
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفـي أهـل ذا النـادي عليـم أسائله
فـإني لمـا بـي ذاهب اللب ذاهله
ســمعت حـديثاً أحسـد الصـم عنـده
ويـــذهل واعيــه ويخــرس قــاتله
فهـل مـن جـواب تسـتغيث بـه المنـى
ويعلـو علـى حـق المصـيبة باطله
وقـد رابنـي مـن شـاهد الحال أنني
أرى الدسـت منصوباً وما فيه كافله
فهــل غــاب عنــه واسـتناب سـليله
أم اختـار هجـراً لا يرجـى تواصله
فــإني أرى فــوق الوجــوه كآبــة
تــدل علــى أن الوجــوه ثـواكله
فيـا أيهـا الدسـت الذي غاب صدره
فمـــاجت بلايــاه وهــاجت بلابلــه
عهـدت بـك الطـود الذي ساخ في الثرى
وفــي كــل أرض خــوفه وزلازلـه
ومـن سـد بـاب الملك والأمر خارج
إلــى ســائر الأقطـار منـه وداخلـه
ومـن عـوق الغـازي المجاهـد بعدما
أعــدت لغــزو المشـركين جحـافله
ومـن أكـره الرمح الرديني فالتوى
وأرهقـــه حـــتى تحطـــم عــامله
ومـن كسـر العضـب المهنـد فاغتـدى
وأجفـــانه مطروحـــة وحمـــائله
ومــن ســلب الإسـلام حليـة جيـده
إلــى أن تشـكى وحشـة لطـوق عـاطله
ومـن أسـكت الفضـل الذي كان فضله
خطيبــاً إذا التفـت عليـه محـافله
ومـا هـذه الضوضـاء مـن بعـد هيبـة
إذا خـامرت جسـماً تخلـت مفاصـله
كـأن أبـا الغـارات لـم ينش غارة
تريــك سـواد الليـل فيـه قسـاطله
ولا لمعــت بيــن العجــاج نصــوله
ولا طــرزت ثــوب الفجـاج مناصـله
ولا ســار فــي عــالي ركــائب مـوكب
ينـافس فيـه فـارس الخيل راجله
ولا مرحـــت فــوق الطــروس يراعــه
كمـا مرحـت تحـت السـروج صواهله
ولا قســمت ألحــاظه بيــن مخلــص
جميــل الســجايا أو عـدو يجـامله
ولا قـام فـي المحـراب والحرب عاملاً
مـن البأس والإحسان ما الله قابله
تعجبــت مـن فعـل الزمـان بنفسـه
ولا شـــك إلا أنـــه جـــن عــاقله
بمــن تفخــر الأيــام بعـد طلائع
ولـم يـك فـي أبنائهـا مـن يمـاثله
أتنــزل بالهـادي الكفيـل صـروفها
وقـد خيمـت فـوق السـماك منـازله
وتسـعى المنايـا منه في مهجة امرئ
سـعت منهـم الأقـدار فيمـا تحاوله
حبــائل لــم يعلقــن إلا بــأروع
تمـــد لصــيد النيــرات حبــائله
يـبيت ومـن زهـر الأسـنة فـي الدجى
مشــاعره وقــت القــرى ومشـاعله
أنــاديه قــل كيــف شــئت فهــذه
خصائصــــه مـــأثورة وحصـــائله
وعـدد سـجايا أبيـض الـوجه أبلج
تصــدق دعــوى المــادحين فضــائله
كـذبناه فـي دعـوى الوفـاء بعهده
مـتى جـف هـامي الدمع أو كف هامله
أيرثــي لسـاني مجـده بعـد مـدحه
ومـا لـي لـم تخـذل لسـاني خواذله
ألـم يـك فـي قلـبي من الهم والجوى
وحـر الأسـى شـغل عن الشعر شاغله
سـيذبل روض الشـعر مـن بعـد يـومه
فلا عــاش ذوايـه ولا أخضـر ذابلـه
دعــوني فمـا هـذا بـوقت بكـائه
ســـيأتيكم طــل البكــاء ووابلــه
ولا تنكــروا حزنــي عليــه فـإنني
تقشــع عنــي وابــل كنــت آملـه
ولــم لا نبكيــه وننــدب فقـده
وأولاده أيتـــــــامه وأراملــــــه
فيـا ليـت شـعري بعـد حسـن فعـاله
وقـد غاب عنا ما بنا الدهر فاعله
أيكــرم مثــوى ضــيفكم وغريبكــم
فيمكــث أم تطــوى بـبين مراحلـه
وهــل تنعـم الـدنيا علـي بمنعـم
أجالســـه مـــن بعــده وأؤاكلــه
سـآوي إلـى ركـن شـديد والتجـي
إلـــى ملــك عــم البريــة نــائله
إلى العادل بن الصالح الملك الذي
أقابــل وجـه البشـر حيـن أقـابله
أقـوال وقـول الحـق فـرض على الفتى
إذا شـهدت بالصـدق يومـاً دلائلـه
ألا إن ســلطان ابـن رزيـك لـم يـزل
ورزيـك ليـث الغاب إن غاب باسله
هـو المجـد أغنانـا عـن الليث شبله
ونـاب لنـا عـن صـالح فيه عادله
تـــولى وقــد خلــى علائق ثقلــه
ولكــن تــولى ذلـك الثقـل حـامله
فكــان كرجــع الطــرف وحشــة آهـل
مـن العـز حـتى قيـل أونـس آهله
ومــا هــو إلا بــدر مجــد وسـؤدد
بـدا طالعاً في الدست إن غاب آهله
وفـــرع كريــم الأصــل ســد مســده
فبــورك مــن نجـل وقـدس نـاجله
ومـا زلـت قبـل اليـوم قـرة عينـه
وقاصـية الـذخر الـذي كـان يأمله
ولــو كـان حيـاً سـره فعلـك الـذي
تجلــت لـه مـن كـل فضـل مخـائله
عـذرت بـه الأيـام مـن بعـد عـدلها
وقـد يعذر الجاني من الناس عاذله
تــداركت هــذا الخلـق عـدلاً ورأفـة
وقـد أجهضـت من شدة الخوف حامله
وأطفـأت نـار الشـر بعـد التهابها
وســكنتها والشــر تغلـي مراجلـه
وأحسـنت ذكـر الـدهر بعـد إساءة
تـــبين فيهـــا ميلـــه وتحــامله
وكـانت أمـور النـاس فوضـى فساسها
ودبرهــا مســتجمع العـزم كـامله
أغــر لــه مـن آل رزيـك أسـرة
هــم ســاعد الملـك العقيـم وكـاهله
بــه وبهـم لا فـرق اللـه شـملهم
أنــافت أعــاليه وأرســت أســافله
تســاند مثـل الـبزل منـه عصـابة
بهــم قــام صـاغيه وأسـند مـائله
هـو الكـف والبـاع الطويـل إذا سطوا
وهـم عنـد بطش الراحتين أنامله
فيــا حاســديهم حـاذروا أن تصـيبكم
بـه منجنيقـات الـردى وجنـادله
ويغرقكــم مــن بحــره فيــض زاخــر
تزيـد علـى فيـض البحار جداوله
ويـا أيهـا الطيـر البغـاث كـأنني
بكـم وقـد انقضـت عليكـم أجـادله
رويــدكم يــا ملقحيهــا سـفاهة
فهلا لقــــاح لا تطــــرق حــــامله
ويــا واردي مـاء العقـوق تـأدبوا
فــذا مــورد لا بـد تصـفو منهلـه
أراكــم أمنتـم أن تـدار عليكـم
رحـى المـوت أو تلقـى عليكـم كلاكله
ألا إن جمعــاً يــردع الســيف جمعــه
سـيرجع منقاداً إلى الحلم جاهله
لقــد ضــربت أنيـابكم فـي صـفاتهم
وعـاد بلا نـاب علـى الصـخر آكله
ولـم تـتركوا التشـعيب بقيـا وإنما
يعـاف ورود البحـر والموت ساحله
لقــد صــفحوا عـن زلـة النعـل منكـم
ودان لهـم حافي الزمان وناعله
أفــي كــل عصــر يســتطيل مقصـر
حقيـر ويـردي نـابه الـذكر خـامله
ويعلـو الـثرى نحـو الثريـا سفاهة
ويســطو بأعيـان الزمـان أراذلـه
وهــذا أميـر المـؤمنين أجـل أن
يقــاس بخلــق وابــن ملجـم قـاتله
وحمــزة أودى يــوم أحـد وإنمـا
بحربـــة وحشـــي أصــيبت مقــاتله
فشـكراً علـى الفخـر الذي لك عاجله
وحمـداً علـى الأجـر الـذي لك آجله
وهنيتهــا مــن دولــة عادليــة
يقــام بهــا فـرض النـدى ونـوافله
أراد أنــــاس نقضـــها فتأكـــدت
أينقـض حبـل اللـه واللـه فـاتله
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.