
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـذ يـا زمـان أمانـاً مـن يـدي أملـي
لا روعـت سـربك الأطمـاع مـن قبلي
ولا لبســـتك مطويـــاً علــى دخــن
إلا نشـــرتك ملبوســـاً علــى دخــل
ولا مــددت إلــى أيــدي بنيــك يـدي
إذا فلا وألــت كفــي مــن الشـلل
مــتى اشــتفى سـقم آمـالي بعلتهـم
فلا شــفى اللـه آمـالي مـن العلـل
وإن غشــيت إلــى ســقيا ثمــارهم
فلا سـقى اللـه لـي قلبـاً سوى الغلل
صــانوا بأعراضــهم أعراضــهم فغـدا
شـعري وسـعري مصـوناً غيـر مبتـذل
وكيــف أتركــه مــن غيــر نافلـة
مســـيباً بينهــم كالســي والنفــل
تركــت مــن كنــت أطريــه وأطربـه
فلا ثقيلـــي يغنيهـــم ولا رملـــي
وكيــف أنشــط فــي أوصـاف ذي كـرم
كسـلان يرمـي نشـاط المـدح بالكسـل
حليـــت جيـــد حلاه وهــي عاطلــة
وجــاءني منـه جيـد المـدح بالعطـل
أثنــي وتثنــي رجــال ضــمني معهـم
وزن الكلام وليــس الكحـل كالكحـل
وليــس يحفــظ إلا مــا نطقــت بـه
حــتى كـأن سـوى مـا قلـت لـم يقـل
ذنـبي إلـى الـدهر فضـل لـو سـترت بـه
عيب الحوادث لم تنسب إلى الزلل
إن آثــرت ثــروة الـدنيا مجـانبتي
فإنهــا ابنــة أم الغــي والخطـل
ولــي إذا شـئت مـن تـاج الخلافـة مـن
أرى بــه شـرف الأفعـال فـي رجـل
ومــن حملــت لـه عهـد الأمانـة فـي
ود إذا حــال عهـد الحـر لـم يحـل
ومــن يصــرف صــرف النائبـات لـه
آراء مكتهـــل فـــي ســـن مقتبــل
إن جـاد أو كـاد فـي يـومي نـدى وردى
فاضــت أنــامله بـالرزق والأجـل
يهـوى الحبيـبين مـن بـأس ومـن كرم
علـى النقيضـين مـن جبـن ومـن بخل
ولا يحـــل بثغـــر حلــه أبــداً
ســوى النقيضــين مـن أمـن ومـن وجـل
لــــك العــــزائم والآراء إن نصـــبت
بالقول والفعل لم تفلل ولم تفل
ورب معضـــلة لمـــا دعيـــت لهــا
كففـت مـا نـاب مـن أنيابها العضل
ومـــورد تتحـــامى الأســـد مشــرعه
وردتــه بصــدور الشــرع الــذبل
أقــدمت فيــه ونــار المــوت جامحـة
وخضــت بحــر بلايــاه ولـم تبـل
أطلعــت فيــه سـنا بيـض جعلـت لهـا
سـود الجمـاجم أبـدالاً مـن الحلـل
وغــارة لا يشــق الطيــف شــقتها
طــويت فيهــا بسـاط الريـث بالعجـل
حـتى هجمـت هجـوم الريـح فـي طفـل
مــن العجاجــة مســتغن عـن الطفـل
باشــرتها بحســام غيــر منثلـم
أبــا الحســام ولـم تسـأل عـن الأسـل
مــا كــان غــدر بنـي أردن محتسـباً
كـم حـادث جلـل فـي الفكر لم يجل
مــا ضــر مجـدك غـدر جـاء مـن نفـر
أعــزك الحـول فاغتـالوك بالحيـل
إن أمهلتنـا الليـالي وهـي فاعلـة
فســـوف نســـقيهم مثلاً علــى مهــل
لــو ناضــلوك علــى الإنصـاف عرفهـم
مواقـع الرمـي رام مـن بنـي ثعـل
لكــم مشـوا لـك مغتـالي فـي خمـر
وعــادة الأسـد أن تـأتى مـن الغيـل
قـد كـان قصـد الأعـادي أن تخـف لها
وأن ينالــك فيهــا ألســن العـذل
فصــدك العـزم عـن إدراك مـا طلبـوا
حاشـا خلالـك أن تـؤتى مـن الخلـل
لا يحســبوا أنــك الموهــون جــانبه
وأن جرحـــك جــرح غيــر منــدمل
فـــإن عـــزك أقــوى أن يضــيعه
فقــد اليسـيرين مـن خيـل ومـن خـول
يفـديك يـا ورد قـوم مـا ذكـرت لهـم
إلا علــت كــل خــد وردة الخجــل
إن يســتجدوا علــى أبليــت جــدتها
فمـا يقـاس جديـد المجـد بالسـمل
وإن أكــبر غبــن أن تقــاس بهــم
مــا كـل غبـن مـن الـدنيا بمحتمـل
لــو كـان حـظ علـى مقـدار منزلـة
لـم ينـزل المشـتري عـن مرتقـى زحل
أمـا تـرى الفلـك العلـوي قد جعلوا
فيــه ســميك بعـد الثـور والحمـل
أوليــت أرض بنــي نصــر ومـا معهـا
والطيـر لا يلتقـي فيهـا من الوجل
فخيـم الأمـن فيهـا مـذ نزلـت بها
حــتى لضـج الكـرى مـن صـحبة المقـل
قـد كنـت فتحـت أبـواب الأمان بها
فكيــف أقفلتهــا فــي سـاعة القفـل
مـا أنـت بالرجـل المنقـوص منزلة
إذا عزلـــت ولا المـــزداد بالعمــل
وكيــف يعــزل ملــك جـود راحتـه
علـــى المكــارم وال غيــر منعــزل
فاسـلم ودم وابق واسعد واعل واسم وسد
وقـل وجـد واقتدر واحلم وفز ونل
واســمع محــبرة الأوصـاف خاطبـة ال
إنصــاف طـالت معانيهـا ولـم تطـل
جــاءت جزالتهــا رقــاً ورقتهـا
معنــى بمـا شـئت مـن سـهل ومـن جبـل
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.