
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّـا إِذَا مَـا الْغَيْمُ أَمْسَى كَأَنَّهُ
سـَمَاحِيقُ ثَـرْبٍ وَهْـيَ حَمْرَاءُ حَرْجَفُ
وَجــاءَتْ بِصــُرَّادٍ كَــأَنَّ صـَقِيعَهُ
خِلَالَ الْبُيُــوتِ والْمَبَـارِكِ كُرْسـُفُ
وَجَـاءَ قَرِيـعُ الشَّوْلِ يَرْقُصُ قَبْلَهَا
إِلَـى الدِّفْءِ وَالرَّاعِي لَهَا مُتَحَرِّفُ
نَـرُدُّ العِشـَارَ الْمُنْقِيَـاتِ شَظِيُّهَا
إِلَـى الْحَـيِّ حَتَّـى يُمْرِعَ الْمُتَصَيِّفُ
تَبِيـتُ إِمَـاءُ الْحَيِّ تَطْهِي قُدُورَنَا
وَيَـأْوِي إِلَيْنَـا الْأَشـْعَثُ الْمُتَجَرِّفُ
وَنَحْنُ إِذَا مَا الْخَيْلُ زَايَلَ بَيْنَهَا
مِـنَ الطَّعْـنِ نَشـَّاجٌ مُخِـلٌّ وَمُزْعِـفُ
وَجَـالَتْ عَـذَارَى الْحَيِّ شَتَّى كَأَنَّهَا
تَــوَالِي صــُوَارٍ وَالْأَسـِنَّةُ تَرْعُـفُ
وَلَـمْ يَحْمِ أَهْلَ الْحَيِّ إِلَّا ابْنُ حُرَّةٍ
وَعَـمَّ الـدُّعَاءَ الْمُرْهَـقُ الْمُتَلَهِّفُ
فَفِئْنَـا غَـدَاةَ الْغِـبِّ كُـلَّ نَقِيذَةٍ
وَمِنَّـا الْكَمِـيُّ الصـَّابِرُ الْمُتَعَرِّفُ
وَكَارِهَــةٍ قَـدْ طَلَّقَتْهَـا رِمَاحُنَـا
وَأَنْقَـذْنَهَا وَالْعَيْنُ بِالْمَاءِ تَذْرِفُ
تَـرُدُّ النَّحِيـبَ فِـي حَيَـازِيمِ غُصَّةٍ
عَلَـى بَطَـلٍ غَـادَرْنَهُ وَهْـوَ مُزْعَـفُ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).