
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَــمَّ خَيــالٌ مِنــكِ يـا أُمَّ غـالِبِ
فَحُيّيــتِ عَنّــا مِــن حَـبيبٍ مُجـانِبِ
وَمـازِلتِ لـي شـَجواً وَما زِلتُ مُقصَداً
لِهَــمٍّ عَرانــي مِــن فِراقِـكَ ناصـِبِ
فَما أَنسَ لا أَنسى اِنفتالَكَ في الضُحى
إِلَينـا مَـعَ البيضِ الوِسامِ الخَراعِبِ
تَـراءَت لَنـا هَيفـاءَ مَهضومَةَ الحَشا
لَطيفَـةَ طَـيِّ الكَشـحِ رَيّـا الحَقـائِبِ
مُبَتَّلَــــةً غَـــرّاءَ رُؤدٌ شـــَبابُها
كَشـَمسِ الضـُحى تَنكَـلُّ بَيـنَ السَحائِبِ
فَلَمّــا تَغَشــّاها الســَحابُ وَحَـولَهُ
بَــدا حــاجِبٌ مِنهـا وَضـَنَّت بِحـاجِبِ
فَتِلـكَ الهَوى وَهيَ الجَوى لِيَ وَالمُني
فَـأَحبِب بِهـا مِـن خُلَّـةٍ لِـم تُصـاقِبِ
وَلا يُبعِــدِ اللَــهُ الشـَبابَ وَذِكـرَهُ
وَحُــبَّ تَصـافي المُعصـِراتِ الكَـواعِبِ
وَيَـزدادُ مـا اِحبَبتُـهُ مِـن عِتابِنـا
لُعابــاً وَسـُقياً لِلخَـدِينِ المُقـارِبِ
فَــإِنّي وَإِن لَــم أَنســَهُنَّ لَــذاكِرٌ
رَزيئَةَ مِخبـــابٍ كَريــمِ المَناصــِبِ
تَوَسـَّلَ بِـالتَقوى إِلـى اللَـهِ صادِقاً
وَتَقــوى إلهـي خَيـرُ تَكسـابِ كاسـِبِ
وَخَلّـى عَـنِ الـدُنيا فَلَم يَلتَبِس بِها
وَتـابَ إِلـى اللَـهِ الرَفيعِ المَراتِبِ
تَخَلّـى عَـن الـدُنيا وَقـالَ اِطَّرَحتُها
فَلَســتُ إِلَيهــا مــا حَييـتُ بِـآيِبِ
وَمـا أَنـا فيمـا يُكبِرُ الناسُ فَقدَهُ
وَيَسـعى لَـهُ السـاعونَ فيهـا بِراغِبِ
فَـــوَجَّهَهُ نَحــوَ الثَوِيَّــةِ ســائِراً
إِلـى اِبنِ زِيادٍ في الجُموعِ الكَباكِبِ
بِقَــومٍ هُـمُ أَهـلُ التَقِيَّـةِ وَالنُهـى
مَصــاليتُ أَنجــادٍ ســَراةُ مَنــاحِبِ
مَضـوا تـارِكي رَأيَ اِبـنِ طَلحَةَ حَسبَهُ
وَلَــم يَسـتَجيبوا لِلأَميـرِ المُخـاطِبِ
فَسـاروا وَهُـم مِن بَينِ مُلتَمِسِ التُقى
وَآخَــرَ مِمّــا جَــرَّ بِــالأَمسِ تـائِبِ
فَلاقـوا بِعَيـنِ الوَردَةِ الجَيشَ فاصِلاً
إِلَيهِــم فَحَســّوهُم بِــبيضٍ قَواضــِبِ
يَمانِيَّـــةٍ تُــذري الأَكُــفَّ وَتــارَةً
بِخَيـــلٍ عِتـــافٍ مُقرَبــاتٍ ســَلاهِبِ
فَجــاءهُمُ جَمــعٌ مِـن الشـامِ بَعـدَهُ
جُمـوعٌ كَمَـوجِ البَحـرِ مِـن كُـلِّ جانِبِ
فَمـا بَرِحـوا حَتّـى أُبيـدَت سـَراتُهُم
فَلَـم يَنـجُ مِنهُـم ثَـمَّ غَيـرُ عَصـائِبِ
وَغـودِرَ أَهـلُ الصـَبرِ صَرعَي فَأَصبَحوا
تُعــاوِرهُمُ ريـحُ الصـَّبا وَالجَنـائِبِ
فَأَضــحى الخُزاعِـيُّ الرَئيـسُ مُجَـدَّلاً
كَــأَن لَــم يُقاتِــلُ مَـرَّةً وَيُحـارِبِ
وَرَأسُ بَنــي شــَمخٍ وَفــارِسُ قَــومِهِ
شــَنوءَةَ وَالتَيمِـيُّ هـادي الكتـائِبِ
وَعَمـرُو بـنُ بِشـرٍ وَالوَليـدُ وَخالِـدٌ
وَزَيـدُ بـنُ بَكـرٍ وَالخُلَيـسُ بنُ غالِبِ
وَضــارَبَ مِــن هَمَــدانُ كُــلُّ مُشـَيَّغٍ
إِذا شـَدَّ لَـم يَنكُـل كَريـمُ المَكاسِبِ
وَمِـن كُـلِّ قَـومٍ قَـد أُصـيبَ زَعيمُهُـم
وَذو حَســَبٍ فـي ذِروَةِ المَجـدِ ثـاقِبِ
أَبَـواغَيرَ ضـَربٍ يَفلِـقُ الهـامَ وَقعُهُ
وَطَعـــنٍ بِــأَطرافِ الأَســِنَّةِ صــائِبِ
وَإِنَّ ســَعيداً يَــومَ يَــذمُر عـامِراً
لأَشــجَعُ مِــن لَيــثٍ بِـدُرنا مُـواثِبِ
فَيــا خَيــرَ جَيـشٍ لِلعِـراقِ وَأَهلِـهِ
ســُقيتُم رَوايــا كُـلِّ أَسـحَمَ سـاكِبِ
فَلا يَبعَـــدَن فُرســانُنا وَحُماتُنــا
إِذا الـبيضُ أَبدَت عَن خِدامِ الكَواعِبِ
فَـإِن يُقتَلـوا فَالقَتـلُ أَكـرَمُ ميتَةٍ
وَكُــلُّ فَـتىً يَومـاً لإِحـدى الشـَواعِبِ
وَمـا قُتِلـوا حَتّـى أَثـاروا عِصـابَةً
مُحِلّيــنَ ثَـوراً كَـاللُيوثِ الضـَوارِبِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.