
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـذي بَـرَزتِ لَنـا فَهُجـتِ رَسيسا
ثُـمَّ اِنثَنَيـتِ وَمـا شَفَيتِ نَسيسا
وَجَعَلـتِ حَظّي مِنكِ حَظّي في الكَرى
وَتَرَكتِنــي لِلفَرقَــدَينِ جَليسـا
قَطَّعــتِ ذَيّـاكِ الخُمـارَ بِسـَكرَةٍ
وَأَدَرتِ مِـن خَمـرِ الفِراقِ كُؤوسا
إِن كُنـتِ ظاعِنَـةً فَـإِنَّ مَـدامِعي
تَكفـي مَزادَكُـمُ وَتُـروي العيسا
حاشـى لِمِثلِـكِ أَن تَكـونَ بَخيلَةً
وَلِمِثـلِ وَجهِـكِ أَن يَكـونَ عَبوسا
وَلِمِثـلِ وَصـلِكِ أَن يَكـونَ مُمَنَّعاً
وَلِمِثـلِ نَيلِـكِ أَن يَكـونَ خَسيسا
خَـودٌ جَنَـت بَينـي وَبَينَ عَواذِلي
حَربـاً وَغـادَرَتِ الفُـؤادَ وَطيسا
بَيضــاءُ يَمنَعُهـا تَكَلَّـمَ دَلُّهـا
تيهـاً وَيَمنَعُهـا الحَياءُ تَميسا
لَمّـا وَجَـدتُ دَواءَ دائي عِنـدَها
هــانَت عَلَـيَّ صـِفاتُ جالينوسـا
أَبقــى زُرَيـقٌ لِلثُغـورِ مُحَمَّـداً
أَبقــى نَفيـسٌ لِلنَفيـسِ نَفيسـاً
إِن حَـلَّ فـارَقَتِ الخَـزائِنُ مالَهُ
أَو سـارَ فارَقَتِ الجُسومُ الروسا
مَلِـكٌ إِذا عـادَيتَ نَفسـَكَ عـادِهِ
وَرَضـيتَ أَو حَـشَ ما كَرِهتَ أَنيسا
الخـائِضَ الغَمَـراتِ غَيـرَ مُدافِعٍ
وَالشــَمَّرِيَّ المِطعَــنَ الدِعّيسـا
كَشـَّفتُ جَمهَـرَةَ العِبادِ فَلَم أَجِد
إِلّا مَســـوداً جَنبَــهُ مَرؤوســا
بَشــَرٌ تَصــَوَّرَ غايَـةً فـي آيَـةٍ
تَنفـي الظُنـونَ وَتُفسِدُ التَقِيّسا
وَبِـهِ يُضـَنُّ عَلـى البَرِيَّةِ لا بِها
وَعَلَيـهِ مِنهـا لا عَلَيهـا يوسـى
لَو كانَ ذو القَرنَينِ أَعمَلَ رَأيَهُ
لَمّـا أَتـى الظُلُماتِ صِرنَ شُموسا
أَو كـانَ صـادَفَ رَأسَ عازَرَ سَيفُهُ
فـي يَـومِ مَعرَكَـةٍ لَأَعيـا عيسـى
أَو كـانَ لُـجُّ البَحرِ مِثلَ يَمينِهِ
مـا اِنشـَقَّ حَتّـى جازَ فيهِ موسى
أَو كـانَ لِلنيـرانِ ضـَوءُ جَبينِهِ
عُبِـدَت فَصـارَ العـالَمونَ مَجوسا
لَمّـا سـَمِعتُ بِـهِ سـَمِعتُ بِواحِـدٍ
وَرَأَيتُــهُ فَرَأَيـتُ مِنـهُ خَميسـا
وَلَحَظـتُ أُنمُلَـهُ فَسـِلنَ مَواهِبـاً
وَلَمَســتُ مُنصـُلَهُ فَسـالَ نُفوسـا
يـا مَـن نَلوذُ مِنَ الزَمانِ بِظِلِّهِ
أَبَـداً وَنَطـرُدُ بِاِسـمِهِ إِبليسـا
صـَدَقَ المُخَبِّـرُ عَنـكَ دونَكَ وَصفُهُ
مَـن بِـالعِراقِ يَراكَ في طَرَسوسا
بَلَـدٌ أَقَمـتَ بِـهِ وَذِكـرُكَ سـائِرٌ
يَشـنا المَقيلَ وَيَكرَهُ التَعريسا
فَــإِذا طَلَبـتَ فَريسـَةً فـارَقتَهُ
وَإِذا خَــدَرتَ تَخِــذتَهُ عِرّيســا
إِنّـي نَثَـرتُ عَلَيـكَ دُرّاً فَاِنتَقِد
كَثُـرَ المُـدَلِّسُ فَاِحذَرِ التَدليسا
حَجَّبتُهــا عَــن أَهـلِ إِنطاكِيَّـةٍ
وَجَلَوتُهـا لَـكَ فَـاِجتَلَيتَ عَروسا
خَيرُ الطُيورِ عَلى القُصورِ وَشَرُّها
يَـأوي الخَـرابَ وَيَسكُنُ الناوّسا
لَـو جادَتِ الدُنيا فَدَتكَ بِأَهلِها
أَو جاهَـدَت كُتِبَـت عَلَيـكَ حَبيسا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.