
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أَحسـَنَ الناسِ لَولا أَنَّ نائِلَها
قِـدماً لِمَـن يَبتَغـي مَيسورَها عَسِرُ
وَإِنَّمــا دَلُّهــا ســِحرٌ لِطالِبهـا
وَإِنَّمــا قَلبُهــا لِلمُشـتَكي حَجَـرُ
هَـل تَـذكُرينَ كَمـا لَم أَنسَ عَهدَكُم
وَقَـد يَـدومُ لِعَهـدِ الخُلَّـةِ الذِكَرُ
قـولي وَرَكبُـكِ قَـد مالَت عَمائِمُهُم
وَقَـد سـَقاهُم بِكَأسِ السَكرَةِ السَفَرُ
يـا لَيـتَ أَنّـي بِأَثوابي وَراحِلَتي
عَبـدٌ لِأَهلِـكِ هَـذا العـامُ مُـؤتَجَرُ
وَقَــد أَطَلـتِ اِعتِلالاً دونَ حاجَتِنـا
بِالحَـجِّ أَمـسِ فَهَـذا الحِلُّ وَالنَفَرُ
مـا بـالُ وَأيُـكِ إِذ عَهدي وَعَهدُكُمُ
إِلفـانِ لَيـسَ لَنا في الوُدِّ مُزدَجَرُ
فَكــانَ حَظُّـكَ مِنهـا نَظـرَةً طَرَفَـت
إِنسـانَ عَينِـكَ حَتّـى مـا بِها نَظَرُ
أَكُنـتِ أَبخَـلَ مَـن كـانَت مَواعِـدُهُ
دَينـاً إِلـى أَجَـلٍ يُرجـى وَيُنتَظَـرُ
وَقَـد نَظَـرتُ وَمـا أَلفَيـتُ مِن أَحَدٍ
يَعتـادُهُ الشـَوقُ إِلّا بَـدَؤَهُ النَظَرُ
أَبقَـت شـَجىً لَـكَ لا يُنسـى وَقادِحَةً
فـي اَسوَدِ القلبِ لَم يَشعُر بِهِ بَشَرُ
جِنِيَّــةٌ أَو لَهــا جِــنٌّ تُعَلِّمُهــا
رَمـيَ القُلـوبِ بَقَـوسٍ ما لَها وَتَرُ
تَجلـو بِقـادِمَتي وَرقـاءَ عَـن بَرَدٍ
حُـوِّ المَفـاخِرِ فـي أَطرافِهـا أُشُرُ
خَــودٌ مُبَتَّلَــةٌ رَيّــا مَعاصــِمُها
قَــدرُ الثِيـابِ فَلا طـولٌ وَلا قِصـَرُ
إِذا مَجاسـِدُها اِغتـالَت فَواضـِلَها
مِنهــا رَوادِفُ فَعمــاتٌ وَمُــؤتَزَرُ
إِن هَبَّـت الريـحُ حَنَّـت في تَنَسُّمِها
كَمـا يُجـاوِبُ عـودَ القَينَةِ الوَتَرُ
بَيضاءُ تَعشو بِها الأَبصارُ إِن بَرَزَت
فـي الحَجِّ لَيلَةَ إِحدى عَشرَةَ القَمَرُ
إِلا رَســولٌ إِذا بــانَت يُبَلِّغُهــا
عَنّـا وَإِن تُمسِ تُؤلِف بَينَنا المِرَرُ
إِنّـي بِآيَـةِ وَجـدٍ قَـد ظَفِـرتِ بِـهِ
مِنّـي وَلَـم يَـكُ في وَجدي بِكُم ظَفَرُ
قَتيــلُ يَــوم تَلاقَينـا وَأَنَّ دَمـي
عَنهـا وَعَمَّـن أَجـارَت مِن دَمي هَدَرُ
تَقضـينَ فِـيَّ وَلا أَقضـي عَلَيـكِ كَما
يَقضي المَليكُ عَلى المَملوكِ يُقتَسَرُ
إِن كـانَ ذا قَـدراً يُعطيـكِ نافِلَةً
مَنّـا وَيُعجِزُنـا مـا أَنصـَفَ القَدَرُ
محمد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن أسعد بن حبيب بن سنان.والخارجي نسبة إلى خارجة عدوان، وعدوان لقب لعمرو بن قيس.شاعر أموي عاش في المدينة المنورة في مكان يسمى الروحـاء.في شعره متانه وفصاحة، وكان منقطعاً إلى أبي عبيدة بن زمعة القرشي ولم يتصل الشاعر بالخلفاء وإنما اكتفى ببعض المتنفذين الذين كانوا يكفونه مؤونته ولم يمدح في شعره إلا زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورثى سليمان بن الحصين وكان خليله وقد جزع عليه عند موته جزعاً شديداً.