
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـالُ حُـزنٍ في الفُؤادَ مُوَلِّجِ
وَلِــدَمعِكَ المُتَحَــدِّرِ المُتَزَلِّــجِ
أَسـَمِعتَ بِـالجَيشِ الَّـذينَ تَفَرَّقوا
وَأَصـابَهُم رَيـبُ الزَمـانِ الأَعـوَجِ
حُبِسـوا بِكابُـلَ يَـأكُلونَ جِيادَهُم
بِأَضـــَرِّ مَنزِلَــةٍ وَشــَرِّ مُعَــوَّجِ
لَم يَلقَ جَيشٌ في البِلادِ كَما لَقوا
فَلِمِثلِهِــم قُـل لِلنَـوائِحِ تَنشـِجِ
وَاِسـأَل عُبَيـدَ اللَهِ كَيفَ رَأَيتَهُم
عِشــرينَ أَلــفَ مُجَفِّــفٍ وَمُدَجَّــجِ
بَعثـــاً تَخَيَّــرَهُ الأَميــرُ جَلادَةً
بَعثـاً مِـنَ المِصـرَينِ غَيـرَ مُزَلَّجِ
وُلّيــتَ شــَأنَهُمُ وَكُنـتَ أَميرَهُـم
فَأَضــَعتَهُم وَالحَــربُ ذاتُ تَوَهُّـجِ
مـا زِلتَ نازِلَهُم كَما زَعَموا أَباً
وَتَفُلُّهُــم وَتَســيرُ سـَيرَ الأَهـوَجِ
وَتَـبيعُهُم فيهـا القَفيـزَ بِدِرهَمٍ
فَيَظَــلُّ جَيشـُكَ بِالمَلامَـةِ يَنتَجـي
وَمَنَعَتهُــم أَلبــانَهُم وَشـَعيرَهُم
وَتَجَـرتَ بِـالعِنَبِ الَّـذي لَم يَنضُجِ
وَنَهَكـتَ ضـَرباً بِالسـِياطِ جُلودَهُم
ظُلمــاً وَعُــدواناً وَلَـم تَتَحَـرَّجِ
وَالأَرضُ كــافِرَةٌ تُضــَرِّمُ حَــولَكُم
حَرباءَهــا بُعِجَــت وَلَمّـا تَنتِـجِ
فَتَسـاقَطوا جوعـاً وَأَنـتَ ضـُفَندَدٌ
شــَبعانُ تُصــبِحُ كَالأَبَـدِّ الأَفجَـجِ
زَخـوُ النَسـا وَالحـالِبَينِ مُلَثَّماً
فـي مِثـلِ جَحفَلَةِ الحِمارِ الدَيزَجِ
وَظَنَنـتَ أَنَّـكَ لَـن تُعـاقَبَ فيهُـمُ
وَاللَـهُ يُصـبِحُ مِـن أَمامِ المُدلِجِ
حَتّـى إِذا هَلَكـوا وَبـادَ كُراعُهُم
رُمـتَ الخُـروجَ وَأَيُّ سـاعَةِ مَخـرَجِ
وَأَبــى شــُرَيحٌ أَن يُسـامَ دَنِيَّـةً
حَرَجـاً وَصـُحفُ كِتـابِهِم لَـم تُدرَجِ
وَبَقِيـتَ فـي عَـدَدٍ يَسـيرٍ بَعـدَهُم
لَـو سـارَ وَسـطَ مَراغَـةٍ لَم يُرهِجِ
لا تُخبِــرِ الأَقــوامَ شـَأَنَكَ كُلَّـهُ
وَإِذا سـُئِلتَ عَـن الحَـديثِ فَلَجلِجِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.