
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل تَعـرِفُ الدارَ عَفا رَسمُها
بِالحَضـرِ فَالرَوضـَةِ مِـن آمِـدِ
دارٌ لِخَــــودٍ طَفلَـــةٍ رُؤدَةٍ
بـانَت فَأَمسـى حُبُّهـا عامِـدي
بَيضـاءَ مِثـلَ الشـَمسِ رَقراقَةٍ
تَبســِمُ عَــن ذي أُشـُرٍ بـارِدِ
لَـم يُخطِ قَلبي سَهمُها إِذ رَمَت
يـا عَجَبـاً مِن سَهمِها القاصِدِ
يا أَيُّها القَرمُ الهِجانُ الَّذي
يَبطِــشُ بَطــشَ الأَسـَدِ اللّابِـدِ
وَالفَاعِلُ الفِعلَ الشَريفَ الَّذي
يُنمـى إِلـى الغائِبِ وَالشاهِدِ
كَـم قَـد أُسـَدّي لَـكَ مِن مِدحَةٍ
تُـروي مَـعَ الصـادِرِ وَالوارِدِ
وَكَـم أَجبنـا لَـكَ مِـن دَعـوَةٍ
فَـاِعرِف فَما العارِفُ كَالجاحِدِ
نَحــنُ حَمَينـاكَ وَمـا تَحتَمـي
فـي الرَوعِ مِن مَثنى وَلا واحِدِ
يَـومَ اِنتَصـَرنا لَـكَ مِن عابِدِ
وَيَــومَ أَنجَينـاكَ مِـن خالِـدِ
وَوَقعَـةَ الـرَيِّ الَّـتي نِلتَهـا
بِجَحفَــلٍ مِــن جَمعِنـا عاقِـدِ
وَكَـم لَقينـا لَـكَ مِـن واتِـرٍ
يَصــرِفُ نــابَي حَـانِقٍ حـارِدِ
ثُـــمَّ وَطِئنــاهُ بِأَقــدامِنا
وَكـانَ مِثـلَ الحَيَّـةِ الراصـِدِ
إِلــى بَلاءٍ حَســَنٍ قَــد مَضـى
وَأَنــتَ فــي ذَلِـكَ كَالزاهِـدِ
فَــاِذكُر أَيادينــا وَآلاءَنـا
بِعَــودَةٍ مِـن حِلمِـكَ الراشـِدِ
وَيَــومَ الاهــوازِ فَلا تَنســَهُ
لَيـسَ الثَنا وَالقَولُ بِالبائِدِ
إِنّــا لَنَرجـوكَ كَمـا نَرتَجـي
صـَوبَ الغَمامِ المُبرِقِ الراعِدِ
فَاِنفَــح بِكَفَّيـكَ وَمـا ضـَمَّتا
وَاِفعَـل فَعـالَ السيدِ الماجِدِ
مالَـكَ لا تُعطـي وَأَنـتَ اِمـرُؤٌ
مُـثرٍ مِـنَ الطـارِفِ وَالتالِـدِ
تَجـبي سِجِسـتانَ وَمـا حَولَهـا
مُتَّكِئاً فــي عَيشــِكَ الراغِـدِ
لا تَرهَــبُ الــدَهرَ وَأَيّــامَهُ
وَتَجــرُدُ الأَرضَ مَــعَ الجـارِدِ
إِن يَــكُ مَكـروهٌ تَهِجنـا لَـهُ
وَأَنـتَ فـي المَعروفِ كَالراقِدِ
ثُـمَّ تَـرى أَنّـا سَنَرضـى بِـذا
كَلّا وَرَبِّ الراكِـــعِ الســاجِدِ
وَحُرمَــةِ البَيــتِ وَاَســتارِهِ
وَمَــن بَـهِ مِـن ناسـِكٍ عابِـدِ
تِلــكَ لَكُــم أُمنِيَّــةٌ باطِـلٌ
وَغَفــوَةٌ مِــن حُلُـمِ الراقِـدِ
مـا أَنـا إِن هاجَكَ مِن بَعدِها
هَيـــجٌ بِآتيـــكَ وَلا كابِــدِ
وَلا إِذا نــاطوكَ فــي حَلقَـةٍ
بِحامِـــلٍ عَنـــكَ وَلا فاقِــدِ
فَــأَعطِ مــا أَعطَيتَـهُ طَيِّبـاً
لا خَيـرَ في المَنكودِ وَالناكِدِ
وَأَنجِــزِ الوَعــدَ إِذا قُلتَـهُ
لَيـسَ الَّـذي يُنجِـزُ كَالواعِـدِ
نَحــنُ وَلَــدناكَ فَلا تَجفُنــا
وَاللَـهُ قَـد وَصـّاكَ بِالوالِـدِ
إِن تَـكُ مِـن كِنـدَةَ في بَيتِها
فَــإِنَّ أَخوالَــكَ مِــن حاشـِدِ
شـَمُّ العَرانيـنِ وَأَهـلُ النَدى
وَمُنتَهـى الضـيفانِ وَالـرائِدِ
كَـم فيهِـمُ مِـن فـارِسٍ مُعلَـمٍ
وَســائِسٍ لِلجَيــشِ أَو قــائِدِ
وَراكِـــبٍ لِلهَــولِ يَجتــابُهُ
مِثـلَ شـِهابِ القَبَـسِ الواقِـدِ
أَو مَلَأً يُشــــفى بِـــأَحلامِهِم
مِـن سـَفَهِ الجاهِـلِ وَالمـارِدِ
لَـم يَجعَـلِ اللَـهُ بِأَحسـابِنا
نَقصـاً وَمـا الناقِصُ كَالزائِدِ
وَرُبَّ خــالٍ لَــكَ فــي قَـومِهِ
فَـرعٌ طَويـلُ البـاعِ وَالساعِدِ
يَحتَضـِرُ البَـأسَ وَمـا يَبتَغـي
سـِوى إِسـارِ البَطَـلِ الماجِـدِ
وَالطَعـنِ بِالرايَـةِ مُسـتَمكِناً
في الصَفِّ ذي العادِيَةِ الناهِدِ
فَاِرتَــح لِأَخوالِــكَ وَاِذكُرهُـمُ
وَاِرحَمهُــمُ لِلســَلَفِ العـائِدِ
فَــإِنَّ أَخوالَـكَ لَـم يَـبرَحوا
يُربُـونَ بِالرِفـدِ عَلى الرافِدِ
لَم يَبخُلوا يوماً وَلَم يَجبُنوا
في السَلَفِ الغازي وَلا القاعِدِ
وَرُبَّ خــالٍ لَــكَ فــي قَـومِهِ
حَمّــالِ أَثقــالٍ لَهـا واجِـدِ
مُعتَــرِفٍ لِلــرُزءِ فـي مـالِهِ
وَالحَــقِّ لِلســائِلِ وَالعامِـدِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.