
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِهِنْــدٍ بِحِــزَّانِ الشــًّرَيْفِ طُلُـولُ
تَلًــوحُ وَأَدْنَــى عَهْــدِهِنَّ مُحِيــلُ
وَبِالســَّفْحِ آيَــاتٌ كَـأَنَّ رُسـُومَهَا
يَمَـــانُ وَشــَتْهُ رَيْــدَةٌ وَســُحُولُ
أَرَبَّـتْ بِهَـا نَآجَـةٌ تَزْدَهِـي الْحَصَى
وَأَســْحَمُ وَكَّــافُ الْعَشــِيِّ هَطُــولُ
فَغَيَّـرْنَ آيَـاتِ الـدِّيَارِ مَعَ الْبِلَى
وَلَيْـسَ عَلَـى رَيْـبِ الزَّمَـانِ كَفِيـلُ
بِمَـا قَدْ أَرَى الْحَيَّ الْجَمِيعَ بِغِبْطَةٍ
إِذَا الْحَــيُّ حَـيٌّ وَالْحُلُـولُ حُلُـولُ
أَلَا أَبْلِغَــا عَبْـدَ الضـَّلَالِ رِسـَالَةً
وَقَـدْ يُبْلِـغُ الْأَنْبَـاءَ عَنْـكَ رَسـُولُ
دَبَبْـتَ بِسـِرِّي بَعْـدَمَا قَـدْ عَلِمْتَـهُ
وَأَنْــتَ بِأَســْرَارِ الْكِـرَامِ نَسـُولُ
وَكَيْـفَ تَضـِلُّ الْقَصـْدَ وَالْحَـقُّ وَاضِحٌ
وَلِلْحَــقِّ بَيْــنَ الصـَّالِحِينَ سـَبِيلُ
وَفَـرَّقَ عَـنْ بَيْتَيْـكَ سـَعْدَ بْنَ مَالِكٍ
وَعَوْفـاً وَعَمْـرواً مَـا تَشـِي وَتَقُولُ
فَـأَنْتَ عَلَـى الْأَدْنَـى شـَمَالٌ عَرِيَّـةٌ
شــَآمِيَّةٌ تَــزْوِي الْوُجُــوهَ بَلِيـلُ
وَأَنْـتَ عَلَـى الْأَقْصـَى صَباً غَيْرُ قَرَّةٍ
تَــذَاءَبَ مِنْهَــا مُــرْزِغٌ وَمُســِيلُ
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ مِنَّـا وَلَسـْتَ بِخَيْرِنَا
جَـوَاداً عَلَـى الْأَقْصـَى وَأَنْـتَ بَخِيلُ
فَأَصــْبَحْتَ فِقْعـاً نَابِتـاً بِقَـرَارَةٍ
تَصــَوَّحُ عَنْــهُ وَالــذَّلِيلُ ذَلِيــلُ
وَأَعْلَـمُ عِلْمـاً لَيْـسَ بِـالظَّنِّ أَنَّـهُ
إِذَا ذَلَّ مَـوْلَى الْمَـرْءِ فَهْـوَ ذَلِيلُ
وَإِنَّ لِسـَانَ الْمَـرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ
حَصــَاةٌ عَلَــى عَــوْرَاتِهِ لَــدَلِيلُ
وَإِنَّ امْـرَأً لَـمْ يَعْـفُ يَوْماً فُكَاهَةً
لِمَـنْ لَـمْ يُـرِدْ سـُوءًا بِهَا لَجَهُولُ
تَعَارَفُ أَرْوَاحُ الرِّجَالِ إِذَا الْتَقَوْا
فَمِنْهُـــمْ عَــدُوٌّ يُتَّقَــى وَخَلِيــلُ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).