
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَرَى لَيلاً خَيَـالٌ مِنْ سُلَيمى
فَــأَرَّقَني وَأَصـْحابي هُجُـودُ
فَبِـتُّ أُدِيـرُ أَمْـرِي كُلَّ حَالٍ
وَأَرْقُـبُ أَهْلَهـا وَهُـمُ بَعِيدُ
عَلَى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ
يُشـَبُّ لَهَا بِذِي الْأَرْطى وَقُودُ
حَوَالَيهـا مَهاً جُمُّ التَّراقي
وَأَرْآمٌ وَغِــــزْلانٌ رُقُـــودُ
نَـواعِمُ لا تُعالِـجُ بُؤْسَ عَيشٍ
أَوَانِـسُ لا تُـراحُ وَلا تَـرُودُ
يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً
عَلَيهِـنَّ الْمَجَاسـِدُ وَالْبُرُودُ
سـَكَنَّ بِبَلْـدَةٍ وَسـَكَنْتُ أُخْرى
وَقُطِّعَـتِ الْمَوَاثِـقُ وَالْعُهُودُ
فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي
وَمَـا بَـالِي أُصادُ وَلا أَصِيدُ
وَرُبَّ أَسـِيلَةِ الْخَـدَّينَ بِكْـرٍ
مُنَعَّمَــةٍ لَهَـا فَـرْعٌ وَجِيـدُ
وَذُو أُشـْرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ
نَقِـيُّ اللَّـونِ بَـرَّاقٌ بَـرُودُ
لَهوْتُ بِها زَماناً مِن شَبابي
وَزَارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ
أُنـاسٌ كُلَّمـا أَخْلَقْـتُ وَصْلاً
عَنـانِي مِنْهُـمُ وَصـْلٌ جَدِيـدُ
المُرَقِّشُ الأكْبرُ هُو عمْرو بن سَعدِ بنِ ضَبيعةَ، من قبيلةِ بَكْرِ بنِ وائِل، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، وُلدَ في اليمنِ ونَشَأَ فِي العِراق، وتُوفِّيَ نحو سَنَةِ 75ق.هـ/550م. اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ عِشْقِهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ (أَسْماء) وقالَ فِيها شِعراً كَثِيْراً، واتَّصَلَ مُدَّةً بالحارثِ بن أَبِي شَمَّرَ الغَسَّانِيِّ وَنادَمَهُ وَمَدَحَهُ، واتَّخَذَهُ الحارِثُ كاتِباً لَهُ. يُعَدُّ المُرَقِّش الأكْبر مِنَ الشُّعَراءِ المُتيَّميْنَ الشُّجْعانِ، وَغَلَبَ عَلى شِعْرِهِ وَصْفُ مُعاناتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلاقَةِ الحُبِّ التي جَمَعَتْهُ مَعَ ابْنَةِ عّمِّهِ (أَسْماءَ)، وقلَّما خَرَجَ فِي شِعْرِهِ إِلى أَغْراضٍ شِعْرِيَّةٍ أُخْرَى كالمَدْحِ وَالهِجاءِ وَالفَخْرِ وَالرِّثاءِ وَغَيْرِها.