
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا بــانَ جِيرانِـي وَلَسـْتُ بِعـائِفِ
أَدانٍ بِهِـمْ صَرْفُ النَّوى أَمْ مُخالِفي
وفـي الْحَـيِّ أَبْكـارٌ سـَبَيْنَ فُؤادَهُ
عُلالــةَ مـا زَوَّدْنَ والحُـبُّ شـاغِفي
دِقـاقُ الْحُضـُورِ لَـمْ تُعَفَّرْ قُرُونُها
لِشـَجْوٍ وَلَـمْ يَحْضـُرْنَ حُمَّى الْمَزالِفِ
نَــواعِمُ أبْكــارٌ ســَرائِرُ بُــدَّنُ
حِسـانُ الْوُجُـوهِ لَيِّنـاتُ السـَّوَالِفِ
يُهَـدِّلْنَ فـي الْآذانِ مِـنْ كُـلِّ مُذْهَبٍ
لَــهُ رَبَـذٌ يَعْيـا بِـهِ كُـلُّ وَاصـِفِ
إِذا ظَعَـنَ الْحَيُّ الْجَميعُ اجْتَنَبْتُهُمْ
مَكـانَ النَّـدِيمِ لِلنَّجِـيِّ الْمُسـاعِفِ
فَصــُرْنَ شــَقِيّاً لا يُبــالِينَ غَيَّـهُ
يُعَـوِّجْنَ مِـنْ أَعْناقِهـا بـالْمَواقِفِ
نَشــَرْنَ حَــديثاً آنِســاً فَوَضـَعْنَهُ
خَفِيضـاً فَلا يَلْغَـى بِـهِ كُـلُّ طـائِفِ
فَلَمَّــا تَبَنَّـى الْحَـيَّ جِئْنَ إِلَيهِـمُ
فَكَـانَ النُّـزُولُ في حُجُورِ النَّواصِفِ
تَنَزَّلْــنَ عَــنْ دَومٍ تَهِــفُّ مُتُـونُهُ
مُزَيَّنَـــةٍ أَكْنافُهــا بالزَّخــارِفِ
بِـوَدِّكِ مـا قَـومِي عَلى أَنْ هَجَرْتُهُمْ
إذا أَشـْجَذَ الأَقْـوامَ رِيـحُ أُظـائِفِ
وَكــانَ الرِّفـادُ كُـلَّ قِـدْحٍ مُقَـرَّمٍ
وَعَــادَ الْجَمِيـعُ نُجْعَـةً لِلزَّعـانِفِ
جَـدِيروُنَ أَنْ لا يَحْبِسـُوا مُجْتَـدِيهِمُ
لِلَحْـمٍ وَأَنْ لا يَـدْرؤُوا قِـدْحَ رادِفِ
عِظـامُ الجِفَـانِ بالعَشِيَّاتِ والضُّحى
مَشـاييطُ لِلْأَبْـدانِ غَيْـرُ التَّـوارِفِ
إذا يَسَرُوا لَمْ يُورِثِ الْيُسْرُ بَيْنَهُمْ
فَـواحِشَ يُنْعَـى ذِكْرُهـا بالْمَصـايِفِ
فَهَــلْ تُبْلِغَنِّـي دارَ قَـوْمِيَ جَسـْرَةٌ
خَنُـوفٌ عَلَنْـدىً جَلْعَـدٌ غَيْـرُ شـارفِ
ســَدِيسٌ عَلَتْهـا كَبْـرَةٌ أو بُـوَيْزِلٌ
جُمالِيَّــةٌ فـي مَشـْيِها كالتَّقـاذُفِ
المُرَقِّشُ الأكْبرُ هُو عمْرو بن سَعدِ بنِ ضَبيعةَ، من قبيلةِ بَكْرِ بنِ وائِل، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، وُلدَ في اليمنِ ونَشَأَ فِي العِراق، وتُوفِّيَ نحو سَنَةِ 75ق.هـ/550م. اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ عِشْقِهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ (أَسْماء) وقالَ فِيها شِعراً كَثِيْراً، واتَّصَلَ مُدَّةً بالحارثِ بن أَبِي شَمَّرَ الغَسَّانِيِّ وَنادَمَهُ وَمَدَحَهُ، واتَّخَذَهُ الحارِثُ كاتِباً لَهُ. يُعَدُّ المُرَقِّش الأكْبر مِنَ الشُّعَراءِ المُتيَّميْنَ الشُّجْعانِ، وَغَلَبَ عَلى شِعْرِهِ وَصْفُ مُعاناتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلاقَةِ الحُبِّ التي جَمَعَتْهُ مَعَ ابْنَةِ عّمِّهِ (أَسْماءَ)، وقلَّما خَرَجَ فِي شِعْرِهِ إِلى أَغْراضٍ شِعْرِيَّةٍ أُخْرَى كالمَدْحِ وَالهِجاءِ وَالفَخْرِ وَالرِّثاءِ وَغَيْرِها.