
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبَـا مُنْـذِرٍ كَـانَتْ غَـرُوراً صَحِيفَتِي
وَلَـمْ أُعْطِكُمْ بِالطَّوْعِ مَالِي وَلَا عِرْضِي
أَبَـا مُنْـذِرٍ أَفْنَيْـتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا
حَنَانَيْـكَ بَعْـضُ الشـَّرِّ أَهْوَنَ مِنْ بَعْضِ
فَأَقْسـَمْتُ عِنْـدَ النُّصـْبِ إِنِّـي لَهَالِكٌ
بِمُلْتَفَّــةٍ لَيْســَتْ بِغَبْــطٍ وَلَا خَفْـضِ
خُـذُوا حِـذْرَكُمْ أَهْلَ الْمُشَقَّرِ وَالصَّفَا
عَبِيدَ اسْبُذٍ وَالْقَرْضُ يُجْزَى مِنَ الْقَرْضِ
سَتَصــْبَحُكَ الْغَلْبَــاءُ تَغْلِـبُ غَـارَةً
هُنَالِـكَ لَا يُنْجِيـكَ عَـرْضٌ مِـنَ الْعَرْضِ
وَتُلْبِــسُ قَوْمـاً بِالْمُشـَقَّرِ وَالصـَّفَا
شــَآبِيبَ مَــوْتٍ تَســْتَهِلُّ وَلَا تُغْضـِي
تَمِيـلُ عَلَـى الْعَبْـدِيِّ فِـي جَوِّ دَارِهِ
وَعَـوْفَ بْـنَ سـَعْدٍ تَخْتَرِمْهُ عَنِ الْمَحْضِ
هُمَـا أَوْرَدَانِـي الْمَوْتَ عَمْداً وَجَرَّدَا
عَلَـى الْغَدْرِ خَيْلاً مَا تَمَلُّ مِنَ الرَّكْضِ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).