
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَيِّيــا جَزلَــةَ مِنّــي بِالسـَلامِ
دُرَّةَ البَحـــرِ وَمِصــباحَ الظَلامِ
لا تَصـــُدّي بَعـــدَ وُدٍّ ثـــابِتٍ
وَاِسـمَعي يـا أُمَّ عيسى مِن كَلامي
لا تَــدومي لــي فَوَصــلي دائِمٌ
أَو تَهمّـي لـي بِهجـرٍ أَو صـِرامِ
أَو تَكــوني مِثــلَ بَــرقٍ خُلَّـبٍ
خـادِعٍ يَلمَـعُ فـي عُـرضِ الغَمامِ
أَو كَتَخييـــلِ ســـَرابٍ مُعــرِضٍ
بِفَلاةٍ أَو طُــروقٍ فــي المَنـامِ
مـا عِلمـي إِن كُنـتِ لَمّا تَعلَمي
وَمــتى مـا تَفعلـي ذاكَ تُلامـي
بِعـــدَما كـــانَ الَّـــذي فَلا
تُتبِعــي الإِحسـانَ إِلّا بِالتَمـامِ
لا تَناســَي كُــلَّ مـا أَعطَيتِنـي
مِــن عُهــودٍ وَمَواثيــقَ عِظـامِ
وَاِذكُـري الوَعـدَ الَّذي واعَدتِني
لَيلَـةَ النِصفِ مِنَ الشَهرِ الحَرامِ
فَلَئِن بَـــدَّلتِ أَو خِســتِ بِنــا
وَتَجَــرَّأتِ عَلــى أَمــرٍ صــَمامِ
لا تُبــالينَ إِذاً مِــن بَعــدِها
أَبَــداً تَــرَكَ صــَلاةٍ أَو صـِيامِ
راجِعــي الوَصــلَ وَرُدّي نَظــرَةً
لا تَلِجّــي فــي طِمــاحٍ وَأَثـامِ
وَإِذا أَنكَـــرتِ مِنّـــي شــيمَةً
وَلَقَــد يُنكَـرُ مـا لَيـسَ بِـذامِ
فَاِذكُريهــا لـي أَزُل عَنّـا وَلا
تَسـفِحي عَينَيـكِ بِالدَمعِ السِجامِ
وَأَرى حَبلَـــكِ رَثّـــاً خَلَقـــاً
وَحِبــالي جُــدُداً غَيــرَ رِمـامِ
عَجِبَـــت جَزلَــةُ مِنّــي أَن رَأَت
لِمَّــتي حُفَّــت بِشـَيبٍ كَالثَغـامِ
وَرَأَت جِســـــمي عَلاةَ كَــــبرَةٌ
وَصـُروفُ الـدَهرِ قَد أَبلَت عِظامي
وَصــَلِيتُ الحَــربَ حَتّــى تَرَكَـت
جَســَدي نِضـواً كَأَشـلاءِ اللِجـامِ
وَهــيَ بَيضــاءُ عَلـى مَنكِبَيهـا
قَطَـــطٌ جَعــدٌ وَمَيّــالٌ ســُخامِ
وَإِذا تَضـــحَكُ تُبـــدي حَبَبــاً
كَرُضابِ المِسكِ في الراحِ المُدامِ
كَمُلَــت مــا بَيـنَ قَـرنٍ فَـإِلى
مَوضـِعَ الخَلخـالِ مِنها وَالخِدامِ
فَأَراهـا اليَـومَ لـي قَد أَحدَثَت
خُلُقـاً لَيـسَ عَلى العَهدِ القُدامِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.