
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لئن قــل صــبر فالمصــاب عظيـم
وإن جــل شــكر فـالثواب جسـيم
تحيــرت فـي شـكر الزمـان ولـومه
فلـم أدر بعـد الشكر كيف ألوم
غدا الدهر محمود الفعال إلى الورى
وعهـدي بـه بـالأمس وهـو ذميم
وسـر قلوبـاً بعـد أن كـان ساءها
ففــي كــل قلــب جنــة وجحيـم
لئن عرضــت للفـائز الطهـر نقلـة
فــأنت أميـر المـؤمنين مقيـم
وإن حسـدتنا جنـة الخلـد قربه
فقربـــك منـــا جنـــة ونعيـــم
ورثـت الهـدى بـالنص عنـه وقوله
أخـي وابـن عمـي إن عـدمت يقوم
وقـد سـن ذاك المصـطفى فـي ابن عمه
فمــن شـرفيكم حـادث وقـديم
حكـت بيعـة الرضـوان بيعتك التي
يصــح بهـا الإيمـان وهـو سـقيم
وقــد ربحــت والحمـد للـه صـفقة
لهـا مـن رقـاب المؤمنين لزوم
يـدا الله فيها فوق أيد أعاذها
مــن النكـث عقـد فـي ولاك سـليم
تواليــك بــالإخلاص فيهــا ســرائر
تصـلي لكـم لـولا التقى وتصوم
لقـد رامـت الأيـام أمـراً فنلنه
ومــا أقــدر الأقـدار حيـن تـروم
طرقــن بــأم النائبـات فأشـرفت
علـى المـوت أرواح لنـا وجسـوم
ولـــولا ســـيوف العاضـــدي طلائع
لخـــف وقــور عنــده وحليــم
سـيوف إذا ضـاق المجـال عـن القنا
فهــن لهامـات الخصـوم خصـوم
ولكنــه الطــود الــذي لا تهـزه
ريــاح ولــو هبــت وهـن حسـوم
إذا طاشـــت الأحلام ســـكن جأشــها
بعـزم يجلـي الخطـب وهو بهيم
لـه سـطوة لا يـأمن الـدهر بأسـها
وبطـش إذا مـا الحلم ضاق أليم
وقلـب لـه فـي نصـرة اللـه غلظـة
ولكنـــه بـــالمؤمنين رحيــم
أقــول لــراج ألجمتــه مهابـة
فــأحجم خوفــاً منـك وهـو كظيـم
تشـــاجع ولا يمنعــك هيبــة ملكــه
وسـله وكـثر فـالكريم كريـم
مليــك لــه مــن آل رزيــك عصـبة
تحـل خنـاق الخطـب وهـو عظيم
هـو البـدر حفتـه نجـوم كـثيرة
بهــا لشــياطين النفــاق رجـوم
تنيـر وجـوه القـوم فـي كـل موقـف
يلـوح بـه فـوق الوجـوه وجوم
ليــوث وســمر السـمهرية غابهـا
غيـوث لهـا النقـع المثار غيوم
هــم وسـموا رقـي بحسـن اصـطناعهم
وكـم حفظـت رق الجيـاد وسـوم
هــم خلصــوني منعميــن بــأنفس
لهـا الـدهر عبـد والزمان خديم
فـأم المعـالي لن تجيء بمثلهم
علــى أنهــا الأم الولــود عقيـم
لهــم شــرف بــاق بأبلـج كشـفت
بـه كـرب عـن ذي الـورى وغمـوم
أقــر نصــاب العـز فـي آل أحمـد
كفيــل لهــم لا للقضـاة زعيـم
عــدو معــاديهم ولــي وليهــم
خــبير بأســرار الــولاء عليــم
يجاهــد فيهــم ســيفه ولســانه
ورب كلام كـــان منـــه كلـــوم
وزيــر بــه شــد المهيمــن أزرهـم
وأثـرى بـه الإسـلام وهو عديم
فــدى لأبــي الغــارات أهـل ممالـك
أحـاديثهم قبـل الممات رميم
يعمهــم اســم الملــك ثـم يخصـه
فيبطـل مـن بعـد الخصـوص عموم
ومــا كـل محمـود السـجايا محمـد
لا كــل مـن يـوحى إليـه كليـم
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.