
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ذَاتَ أَجْوارِنـا قُـومِي فَحَيِّينا
وَإِنْ سـَقَيْتِ كِـرامَ النَّاسِ فَاسْقينا
وَإِنْ دَعَــوْتِ إلــى جُلَّـى وَمَكْرُمَـةٍ
يَومـاً سَراَةَ خِيارِ النَّاسِ فَادْعِينا
شــُعْثٌ مَقادِمُنـا نُهْـبى مَرَاجِلُنـا
نَأْسـُو بِأَمْوالِنـا آثـارَ أَيْـدِينا
المُطْعِمُـــونَ إذا هَبَّــتْ شــآمِيَّةٌ
وَخَيْـرُ نـادٍ رَآهُ النَّـاس نادِينـا
إِنْ تَبْتَـدِرْ غَايَـةً يَومـاً لِمَكْرُمَـةٍ
تَلْـقَ السـَّوَابِقَ مِنَّـا وَالْمُصـَلِّينا
وَلَيــسَ يَهْلَــكُ مِنَّـا سـَيِّدٌ أَبَـداً
إِلَّا افْتَلَيْنـا غُلَامـاً سـَيِّداً فِينـا
إِنَّـا لَنُرْخِـصُ يَـوْمَ الرَّوعِ أَنْفُسَنا
وَلَـوْ نُسـامُ بِها في الْأَمْنِ أُغْلِينا
إِنَّـا لَمِـنْ مَعْشـَرٍ أَفْنَـى أَوائِلَهُمْ
قِيـلُ الْكُمَـاةِ أَلَا أَينَ الْمُحامُونا
لَوْ كَانَ في الْأَلْفِ مِنَّا وَاحِدٌ فَدَعَوا
مَـنْ فَـارِسٌ خَـالَهُمْ إِيَّـاهُ يَعْنُونا
إِذا الْكُمَـاةُ تَنَحَّـوا أَنْ يُصـِيبَهُمُ
حَـدُّ الظُّبـاةِ وَصـَلْناها بِأَيـدِينا
وَلَا نَرَاهُــمْ وَإِنْ جَلَّــتْ مُصـِيبَتُهُمْ
مَـعَ الْبُكَـاةِ عَلَى مَنْ مَاتَ يَبْكُونا
وَنَرْكَـبُ الْكُـرْهَ أَحْيانـاً فَيَفْرُجُـهُ
عَنَّـا الْحِفَـاظُ وَأَسـْيَافٌ تُوَاتِينـا
المُرَقِّشُ الأكْبرُ هُو عمْرو بن سَعدِ بنِ ضَبيعةَ، من قبيلةِ بَكْرِ بنِ وائِل، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، وُلدَ في اليمنِ ونَشَأَ فِي العِراق، وتُوفِّيَ نحو سَنَةِ 75ق.هـ/550م. اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ عِشْقِهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ (أَسْماء) وقالَ فِيها شِعراً كَثِيْراً، واتَّصَلَ مُدَّةً بالحارثِ بن أَبِي شَمَّرَ الغَسَّانِيِّ وَنادَمَهُ وَمَدَحَهُ، واتَّخَذَهُ الحارِثُ كاتِباً لَهُ. يُعَدُّ المُرَقِّش الأكْبر مِنَ الشُّعَراءِ المُتيَّميْنَ الشُّجْعانِ، وَغَلَبَ عَلى شِعْرِهِ وَصْفُ مُعاناتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلاقَةِ الحُبِّ التي جَمَعَتْهُ مَعَ ابْنَةِ عّمِّهِ (أَسْماءَ)، وقلَّما خَرَجَ فِي شِعْرِهِ إِلى أَغْراضٍ شِعْرِيَّةٍ أُخْرَى كالمَدْحِ وَالهِجاءِ وَالفَخْرِ وَالرِّثاءِ وَغَيْرِها.