
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ إنْ نُعْــمٌ نَـأَتْ أَنْـتَ جـازِعُ
قَــدِ اقْتَرَبَــتْ لَـوْ أَنَّ ذَلِـكَ نـافِعُ
قَـدِ اقْتَرَبَـتْ لَـوْ أَنَّ فِي قُرْبِ دارِها
نَــوالاً وَلَكِــنْ كَـلُّ مَـنْ ضـَنَّ مـانِعُ
وَقَــدْ جاوَرَتْنـا فِـي شـُهُورٍ كَثِيـرَةٍ
فَمــا نَــوَّلَتْ وَاللــهُ راءٍ وَسـامِعُ
فَــإِنْ تَلْقَيَـنْ نُعْمَـى هُـدِيتَ فَحَيِّهـا
وَسـَلْ كَيْـفَ تُرْعَـى بِالْمَغِيبِ الْوَدائِعُ
وَظَنِّــي بِهــا حِفْـظٌ لِغَيْبِـي وَرِعْيَـةٌ
لِمـا اسـْتُرْعِيَتْ وَالظَّنُّ بِالْغَيْبِ واسِعُ
وَقُلْـتُ لَهـا فِـي السِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَها
عَلــى عَجَـلٍ أَيَّـانَ مَـنْ سـارَ راجِـعُ
فَقــالَتْ لِقــاءٌ بَعْــدَ حَـوْلٍ وَحِجَّـةٍ
وَشـَحْطُ النَّـوى إِلَّا لِـذِي الْعَهْدِ قاطِعُ
وَقَدْ يَلْتَقِي بَعْدَ الشَّتاتِ أُولُو النَّوَى
وَيَسـْتَرْجِعُ الْحَـيَّ السـَّحابُ اللَّوامِـعُ
وَمـا إِنْ خَـذُولٌ نـازَعَتْ حَبْـلَ حابِـلٍ
لِتَنْجُــوَ إِلَّا اسْتَســْلَمَتْ وَهْـيَ ظـالِعُ
بِأَحْســَنَ مِنْهــا ذاتَ يَـوْمٍ لَقِيتُهـا
لَهـا نَظَـرٌ نَحْـوِي كَـذِي الْبَـثِّ خاشِعُ
رَأَيْــتُ لَهــا نـاراً تُشـَبُّ وَدُونَهـا
طَوِيـلُ الْقَـرا مِـنْ رَأْسِ ذَرْوَةَ فـارِعُ
فَقُلْـتُ لِأَصـْحابِي اصْطَلُوا النَّارَ إِنَّها
قَرِيــبٌ فَقـالُوا بَـلْ مَكانُـكَ نـافِعُ
فَيــا لَـكَ مِـنْ حـادٍ حَبَـوْتَ مُقَيَّـداً
وَأَنْحَــى عَلـى عِرْنَيـنِ أَنْفِـكَ جـادِعُ
أَغَيْظــاً أَرادَتْ أَنْ تُخِــبَّ جِمالُهــا
لِتَفْجَــعَ بِالْأَظْعـانِ مَـنْ أَنْـتَ فـاجِعُ
فَمــا نُطْفَــةٌ بِــالطَّوْدِ أَوْ بِضـَرِيَّةٍ
بَقِيَّــةُ ســَيْلٍ أَحْرَزَتْهــا الْوَقـائِعُ
يُطِيــفُ بِهــا حَـرَّانُ صـادٍ وَلا يَـرى
إِلَيْهــا ســَبِيلاً غَيْــرَ أَنْ سـَيُطالِعُ
بِـأَطْيَبَ مِـنْ فِيهـا إِذا جِئْتَ طارِقـاً
مِـنَ اللَّيْـلِ وَاخْضـَلَّتْ عَلَيْكَ الْمَضاجِعُ
وَحَســْبُكَ مِــنْ نَــأْيٍ ثَلاثَــةُ أَشـْهُرٍ
وَمِــنْ حَــزَنٍ أَنْ زادَ شــَوْقَكَ رابِـعُ
ســَعى بَيْنَهُــمْ واشٍ بِــأَفْلاقِ بِرْمَـةٍ
لِيَفْجَــعَ بِالْأَظْغــانِ مَـنْ هُـوَ جـازِعُ
بَكَــتْ مِــنْ حَــدِيثٍ بَثَّــهُ وَأَشـاعَهُ
وَرَصــَّفَهُ واشٍ مِــنَ الْقَــوْمِ راصــِعُ
بَكَـت عَيْـنُ مَنْ أَبْكاكَ لا يَعْرِفُ الْبُكا
وَلا تَتَخالَجْـــكِ الْأُمُــورُ النَّــوازِعُ
فَلا يَســـْمَعَنْ ســِرِّي وَســِرَّكِ ثــالِثٌ
أَلا كُــلُّ ســِرٍّ جـاوَزَ اثْنَيْـنِ شـائِعُ
وَكَيْــفَ يَشــِيعُ السـِّرُّ مِنِّـي وَدُونَـهُ
حِجــابٌ وَمِـنْ دُونِ الْحِجـابِ الْأَضـالِعُ
وَحُــبٌّ لِهَـذا الرَّبْـعِ يَمْضـِي أَمـامَهُ
قَلِيــلُ الْقِلــى مِنْـهُ جَلِيـلٌ وَرادِعُ
لَهَــوْتُ بِــهِ حَتَّـى إِذا خِفْـتُ أَهْلَـهُ
وَبَيَّــنَ مِنْــهُ لِلْحَبِيــبِ الْمُخــادِعُ
نَزَعْـــتُ فَمـــا ســِرِّي لِأَوَّلِ ســائِلٍ
وَذُو السـِّرِّ مـا لَمْ يَحْفَظِ السِّرَّ ماذِعُ
وَقَـدْ يَحْمَـدُ اللهُ الْعَزاءَ مِنَ الْفَتَى
وَقَـدْ يَجْمَـعُ الْأَمْـرَ الشَّتِيتَ الْجَوامِعُ
أَلا قَـدْ يُسـَلَّى ذُو الْهَـوَى عَنْ حَبِيبِهِ
فَيَسـْلَى وَقَـدْ تُـرْدِي الْمَطِيَّ الْمَطامِعُ
كَمـا قَـدْ يُسـَلَّى بِالْعِقـالِ وَبِالْعَصا
وَبِالْقَيْـدِ ضـِغْنُ الْفَحْـلِ إِذْ هُوَ نازِعُ
وَمـا رَاعَنِي إِلَّا الْمُنادِي أَلا اظْعَنُوا
وَإِلَّا الرَّواغِــي غُــدْوَةً وَالْقَعــاقِعُ
فَجِئْتُ كَـــأَنِّي مُسْتَضـــِيفٌ وَســـائِلٌ
لِأُخْبِرَهــا كُــلَّ الَّــذِي أَنـا صـانِعُ
فَقـالَتْ: تَزَحْـزَحْ مـا بِنا كُبْرُ حاجَةٍ
إِلَيْـــكَ وَلا مِنَّــا لِفَقْــرِكَ راقِــعُ
فَمـا زِلـتُ تَحْـتَ السـَّتْرِ حَتَّى كَأَنَّنِي
مِـنَ الْحَرِّ ذُو طِمْرَيْنِ فِي الْبَحْرِ كارِعُ
فَهَــزَّتْ إِلَــيَّ الـرَّأْسَ مِنِّـي تَعَجُّبـاً
وَعُضــِّضَ مِمَّــا قَــدْ فَعَلْـتُ الْأَصـابِعُ
فَأَيُّهُمـــا مـــا أَتْبَعَــنَّ فَــإِنَّني
حَزِيـنٌ عَلـى إِثْـرِ الَّـذِي أَنـا وادِعُ
بَكـى مِـنْ فِـراقِ الْحَيِّ قَيْسُ بْنُ مُنْقِذٍ
وَإِذراءُ عَيْنَـيْ مِثْلِـهِ الـدَّمْعَ شـائِعُ
بِأَرْبَعَـــةٍ تَنْهَـــلُّ لَمَّــا تَقَــدَّمَتْ
بِهِــمْ طُــرُقٌ شــَتَّى وَهُــنَّ جَوامِــعُ
وَمـا خِلْـتُ بَيْـنَ الْحَـيِّ حَتَّى رَأَيْتُهُمْ
بِبَيْنُونَــةَ الســُّفْلَى وَهَبَّـتْ سـَوافِعُ
وَإِنِّــي لَأَنْهَـى النَّفْـسَ عَنْهـا تَجَمُّلاً
وَقَلْبِـي إِلَيْهـا الـدَّهْرَ عَطْشانُ جائِعُ
كَـأَنَّ فُـؤادِي بَيْـنَ شـِقَّيْنِ مِـنْ عَصـاً
حِـذارَ وُقُـوعِ الْبَيْـنِ وَالْبَيْـنُ واقِعُ
يَحُــثُّ بِهِــمْ حــادٍ ســَرِيعٌ نَجـاؤُهُ
وَمُعْـرىً عَـنِ السـَّاقَيْنِ وَالثَّوْبُ واسِعُ
فَقُلْـتُ لَهـا يـا نُعْـمُ حُلِّـي مَحَلَّنـا
فَـإِنَّ الْهَـوى يـا نُعْمُ وَالْعَيْشُ جامِعُ
فَقــالَتْ وَعَيْناهــا تَفِيضـانِ عَبْـرَةً
بِـأَهْلِيَ بَيِّـنْ لِـي مَتَـى أَنْـتَ راجِـعُ
فَقُلْــتُ لَهـا تَـاللَّهِ يَـدْرِي مُسـافِرٌ
إِذا أَضـْمَرَتْهُ الْأَرْضُ مـا اللـهُ صانِعُ
فَشـَدَّتْ عَلـى فِيهـا اللِّثـامَ وَأَعْرَضَتْ
وَأَمْعَـنَ بِالْكُحْـلِ السـَّحِيقِ الْمَـدامِعُ
وَإِنِّــي لِعَهْــدِ الْــوُدِّ راعٍ وَإِنَّنِـي
بِوَصـْلِكَ مـا لَـمْ يَطْوِنِي الْمَوْتُ طامِعُ
قَيْسٌ بْنُ مُنْقِذٍ بْنِ عَمْرٍو، اشْتُهِرَ بِنِسبَتِهِ إِلى أُمِّهِ الحُدادِيَّةِ وَهِيَ مِن بَنِي كِنانَةَ وَقِيلَ الحِدادِيَّةُ مِنْ مُحارِبِ بْنِ خَصْفَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ قَبِيلَةِ خُزاعَةَ، كانَ مِنَ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ الفُتّاكِ، خَلَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ خُزاعَةُ بِسُوقِ عُكاظٍ، وَأَشْهَدَتْ عَلَى أَنْفُسِها بِخَلْعِها إِيّاهُ، فَلا تَحْتَمِلُ جَرِيرَةً لَهُ، وَلا تُطالِبُ بِجَرِيرَةٍ يَجُرُّها أَحَدٌ عَلَيْهِ. فَجَمَعَ قيسٌ شُذّاذاً مِنَ العَرَبِ وَفُتّاكاً مِنْ قَوْمِهِ، كانَ يُغِيرُ بِهِمْ عَلَى مَنْ تَسَبَّبَ بِخَلْعِهِ مِنْ قَبيلَتِهِ، وَقَدْ ماتَ مَقْتُولاً قَتَلَهُ قَومٌ مِن مُزَيْنَةَ وَقِيلَ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، وَلَا يُعرَفُ تارِيخُ وَفاتِهِ.