
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَريقُــكِ أَم مــاءُ الغَمامَـةِ أَم خَمـرُ
بِفِــيَّ بَــرودٌ وَهــوَ فـي كَبِـدي جَمـرُ
أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ
وَذَيّـا الَّـذي قَبَّلتُـهُ البَـرقُ أَم ثَغـرُ
رَأَت وَجــهَ مَـن أَهـوى بِلَيـلٍ عَـواذِلي
فَقُلـنَ نَـرى شَمسـاً وَمـا طَلَـعَ الفَجـرُ
رَأَيــنَ الَّــتي لِلسـِحرِ فـي لَحَظاتِهـا
ســُيوفٌ ظُباهـا مِـن دَمـي أَبَـداً حُمـرُ
تَنــاهى سـُكونُ الحُسـنِ فـي حَرَكاتِهـا
فَلَيــسَ لِـراءٍ وَجهَهـا لَـم يَمُـت عُـذرُ
إِلَيـكَ اِبـنَ يَحيى اِبنِ الوَليدِ تَجاوَزَت
بِـيَ البيـدَ عيـسٌ لَحمُها وَالدَمُ الشِعرُ
نَضـــَحتُ بِــذِكراكُم حَــرارَةَ قَلبِهــا
فَسـارَت وَطـولُ الأَرضِ فـي عَينِهـا شـِبرُ
إِلـى لَيـثِ حَـربٍ يُلحِـمُ اللَيـثَ سـَيفُهُ
وَبَحـرِ نَـدىً فـي مَـوجِهِ يَغـرَقُ البَحـرُ
وَإِن كــانَ يُبقــي جـودُهُ مِـن تَليـدِهِ
شـَبيهاً بِمـا يُبقـي مِنَ العاشِقِ الهَجرُ
فَــتىً كُــلَّ يَـومٍ تَحتَـوي نَفـسَ مـالِهِ
رِمـاحُ المَعـالي لا الرُدَينِيَّـةُ السـُمرُ
تَباعَــدَ مــا بَيــنَ السـَحابِ وَبَينَـهُ
فَنائِلُهـــا قَطـــرٌ وَنـــائِلُهُ غَمــرُ
وَلَـو تَنـزِلُ الـدُنيا عَلـى حُكـمِ كَفِّـهِ
لَأَصـــبَحَتِ الــدُنيا وَأَكثَرُهــا نَــزرُ
أَراهُ صــَغيراً قَــدرَها عُظــمُ قَــدرِهِ
فَمــا لِعَظيــمٍ قَــدرُهُ عِنــدَهُ قَــدرُ
مَـتى مـا يُشـِر نَحـوَ السـَماءِ بِـوَجهِهِ
تَخِــرَّ لَــهُ الشـِعرى وَيَنخَسـِفِ البَـدرُ
تَــرَ القَمَــرَ الأَرضـِيَّ وَالمَلِـكَ الَّـذي
لَـهُ المُلـكُ بَعدَ اللَهِ وَالمَجدُ وَالذِكرُ
كَــثيرُ سـُهادِ العَيـنِ مِـن غَيـرِ عِلَّـةٍ
يُـــؤَرِّقُهُ فيمـــا يُشـــَرِّفُهُ الفِكــرُ
لَــهُ مِثَــنٌ تُفنــي الثَنــاءَ كَأَنَّمـا
بِــهِ أَقســَمَت أَن لا يُـؤَدّى لَهـا شـُكرُ
أَبــا أَحمَــدٍ مــا الفَخـرُ إِلّا لِأَهلِـهِ
وَمـا لِاِمـرِئٍ لَـم يُمـسِ مِـن بُحتُـرٍ فَخرُ
هُــمُ النــاسُ إِلّا أَنَّهُــم مِـن مَكـارِمٍ
يُغَنّــي بِهِـم حَضـرٌ وَيَحـدو بِهِـم سـَفرُ
بِمَــن أَضـرِبُ الأَمثـالَ أَم مَـن أَقيسـُهُ
إِلَيــكَ وَأَهـلُ الـدَهرِ دونَـكَ وَالـدَهرُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.