
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشـَجَاكَ الرَّبْـعُ أَمْ قِدَمُهْ
أَمْ رَمَــادٌ دَارِسٌ حُمَمُــهْ
كَســُطُورِ الــرِّقِّ رَقَّشــَهُ
بِالضــُّحَى مُرَقِّــشٌ يَشـِمُهْ
لَعِبَـتْ بَعْـدِي السُّيُولُ بِهِ
وَجَــرَى فِـي رَيِّـقٍ رِهَمُـهْ
جَعَلَتْــهُ حَــمَّ كَلْكَلِهَــا
لِرَبِيــعٍ دِيمَــةٌ تَثِمُــهْ
فَــالْكَثِيبُ مُعْشــِبٌ أُنُـفٌ
فَتَنـــاهِيهِ فَمُرْتَكَمُـــهْ
حَابِسـِي رَسـْمٌ وَقَفْـتُ بِـهِ
لَوْ أُطِيعُ النَّفْسَ لَمْ أَرِمُهْ
لَا أَرَى إِلَّا النَّعَــامَ بِـهِ
كَالْإِمَــاءِ أَشـْرَفَتْ حُزَمُـهْ
تَــذْكُرُونَ إِذْ نُقَــاتِلُكُمْ
لَا يَضــُرُّ مُعْــدِماً عَـدَمُهْ
أَنْتُــمُ نَخْـلٌ نُطِيـفُ بِـهِ
فَـإِذَا مَـا جُـزَّ نَصـْطَرِمُهْ
وَعَــــذَارِيكُمْ مُقَلِّصـــَةٌ
فِـي ذَعَاعِ النّخْلِ تَجْتَرِمُهْ
عُجُــزٌ شــُمْطٌ مَعـاً لَكُـمُ
تَصــْطَلِي نِيرَانَـهُ خَـدَمُهْ
خَيْـرُ مَـا تَرْعَوْنَ مِنْ شَجَرٍ
يَـابِسُ الطَّحْمَاءِ أَوْ سَحَمُهْ
فَســـَعَى الْغَلَّاقُ بَيْنَهُــمُ
ســَعْيَ خَـبٍّ كَـاذِبٍ شـِيَمُهْ
أَخَـــذَ الْأَزْلَامَ مُقْتَســِماً
فَــأَتَى أَغْوَاهُمَـا زُلَمُـهْ
وَالْقَــرَارُ بَطْنُــهُ غَـدَقٌ
زَيَّنَــتْ جَلْهَــاتِهِ أَكَمُـهْ
فَفَعَلْنَــا ذَلِكُــمْ زَمَنـاً
ثُـمَّ دَانَـى بَيْنَنَـا حَكَمُهْ
إِنْ تُعِيـدُوهَا نُعِـدْ لَكُـمُ
مِـنْ هِجَـاءٍ سـَائِرٍ كَلِمُـهْ
وَقِتَــــالٍ لَا يُغِبُّكُــــمُ
فِـي جَمِيـعٍ جَحْفَـلٍ لَهِمُـهْ
رِزُّهُ قَـــدِّمْ وَهَــبْ وَهَلَا
ذِي زُهَــاءٍ جَمَّــةٍ بُهَمُـهْ
يَتْرُكًـونَ الْقَـاعَ تَحْتَهُـمُ
كَمَــرَاغٍ ســَاطِعٍ قَتَمُــهْ
لَا تَــرَى إِلَّا أَخَــا رَجُـلٍ
آخِــذاً قِرْنـاً فَمُلْتَزِمُـهْ
فَــالْهَبِيتُ لَا فُـؤَادَ لَـهُ
وَالثَّبِيــتُ ثَبْتُـهُ فَهَمُـهْ
لِلْفَتَـى عَقْـلٌ يَعِيـشُ بِـهِ
حَيْـثُ تَهْـدِي سـَاقَهُ قَدَمُهْ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).