
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَــن لِهَــمٍّ آخِـرَ اللَيـلِ مُنصـِبِ
وَأَمــرٍ جَليــلٍ فــادِحٍ لِــيَ مُشـيِبِ
أَرِقــتُ لِمـا قَـد غـالَني وَتَبـادَرَت
سـَواكِبُ دَمـعِ العَيـنِ مِـن كُـلِّ مَسكَبِ
فَقُلــتُ وَقَــد بَلَّـت سـَوابِقُ عَـبرَتي
رِدائي مَقــالَ الموجَــعِ المُتَحَــوِّبِ
أَلَا بَهلَــةُ اللَـهِ الَّـذي عَـزَّ جـارُهُ
عَلـى النـاكِثينَ الغـادِرينَ بِمُصـعَبِ
جَـزى اللَـهُ عَنـا جَمـعَ قَحطانَ كُلِّها
جَــزاءَ مُسـيءٍ قاسـِطِ الفِعـلِ مُـذنِبِ
وَجَمــعَ مَعَــدٍّ قَــومِه غـابَ نَصـرُهُم
غَــــداتَئِذٍ عَنـــهُ وَرَبِّ المُحَصـــَّبِ
جَزاهُــم إِلَــهُ النـاسِ شـَرَّ جَـزائِهِ
بِخِـذلانِ ذي القُربـى الأَريـبِ المُدّرَّبِ
إِمامِ الهُدى وَالحِلمِ وَالسِلمِ وَالتُقى
وَذي الحَسـَبِ الزاكي الرَفيعِ المُهَذَّبِ
لَحـى اللَـهُ أَشـرافَ العِـراقِ فَإِنَّهُم
هُــمُ شــَرُّ قَـومٍ بَيـنَ شـَرقٍ وَمَغـرِبِ
هُـمُ مَكَـروا بِـاِبنِ الحَـوارِيِّ مُصـعَبٍ
وَلَــم يَسـتَجيبوا لِلصـَريخِ المُثَـوِّبِ
دَعـاهُم بِأَن ذودوا العِدى عَن بِلادِهِم
وَأَمـــوالِكُم بِكُــلِّ أَبيَــضَ مُقضــَبِ
فَوَلّـوا يُنـادي المَـرءُ مِنهُم عَشيرَهُ
أَلا خَــلِّ عَنهُــم لا أَبالَــكَ وَاِذهَـبِ
جَــزى اللَــهُ حَجّـاراً هُنـاكَ مَلامَـةً
وَفَــرخَ عُميــرٍ مِــن مُنــاجٍ مُـؤَلِّبِ
وَمــا كــانَ عَتّــابٌ لَــهُ بِمُناصـِحٍ
وَلا كــانَ عَــن سـَعيٍ عَلَيـهِ بِمُغـرِبِ
وَلا قَطَــنٌ وَلا اِبنُــهُ لَــم يُناصـِحا
فَتَبّــاً لِســَعيِ الحــارِثِيِّ المُتَبَّـبِ
وَلا العَتَكِـــيُّ إِذ أَمـــالَ لِــواءَهُ
فَــوَلّى بِــهِ عَنـهُ إِلـى شـَرِّ مَـوكِبِ
وَلا اِبـنُ رُوَيـمٍ لا سـَقى اللَـهُ قَبرَهُ
فَبــاءَ بِجَــدعٍ آخِـرَ الـدَهرِ مـوعِبِ
وَمـا سـَرَّني مِـن هَيثَـمٍ فَعـلُ هَيثَـمٍ
وَإِن كــانَ فينـا ذا غَنـاءٍ وَمَنصـِبِ
وَلا فِعــلُ داوودَ القَليــلِ وَفــاؤُهُ
فَقَــد ظَـلَّ مَحمـولاً عَلـى شـَرِّ مركِـبِ
وَلَكِــن عَلـى فَيّـاضِ بَكـرِ بـنِ وائِلٍ
سـَأُثني وَخَيـرُ القَـولِ مـا لَم يُكَذَّبِ
دَعـا اِبـنَ الحَـوارِيَّ الهُمامَ إِمامَهُ
لِيَمنَعَــهُ مِــن كُــلِّ غــاوٍ وَمُجلِـبِ
فَأَضـحى اِبـنُ تَيـمِ اللاتِ أَمنَعَ مانِعٍ
لِجــارٍ بِلا شــَكٍّ وَمَــأوى المُعَصــَّبِ
فَيـا سـائِراً نَحـوَ المَشـاعِرِ لا تَني
أَلا اِرفَــع بِهَـدلاءِ المَشـافِرِ مِنعَـبِ
أَلا وَاِنـعِ خَيـرَ النـاسِ حَيّـاً وَمَيِّتاً
إِلــى أَهـلِ بَطحـاءَي قُرَيـشٍ وَيَـثرِبِ
فِــداً لَــكَ فَـاِذكُر زَحفَـهُ وَمَسـيرَهُ
يُزَجّـي الخُيـولَ مِقنَبـاً بَعـدَ مِقنَـبِ
سـَما مُصـعِداً بِـالجَيشِ يَسري وَيَغتَدي
إِلــى بَطَــلٍ مِـن آلِ مَـروانَ مُجلِـبِ
غَـزا بِجُنـودِ الشـامِ يَكبِـدُ كَبـدَها
يُجيــزُ إِلَيهِـم سَبسـَباً بَعـدَ سَبسـَبِ
فَلَمّــا تَوافَينــا جَميعــاً بِمَسـكِنٍ
عَصــَينا بِنَــوعٍ مِــن غَـرامِ مُعَـذَّبِ
بِمَقتَـــلِ ســاداتٍ وَمَهلِــكِ ماجِــدٍ
رَفيـعِ الرَوابـي مِحـرَبٍ وَاِبـنِ مِحرَبِ
هُـوَ الضَيغَمُ النَهدُ الرَئيسُ بنُ مالِكٍ
إِذا شــَدَّ يَومــاً شــَدَّةً لَـم يُكَـذَّبِ
أَتـى مُصـعَباً فَقـالَ مَـن كـانَ مِنهُمُ
فَعـاقِب بِوَقـعٍ مَـن بَـدا لَـكَ مُرهِـبِ
وَشــُدَّ عَلــى الأَشــرافِ شـَدَّةَ ماجِـدٍ
وَأَعنــاقَهُم قَبــلَ الصــَباحِ فَضـَرِّبِ
وَإِلّا فَبَكِّــت فــي السـُجونِ سـَراتَهُم
إِلـى أَن تُفيـقَ النـاسُ تُصحَب وَتُرقَبِ
وَدَعنـي وَأَهـلَ القَريَتَيـنِ أَسـِر بِهِم
وَغــادِرهُمُ فــي مَحبِــسٍ كَــالمُؤَدَّبِ
مَلامَ مُلِــحٍّ قَــد أَمِنــتَ اِغتِيــالَهُ
وَمــا جاهِـلٌ بِـالأَمرِ مِثـلُ المُجَـرِّبِ
فَقـالَ لَـهُ سـِر بِالجُيوشِ إِلى العِدى
وَنـاجِز وَقـارِع وَاِصـدُقِ القَومَ تَغلِبِ
فَــإِنّي بِحَــقٍّ لَســتُ أَبَـداً مُسـلِّماً
بِغَدرٍ فَفي التَقوى وَفي الدينِ فَاِرغَبِ
فَسـارَ إِلـى جَمـعِ اِبنِ مَروانَ مُعلَماً
فَناهَضـــَهُم وَالحَـــربُ ذاتُ تَلَهُّــبِ
وَجاهَـــدَ فــي فُرســانِهِ وَرِجــالَهِ
وَأَقــدَمَ لَــم يَنكُــل وَلَـم يَتَهَيَّـبِ
فَلاقــي أُســَيدٌ يَــومَ ذَلِــكَ حَتفَـهُ
وَقَطَّــرَهُ مِنّــا فَــتىً غَيــرُ جَـأنَبِ
أَشــَمُّ نَـراهُ عـالِيَ الجِسـمِ صـَقعَباً
وَبِالســَيفِ مِقـداماً نَجيبـاً لِمُنحِـبِ
وَكـادَت جُمـوعُ الشامِ يَشمَلُها الرَدى
غَــداتَئِذٍ فَاِســمَع أُحَــدِّثكَ تَعجَــبِ
فَلَمّــا رَأى أَبنــاءُ مَـروانَ وَقعَـهُ
بِجَمعِهِـــمُ ظَلّــوا بِيَــومٍ عَصَبصــَبِ
فَصــــَبَّحَهُ فُرســــانَهُ وَرِجــــالَهُ
وَنــاهَضَ لَــم يَبعَــل وَلَـم يَتَهَيَّـبِ
وَأَدبَـرَ عَنـهُ الغادِرُ اِبنُ القَبَعثَرَي
وَمــا كـانَ بِالحـامي وَلا بِالمُـذَبَّبِ
وَقَـد نَقَـضَ الصـَفَّ اِبنُ وَرقاءَ ثانِياً
وَغـادَرَهُ يَـدعو إِلـى جـانِبِ النَبِـي
فَثـــابَ إِلَيــهِ كُــلُّ أَروَعَ ماجِــدٍ
صــَبورٍ عَلــى مــا ثــابَهُ مُتَلَبِّـبِ
فَضــارَبَ حَتّــى خَــرَّ غَيــرَ مُـوائِلٍ
إِلــى جــانِبٍ مِنــهُ عَزيـزٍ وَمَنكِـبِ
وَصـُرِّعَ أَهـلُ الصـَبرِ فـي الصَفِّ كُلُّهُم
وَأَجفَـــلَ عَنـــهُ كُــلُّ وانٍ مُحَــوِّبِ
فَلَمّـا أَتـى قَتـلُ اِبـنِ أَشتَرَ مُصعَباً
دَعـا عِنـدَهُ عيسـى وَقـالَ لَـهُ اِهرُبِ
فَقــالَ مَعــاذَ اللَـهُ لَسـتُ بِهـارِبٍ
أَأَهـرُبُ إِن دَهـرٌ بِنـا حـادَ عَن أَبي
فَقــالَ تَقَــدَّم أَحتَســِبكَ فَــأَقبَلَت
إِلَيـــهِ جُمـــوعٌ مِـــن كِلابٍ وَأَذؤُبِ
فَقــالَ لِفُجّــارِ العِراقَيـنِ قَـدِّموا
فَوَلّــوا شــِلالاً كَالنَعــامِ المُخَصـَّبِ
وَشـَدّوا عَلَيـهِ بِالسـُيوفِ فَلَـم يَـرِم
كَلَيــثِ العَريـنِ الخـادِرِ المُتَحَـرِّبِ
فَضــارَبَهُم يَحيــى وَعيســى أَمـامَهُ
وَضــارَبَ تَحــتَ الســاطِعِ المُتَنَصـِّبِ
فَمـا بَرِحـوا حَتّـى أَزارَهُـمُ القَنـا
شــُعوبَ وَمَــن يَســلُب وَجَـدِّكَ يُسـلَبِ
فَبَـكِّ فتى الدُنيا وَذا الدينِ مُصعَباً
وَأَعـوِل عَلَيـهِ وَاِسـفَحِ الدَمعَ وَاِنحَبِ
لَقَـد رَحَـلَ الأَقـوامُ غَـدراً وَغادَروا
بِمَســكِنَ أَشــلاءَ الهُمــامِ المُحَجَّـبِ
صـَريعَ قَنـاً تَسـفي عَلى وَجهِهِ الصَبا
وَريــحُ شــَمالٍ بَعـدَها ريـحُ أَجنُـبِ
وَأَضــحى بِــديرِ الحـاثَليقِ مُلَحَّبـاً
فَلا يَبعَـــدَنَّ مِـــن قَتيــلٍ مُلَحَّــبِ
سـَقى السـارِياتُ الجونُ جُثمانَ مُصعَبٍ
وَأَشـلاءَ عيسـى المُرتَجـى صـَوبَ صـَيِّبِ
وَفِتيــانَ صــِدقٍ صـُرِّعوا ثَـمَّ حَـولَهُ
عَلـى الحَـقِّ مَـن لا يَعرِفِ الحَقَّ يَرتَبِ
أَمُصــعَبُ مَـن يَحـرُب وَيُـذمَم فِعـالُهُ
فَمــا كُنـتَ بِـالواني وَلا المُتَحَـرَّبِ
لَقَــد عِشـتَ ذا حَـزمٍ وَجـودٍ وَنـائِلٍ
فَيـــا عَجبــاً لِــدَهرِكَ المُتَقَلِّــبِ
أَلَـم تَـكُ مِعطـاءَ الجَزيلِ وَناعِشَ ال
فَقيــرِ وَمَــأوى كُــلِّ عـافٍ وَمُجـدِبِ
وَكُنّــا مَـتى نَعتِـب عَلَيـكَ وَنَلتَمِـس
جَــداكَ يَنَلنــا مِـن جَـداكَ وَتُعتِـبِ
فَقَـد جاءَنا مِن بَعدِكَ المَعشَرُ العِدى
وَوالٍ مَــتى يُنطَــق حَـوالَيهِ يَغضـَبِ
وَإِن تُلتَمَـس مَنـهُ الزِيـادَةُ وَالجَدا
وَيُســتَمطَرِ المَعـروفَ يَغضـَب وَيَحـرَبِ
وَتُســمَر بِلا ذَنــبٍ أَكُــفُّ غُزاتِنــا
وَتُقطَــعُ أَيــديهِم وَشــيكاً وَتُصـلَبِ
فَيـا دَهرَنـا مِـن قَبـلِ مَقتَـلِ مُصعَبٍ
أَلا اِرجِـع بِـدُنيانا الرَفيعَـةِ تَخصِبِ
وَبِـالأَمنِ وَالعَيـشِ الَّـذي حَـلَّ دونَـهُ
فَهَــذا زَمــانُ الخــائِفِ المُتَرَقِّـبِ
فَبُعـداً لِقَـومٍ أَسـلَموا أَمـسِ مُصعَباً
بِحَـــدِّ ســـِنانٍ ســـَمهَرِيٍّ مُـــذَرَّبِ
وَلِلســَيفُ نَغشــاهُ وَيَفــري شـُئونَهُ
وَكــانَ الحَيــا لِلمُفلِـحِ المُتَشـَعِّبِ
وَدانــوا لِطـاغٍ قَـد أَراقَ دِمـاءَهُم
عَســوفٍ صـَدوقٍ قاسـِطِ الفِعـلِ مُشـغِبِ
وَقـالَ لَهُـم ذوقـوا جَنـى ما غَرَستُمُ
أَلا رُبَّ بـــانٍ لِلعِمـــارَةِ مُخـــرِبِ
وَإِنّــيَ مِمَّــن يُخمِـدُ الحَـربَ تـارَةً
وَأُحمَــلُ أَحيانــاً عَلَيهــا فَـأَركَبِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.