا بــل حسـرتا لنـواظر
سـرت بيننـا مخذولـة النظـرات
ومــازلت أرجـوه إلـى أن رأيتـه
علـى الرغـم منـي ساكن الحركات
فقبلـت وجهـاً كـان لـي منه قبلة
أصـلي إليهـا مـن جميـع جهـاتي
وآليــت لا أســلوه حــتى أزوره
وإن قريبـــاً كــل مــا هــو آت
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.