
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ بِالـدِّيارِ أنْ تُجِيـبَ صَمَمْ
لَـوْ كَـانَ رَسـْمٌ ناطِقـاً كَلَّـمْ
الـدَّارُ قَفْـرٌ والرُّسـُومُ كَمـا
رَقَّـشَ فـي ظَهْـرِ الأَدِيـمِ قَلَـمْ
دِيــارُ أَسـْماءَ الَّـتي تَبَلَـتْ
قَلْبِـي فَعَيْنِـي ماؤُهـا يَسـْجُمْ
أَضــــْحَتْ خَلاءً نَبْتُهـــا ثَئِدٌ
نَــوَّرَ فِيهــا زَهْـوُهُ فـاعْتَمّْ
بَـلْ هَـلْ شـَجَتْكَ الظُّعْنُ باكِرَةً
كــأنَّهنَّ النَّخْــلُ مِـنْ مَلْهَـمْ
النَّشـْرُ مِسـْكٌ وَالْوُجُـوهُ دَنـا
نِيـرُ وأَطْـرافُ البَنـانِ عَنَـمْ
لَـمْ يُشـْجِ قَلْبِـي مِلْحَوادِثِ إِلْ
لَا صـَاحِبي الْمَتْـرُوكُ في تَغْلَمْ
ثَعْلَـبُ ضـَرَّابُ القَـوانِسِ بالسْ
سـَيْفِ وَهـادِي القَوْمِ إِذْ أَظْلَمْ
فـاذْهَبْ فِـدىً لَكَ ابْنُ عمِّكَ لا
يَخْلُــــدُ إلَّا شــــابَةٌ وَأَدَمْ
لَـوْ كَـانَ حـيٌّ ناجيـاً لَنَجـا
مِــنْ يَـوْمِهِ المُزَلَّـمُ الْأَعْصـَمْ
فـي باذِخـاتٍ مِـنْ عَمايَـةَ أَوْ
يَرْفَعُــهُ دُونَ الســَّماءِ خِيَـمْ
مِـنْ دُونـهِ بَيْـضُ الأَنُـوقِ وقَوْ
قُــهُ طوِيـلُ المَنكِبَيْـنِ أَشـَمّْ
يَرْقَـاهُ حَيْـثُ شـاءَ مِنْـهُ وإمْ
مَــا تُنْســِهِ مَنِيَّــةٌ يَهْــرَمْ
فَغَــالَهُ رَيْـبُ الْحَـوَادِثِ حَـتْ
تَــى زَلَّ عَـنْ أَرْيـادِهِ فَحُطِـمْ
لَيْـسَ عَلَـى طُـولِ الحَياةِ نَدَمْ
وَمِـنْ وَراءِ المَـرْءِ مـا يَعْلَمْ
يَهْلِــكُ والِــدٌ ويَخْلُــفُ مَـوْ
لُـــودٌ وكُــلُّ ذي أَبٍ يَيْتَــمْ
وَالْوَالِــداتُ يَســْتَفِدْنَ غِنـىً
ثُـمَّ عَلَـى الْمِقْـدارِ مَنْ يَعْقَمْ
مـا ذَنْبُنـا فـي أَنْ غَزا مَلِكٌ
مِــنْ آلِ جَفْنَـةَ حـازِمٌ مُرْغِـمْ
مُقابَــلٌ بَيْـنَ العَواتِـكِ والْ
غُلَّـــفِ لا نِكْـــسٌ وَلا تَــوْءَمْ
حــارَبَ واســْتَعْوى قَراضــِبَةً
لَيْـسَ لَهُـمْ مِمَّـا يُحـازُ نَعَـمْ
بِيـــضٌ مَصـــالِيتٌ وُجُــوهُهُمُ
لَيْسـَتْ مِيَـاهُ بِحـارِهِمْ بِعُمُـمْ
فـانْقَضَّ مِثْـلَ الصـَّقْرِ يَقْـدُمُهُ
جَيْــشٌ كَغُلَّانِ الشــُّرَيْفِ لِهَــمّْ
إنْ يَغْضـَبُوا يَغْضـَبْ لِذاكَ كَمَا
يَنْســَلُّ مِـنْ خِرْشـائِهِ الأَرْقَـمْ
فَنَحْــنُ أَخْوالُــكَ عَمْـرَكَ والْ
خــالُ لــهُ مَعــاظِمٌ وحُــرَمْ
لَســْنا كَــأَقْوامٍ مَطــاعِمُهُمْ
كَسـْبُ الخَنـا ونَهْكَـةُ المَحْرَمْ
إنْ يُخْصـِبُوا يَعْيَـوْا بخَصـْبِهِمُ
أَو يُجْــدِبُوا فَهُــمْ بِـهِ أَلْأَمْ
عَـامَ تَـرى الطَّيْـرَ دَواخِلَ في
بُيُــوتِ قَــوْمٍ مَعَهُــمْ تَرْتَـمّْ
وَيَخْـرُجُ الـدُّخَّانُ مِنْ خَلَلِ السْ
سـِتْرِ كَلَـوْنِ الْكَـوْدَنِ الأَصـْحَمْ
حَتَّى إِذا ما الْأَرْضُ زَيَّنَها النْ
نَبْــتُ وَجُــنَّ رَوْضــُها وأَكَـمّْ
ذَاقُـوا نَدَامَـةً لَوْ أَكَلُوا الْ
خُطْبـانَ لَـمْ يُوجَـدْ لَـهُ عَلْقَمْ
لَكِنَّنــا قَــوْمٌ أَهَــابَ بِنـا
فــي قَوْمِنــا عَفَافَـةٌ وَكَـرَمْ
أَمْوالُنـا نَقِـي النُّفُـوسَ بِهَا
مِـنْ كُـلِّ ما يُدْنَى إِلَيْهِ الذَّمّْ
لا يُبعِـدِ اللّـهُ التَّلبُّـبَ وَالْ
غـاراتِ إِذْ قَـالَ الْخَمِيسُ نَعَمْ
وَالْعَـدْوَ بَيْـنَ المَجْلِسَيْن إذا
وَلَّـى العَشِيُّ وَقَدْ تَنَادى العَمّْ
يَـأْتِي الشـَّبابُ الأَقْوَرِينَ وَلَا
تَغْبِـطْ أَخـاكَ أَنْ يُقـالَ حَكَـمْ
هَـلْ تَعْـرِفُ الدَّارَ بِجَنْبَيْ خِيَمْ
غَيَّرَهــا بَعْـدَكَ صـَوْبُ الـدِّيَمْ
المُرَقِّشُ الأكْبرُ هُو عمْرو بن سَعدِ بنِ ضَبيعةَ، من قبيلةِ بَكْرِ بنِ وائِل، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، وُلدَ في اليمنِ ونَشَأَ فِي العِراق، وتُوفِّيَ نحو سَنَةِ 75ق.هـ/550م. اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ عِشْقِهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ (أَسْماء) وقالَ فِيها شِعراً كَثِيْراً، واتَّصَلَ مُدَّةً بالحارثِ بن أَبِي شَمَّرَ الغَسَّانِيِّ وَنادَمَهُ وَمَدَحَهُ، واتَّخَذَهُ الحارِثُ كاتِباً لَهُ. يُعَدُّ المُرَقِّش الأكْبر مِنَ الشُّعَراءِ المُتيَّميْنَ الشُّجْعانِ، وَغَلَبَ عَلى شِعْرِهِ وَصْفُ مُعاناتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلاقَةِ الحُبِّ التي جَمَعَتْهُ مَعَ ابْنَةِ عّمِّهِ (أَسْماءَ)، وقلَّما خَرَجَ فِي شِعْرِهِ إِلى أَغْراضٍ شِعْرِيَّةٍ أُخْرَى كالمَدْحِ وَالهِجاءِ وَالفَخْرِ وَالرِّثاءِ وَغَيْرِها.