
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيلَـيَّ عُوجـا بَـارَكَ اللّهُ فِيكُمَا
وَإِنْ لَـمْ تَكُـنْ هِنْـدٌ لِأَرْضِكُما قَصْدا
وَقُـولا لَهَـا لَيـسَ الضـَّلالُ أَجَازَنا
وَلَكِنَّنــا جُزْنـا لِنَلْقَـاكُمُ عَمْـدا
تَخَيَّـرْتُ مِـنْ نُعْمـانَ عُـودَ أَرَاكَـةٍ
لِهِنْــدٍ فَمَـنْ هـذا يُبَلِّغُـهُ هِنْـدا
وَأَنْطَيْتُــهُ سـَيفِي لِكَيمَـا أُقيمَـهُ
فَلَا أَوَداً فِيـهِ اسـْتَبَنْتُ وَلَا خَضـْدا
ســَتَبْلُغُ هِنْــداً إِنْ سـَلِمْنا قَلَائِصٌ
مَهَـارى يُقَطِّعْـنَ الْفَلاةَ بِنَـا وَخْدا
فَلَمَّا أَنَخْنا الْعِيسَ قَدْ طَالَ سَيرُها
إِلَيهِمْ وَجَدْنَاهُمْ لَنَا بِالْقِرَى حَشْدا
فَنَاوَلْتُهـا الْمِسْوَاكَ وَالْقَلْبُ خَائِفٌ
وَقُلْـتُ لَهَا يا هِنْدُ أَهْلَكْتِنا وَجْدا
فَمَـدَّتْ يَـداً فـي حُسـْنِ كُلٍّ تَناوُلاً
إِلَيهِ وَقَالَتْ مَا أَرَى مِثْلَ ذا يُهْدى
وَأَقْبَلْــتُ كَالْمُجْتـازِ أَدَّى رِسـَالَةً
وَقَـامَتْ تَجُـرُّ الْمَيْسَنانِيَّ وَالْبُرْدا
تَعَــرَّضُ لِلْحَــيِّ الَّــذينَ أُريـدُهُمْ
وَمَـا الْتَمَسـَتْ إِلَّا لِتَقْتُلَنـي عَمْدا
فَمَـا شـِبْهُ هِنْـدٍ غَيرُ أَدْماءَ خاذِلٍ
مِـنَ الْوَحْشِ مُرْتَاعٍ تُرَاعِي طَلَاً فَرْدا
وَمَـا نُطْفَـةٌ مِـنْ مُزْنَـةٍ في وَقِيعَةٍ
عَلَى مَتْنِ صَخْرٍ في صَفاً خَالَطَتْ شَهْدا
بِــأَطْيَبَ مِـنْ رَيَّـا عُلالـةِ رِيقِهـا
غَـداةَ هِضـابِ الطَّلِّ في رَوضَةٍ تَنْدى
المُرَقِّشُ الأكْبرُ هُو عمْرو بن سَعدِ بنِ ضَبيعةَ، من قبيلةِ بَكْرِ بنِ وائِل، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، وُلدَ في اليمنِ ونَشَأَ فِي العِراق، وتُوفِّيَ نحو سَنَةِ 75ق.هـ/550م. اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ عِشْقِهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ (أَسْماء) وقالَ فِيها شِعراً كَثِيْراً، واتَّصَلَ مُدَّةً بالحارثِ بن أَبِي شَمَّرَ الغَسَّانِيِّ وَنادَمَهُ وَمَدَحَهُ، واتَّخَذَهُ الحارِثُ كاتِباً لَهُ. يُعَدُّ المُرَقِّش الأكْبر مِنَ الشُّعَراءِ المُتيَّميْنَ الشُّجْعانِ، وَغَلَبَ عَلى شِعْرِهِ وَصْفُ مُعاناتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلاقَةِ الحُبِّ التي جَمَعَتْهُ مَعَ ابْنَةِ عّمِّهِ (أَسْماءَ)، وقلَّما خَرَجَ فِي شِعْرِهِ إِلى أَغْراضٍ شِعْرِيَّةٍ أُخْرَى كالمَدْحِ وَالهِجاءِ وَالفَخْرِ وَالرِّثاءِ وَغَيْرِها.