
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـــى اللَـــهُ إِلّا أَن يُتِمَّــمَ نــورَهُ
وَيُطفِىــءَ نــارَ الفاســِقينَ فَتَخمُــدا
وَيَظهَــرَ أَهــلَ الحَــقِّ فـي كُـلِّ مَـوطِنٍ
وَيَعـدِلَ وَقـعَ السـَيفِ مَـن كـانَ أَصـيَدا
وَيُنــــزِلَ ذُلّاً بِــــالعِراقِ وَأَهلِــــهِ
لِمـا نَقَضـوا العَهـدَ الوَثيـقَ المُؤَكَّدا
وَمــا أَحــدَثوا مِــن بِدعَــةٍ وَعَظيمَـةٍ
مِـنَ القَـولِ لَـم تَصعَدَ إِلى اللَهِ مَصعَدا
وَمــا نَكَثــوا مِـن بَيعَـةٍ بَعـدَ بَيعَـةٍ
إِذا ضـَمِنوها اليَـومَ خاسـوا بِهـا غَدا
وَجُبنــاً حَشــاهُ رَبُّهُــم فــي قُلـوبِهِم
فَمـــا يَقرَبــونَ النــاسَ إِلّا تَهَــدُّدا
فَلا صــِدقَ فــي قَــولٍ وَلا صـَبرَ عِنـدَهُم
وَلَكِــــنَّ فَخـــراً فيهِـــمُ وَتَزَيُّـــدا
فَكَيــفَ رَأَيــتَ اللَــهَ فَــرَّقَ جَمعَهُــم
وَمَزَّقَهُــــم عُــــرضَ البِلادَ وَشــــَرَّدا
فَقَتلاهُــــمُ قَتلـــى ضـــَلالٍ وَفِتنَـــةٍ
وَحَيُّهُـــــمُ أَمســــى ذَليلاً مُطَــــرَّدا
وَلَمّــا زَحَفنــا لِاِبــنِ يوســُفَ غَــدوَةً
وَأَبـــرَقَ مِنّــا العارِضــانِ وَأَرعَــدا
قَطَعنـــا إِلَيــهِ الخَنــدَقَينِ وَإِنَّمــا
قَطَعنـا وَأَفضـَينا إِلـى المَـوتِ مُرصـِدا
فَكافَحَنـــا الحَجّـــاجُ دونَ صـــُفوفِنا
كِفاحــاً وَلَــم يَضــرِب لِــذَلِكَ مَوعِـدا
بِصـــَفٍّ كَــأَنَّ البَــرقَ فــي حَجَراتِــهِ
إِذا مـــا تَجَلّـــى بَيضـــُهُ وَتَوَقَّــدا
دَلَفنــا إِلَيــهِ فــي صــُفوفٍ كَأَنَّهــا
جِبــالُ شــَرَورَي لَــو تُعــانُ فَتَنهَـدا
فَمــا لَبِــثَ الحَجّــاجُ أَن ســَلَّ سـَيفَهُ
عَلَينـــا فَـــوَلّى جَمعُنـــا وَتَبَــدَّدا
وَمـــا زاحَـــفَ الحَجّــاجُ إِلّا رَأَيتَــهُ
مُعانـــاً مُلَقّـــىً لِلفُتـــوحُ مُعَــوَّدا
وَإِنَّ اِبـــنَ عبـــاسٍ لَفـــي مُرجَحِنَّــةٍ
نُشــَبِّهُها قِطعــاً مِــنَ اللَيـلِ أَسـوَدا
فَمــا شــَرعوا رُمحـاً وَلا جَـرَّدوا يَـداً
أَلا رُبَّمـــا لا قــى الجَبــانُ فَجَــرَّدا
وَكَــرَّت عَلَينــا خَيــلُ ســُفيانَ كَــرَّةً
بِفُرســــانِها وَالســــَمهَرِيِّ مُقَصـــَّدا
وَســـُفيانُ يَهـــدِيها كَـــأَنَّ لِــواءَهُ
مِـنَ الطَعـنِ سـِندٌ بـاتَ بِالصـَبغِ مُجسَدا
كُهـــولٌ وَمُــردٌ مِــن قُضــاعَةَ حَــولَهُ
مَســاعيرُ أَبطــالٌ إِذا النِكــسُ عَـرَّدا
إِذا قــالَ شــُدّوا شــَدَّةً حَملـوا مَعـاً
فَأَنهَـــلَ خِرصـــانَ الرِمـــاحِ وَأَورَدا
جُنـــودُ أَميـــرِ المُــؤمِنينَ وَخَيلُــهُ
وَســـُلطانُهُ أَمســـى مُعانــاً مُؤَيَّــدا
لِيَهنِـــئ أَميــرَ المُــؤمِنينَ ظُهــورُهُ
عَلــى أُمَّــةٍ كــانوا بُغــاةً وَحُســَّدا
نَــزَوا يَشـتَكونَ البَغـيَ مِـن أُمرائِهِـم
وَكــانوا هُـمُ أَبغـى البُغـاةِ وَأَعنَـدا
وَجَــدنا بَنــي مَــروانَ خَيــرَ أَئِمَّــةٍ
وَأَفضــَلَ هَــذيِ الخَلـقِ حِلمـاً وَسـُؤدُدا
وَخَيـــرَ قُريــشٍ فــي قُرَيــشٍ أَرومَــةٍ
وَأَكرَمَهُــــم إِلّا النَبِــــيَّ مُحَمَّــــدا
إِذا مـــا تَــدابَرنا عَــواقِبَ أَمــرِهِ
وَجـــدنا أَميــرَ المُــؤمِنينَ مُســَدَّدا
سَيَغلِبُ قَوماً غالَبوا اللَهَ مَن كانَ قَلبُهُ
وَإِن كايَــدوهُ كــانَ أَقــوى وَأَكيَــدا
كَــذاكَ يُضــِلُّ اللَــهُ مَـن كـانَ قَلبُـهُ
مَريضــاً وَمَـن والـى النِفـاقَ وَأَلحَـدا
فَقَـد تَرَكـوا الأَهليـنَ وَالمـالَ خَلفَهُـم
وَبيضـــاً عَلَيهِـــنَّ الجَلابيــبُ خُــرَّدا
يُنــــادِيَهُم مُســــتَعبِراتٍ إِلَيهِــــمُ
وَيُــذرينَ دَمعـاً فـي الخُـدودِ وَإِثمِـدا
وَإِلّا تَنـــــاوَلهُنَّ مِنــــكَ بِرَحمَــــةٍ
يَكُـــنَّ ســـَبايا وَالبُعولَــةُ أَعبُــدا
أَنَكثـــاً وَعِصـــياناً وَغَــدراً وَذِلَّــةً
أَهــانَ الإِلَــهُ مَــن أَهــانَ وَأَبعَــدا
تَعَطَّـــف أَميـــرَ المُــؤمِنينَ عَلَيهِــمُ
فَقَــد تَرَكـوا أَمـرَ السـَفاهَةِ وَالـرَدى
لَعَلَّهُــم أَن يُحــدِثوا العــامَ تَوبَــةً
وَتَعـــرِفُ نُصـــحاً مِنهُـــمُ وَتَـــوَدُّدا
لَقَــد شــَأَمَ المِصــرَينِ فَــرخُ مَحَمَّــدٍ
بِحَــقٍّ وَمــا لاقـى مِـنَ الطَيـرِ أَسـعَدا
كَمــا شــَأَمَ اللَــهُ النُجَيــرَ وَأَهلَـهُ
بِجَــدٍّ لَــهُ قَــد كـانَ أَشـقى وَأَنكَـدا
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.