
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَئِن أَقَمـتُ بِحَيـثُ الفَيـضُ فـي رَجَبٍ
حَتّــى أُهِـلَّ بِـهِ مِـن قابِـلٍ رجَبـا
وَراحَ فــي الســَفرِ وَرّادٌ وَهَيَّجَنـي
أَنَّ الغَريــب إِذا هَيَّجتَــهُ طَرَبــا
إِنَّ الغَريـبَ يَهيـجُ الحُـزنُ صـَبوَتَهُ
إِذا المُصــاحِبُ حَيّـاهُ وَقَـد رَكِبـا
قَــد قُلــتُ أَمـسِ لِـوَرّادٍ وَصـاحِبَهُ
عوجاً عَلى الخارِجِيِّ اليَومَ وَاِحتَسِبا
وَأَبلِغـــا أُمَّ ســَعد أَنَّ عائِبَهــا
أَعيـا عَلـى شَعفاءَ الناسِ فَاِجتَنَبا
لَمّـا رَأَيـتُ نَجِـيَّ القَـومِ قُلتُ لَهُم
هَـلَ يَعـدُوَنَّ نَجِـيُّ القَـومِ ما كُتِبا
وَقُلـتُ إِنّـي مَـتى أَجلُـب شـَفاعَتُكُم
أَنـدم وَإِنَّ أَشـَقَّ الغَـيِّ ما اِجتَلَبا
وَإِنَّ مِثلــي مَـتى يَسـمَع مَقـالَتَكُم
وَيَعـرِف العَيـنَ يَنزِع قَبلَ أَن يَجِبا
إِنّـي ومـا كَبَّـرَ الحُجّـاجُ تَحمِلُهُـم
بُـزلُ المَطايـا بِجَنبَـي نَخلَةٍ عُصَبا
وَمـا أَهَـلَّ بِـهِ الـداعي وَما وَقَفَت
عُليـا رَبيعَـة تَمي بِالحَصا الحَصَبا
جَهـداً لِمَـن ظَـنَّ أَنّـي سَوفَ أُظعِنُها
عَـن رَبـعِ غانِيَـةٍ أُخـرى لَقَد كَذَبا
أَأَبتَغـي الحُسـنَ في أُخرى وَأَترُكُها
فَـذاكَ حيـنَ تَرَكـتُ الدينَ وَالحَسَبا
وَلا اِنقَضى الهَمُّ مِن سُعدى وَما عَلِقَت
مِنّــي الحَبــائِلُ رُمتُهــا حِقَبــا
وَمـا خَلَـوتُ بِهـا يَومـاً فَتُعجِبُنـي
إِلّا غَـدا أَكثَـرَ الثَـومَينِ لي عَجَبا
يـا أَيُّهـا السائِلي ما لَيسَ يَدرِكُهُ
مَهلاً فَإِنَّــكَ قَــد كَلَّفتَنــي تَعَبـا
كَـم مِـن شَفيعٍ أَتاني وَهوَ يَحسَبُ بي
حَسـباً فَأَقصـِرُهُ مِـن دونِ مـا حَسِبا
فَــإِن يَكُـن لَهَواهـا أَو قَرابَتهـا
حُــبٌّ قَـديمٌ فَمـا غابـا وَلا ذَهَبـا
هُمــا عَلَـيَّ فَـإِن أَرضـَيتُها رَضـِيَت
عَنّـي وَإِن غَضـِبَت فـي باطِـلٍ غَضـِبا
كــائِنٍ ذَهَبــتُ فَرَدّانـي بِكَبـدِهِما
عَمّـا طَلَبـتُ وَجاءاهـا بِمـا طُلِبـا
وَقَــد دُهيـتُ فَلَـم أُصـبِح بِمَنزِلَـةٍ
إِلّا أُنــزِعُ مِــن أَســبابِها سـِبَبا
وَيـلُ أُمِّهـا خُلَّـةً لَـو كُنـتِ مُسجِحَةً
أَو كُنـت تَرجِـعُ مِن عَصرَيك ما ذَهَبا
أَنــتِ الظَعينَـةُ لا يُرمـى بِرُمَّتِهـا
وَلا يُفَجِّعُهـا اِبـنُ العَمِّ ما اِصَطَحَبا
محمد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن أسعد بن حبيب بن سنان.والخارجي نسبة إلى خارجة عدوان، وعدوان لقب لعمرو بن قيس.شاعر أموي عاش في المدينة المنورة في مكان يسمى الروحـاء.في شعره متانه وفصاحة، وكان منقطعاً إلى أبي عبيدة بن زمعة القرشي ولم يتصل الشاعر بالخلفاء وإنما اكتفى ببعض المتنفذين الذين كانوا يكفونه مؤونته ولم يمدح في شعره إلا زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورثى سليمان بن الحصين وكان خليله وقد جزع عليه عند موته جزعاً شديداً.