
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَرَمَت ســُعَيدَةُ وُدَّهــا وَخِلالَهـا
مِنّـا وَأَعجَبَهـا البِعـادُ فَما لَها
سـَمِعَت مِن الواشي البَعيدِ بِصُرمِنا
قَــولاً فَأَفســَدَها وَغَيَّــرَ حالَهـا
وَإِذا المَـوَدَّةُ لَـم تَكُـن مَصـدوقَةً
كَـرِه اللَـبيبُ بِعَقلِـهِ اِستِقبالَها
وَلَقـد بَلَـوتُ وَمـا تَـرى مِـن لِذَّةٍ
فـي العَيـشِ بَعدَكَ قُربَها وَوِصالَها
عَصــرَ الشـَبابِ وَمـا تُجِـدُّ مَـوَدَّةً
لِلغانِيـــاتِ وَلا هَــوىً إِلّا لَهــا
حَتّــى رَأَينــا لِلصــَريمَةِ آيَــةً
مِثــلَ النَهـارِ وَعَـدَّدَت أَشـغالَها
وَتَجَرَّمَــت عِلَـلُ الـذُنوبِ فَأَصـبَحَت
قَــد زايَلَتــكَ وَزَوَّدَتـكَ خَبالَهـا
وَطَـوَت حِبـالاً مِـن حِبالِـكَ بَعـدَما
وَصـَلَت بِـهِ أُخـرى الزَمانِ حِبالَها
حَــوراءُ واضــِحَةٌ تَــزالُ صـَبابَةً
مـا عِشـتَ تَـذكُرُ حُسـنَها وَجَمالَها
وَحَـديثَها الحَسـَنُ الجَميلُ وَعَقلَها
ذاكَ الأَصــيلُ إِذا أَرَدتَ مِحالَهــا
وَمَقالَهـا فـي الكاشـِحينَ فَأَوشَكَت
مـا نُسـِّيَت فـي الكاشِحينَ مَقالَها
وَغَـــدايِرٌ ســودٌ لَهــا وَمُقَلَّــدٌ
بيــضٌ تُرايِبُــهُ يُنيــفُ شـِكالَها
وَأَغَــرُّ مِثـلُ البَـدرِ زانَ أَسـالَةً
مِنــهُ مَحاســِنُ لا تُعَــدُّ خِصـالُها
وَمُفَلَّــجٌ خَصــِرُ الغُــروبِ وَمُضـمَرٌ
خَلّــى لأَثنــاءِ الوِشـاحِ مَجالَهـا
وَعَجيـــزَةٌ نَفــجٌ وَســاقٌ خَدلَــةٌ
بَيضــاءُ تَفصــِمُ كَظَّــةً خَلخالَهـا
عِشــنا بِــه زَمنـاً كَظِـلِّ سـَحابَةٍ
مَـرَّت وَلَـم يَنفَعـكَ شـَيمُكَ خالَهـا
وَبِلا وَلا وَلَقَـــد وَحَتّـــى مَـــرَّةً
تَقريبَهــا وَبِعادهــا وَمِطالَهــا
تَـدنو فَتُطمِـع ثُـمَّ تَصـرِفُ قَولَهـا
يَأســاً فَيَقطَــعُ صـُرمُها إِجلالَهـا
تَلقـى بِهـا عِنـدَ الـدُنُوِّ زَمانَـةً
وَتُريـكَ مـا شـَحَطَ المَزارُ خَيالَها
طَيـفٌ إِذا لَـم يَـدنُ مِنـكَ رَأَيتَـه
فـــي زَيِّهـــا مُتَمَثِّلاً تِمثالَهــا
وَيَزيــدُها أَيضــاً عَلَــيَّ كَرامَـةً
أَنّـــي وَرَبِّــكَ لا أَرى أَمثالَهــا
إِن تُمــسِ سـاليَةً وَلَيـسَ بِـذِكرِها
كَلَفـاً أَخـافُ بِهَجـرِيَ اِسـتِقتالَها
فَلَقَـد بَكَتهـا العَيـنُ حيناً كُلَّما
ذَكَــرَت سـُعَيدَةَ راجَعَـت تَهمالَهـا
مَعنِيَّــةً تَــذري الـدُموعَ صـَبابَةً
بَعدَ العَزاءِ تَرى البُكا أَشفى لَها
وَاليَـأسُ أَحسـَنُ مِـن رَجـاءِ كـاذِبٍ
إِذ لَـم يَكُن وَصلُ الصَديقِ بَدا لَها
وَيــلُ أُمِّهـا لَـولا التَنَقُّـصُ خُلَّـةً
لَـو كـانَ اِقطَعَها البِعادُ وَهالَها
كــانَت عَلــى رَأيٍ فَأَصـبَحَ كاشـِحٌ
عَـن رَأيِهـا في الكاشِحَينِ أَزالَها
مِنهُـم لَهـا دونَ الصـَديقِ بِطانَـةٌ
نَرجــوهُمُ لِيَعــولَهُم مـا عالَهـا
أَنّــي وَكَيـفَ لَهـا بِـذلِكَ بَعـدَما
غـالَ المَـوَدَّةَ عِنـدَما مـا غالَها
وَأَتَــت رِضـى أَعـدائِها بِصـَديقِها
عَمــداً لِتَقطَــعَ وُدّهــا وَدَلالَهـا
بَـل هَـل عَرَفتَ لَها الدِيارَ بِناعِقٍ
مَعفُــوَّةً لَبِــسَ البِلــى أَطلالَهـا
وَتَنـاءَجَت فيهـا البَـوارِحُ كُلَّمـا
راحَــت تَحِــنُّ تَعَســَّفَت أَذيالَهـا
تَعفـو الصـَبا ذَيلَ الدَبورِ وَتارَةً
يَـدعو لَهـا نَفـسُ الجَنوبِ شَمالَها
يَســهُكنَ أَمثـالَ الـرَوائِمِ وُلَّهـا
فَقَــدَت فَرَجَّعَـتِ الحَنيـنَ فِصـالَها
فــي كُـلِّ مَنزِلَـةٍ لَعِبـنَ بِـدِمنِها
وَخَلَصــنَ إِذ خَـفَّ الـدُقاقُ جُلالَهـا
وَنخَلنَهــا نَخـلَ الطَحيـنِ مُقيمَـةً
كُــلُّ الرِيـاحِ تُعيرُهـا غِربالَهـا
ثُـمَّ اِسـتَعَنَّ عَلـى الـدِيارِ مُخيلَة
حَلَّــت عَلــى عَرَصـاتِها أَثقالَهـا
دَهمــاءُ واهِيَــةُ الكُلـى بَحرِيَّـةٌ
نَحَـرَت بِهـا المُسـتَمطِراتُ هِلالَهـا
فَــإِذا يَمُــرُّ لَهــا حَبِـيُّ زاخِـرٌ
بِالــدارِ جـادَ بِـوَبلِهِ فَأَسـالَها
فَتَرَكنَهـا صـَلدى العِـراصِ وَطَلَّقَـت
أَدبارَهــا وَرَواجِعــاً أَقبالَهــا
فَتَظَــلُّ تَعـرِفُ مـا عَرِفـتَ تَوَهُّمـاً
مِنهــا وَتُنكِـرُ واقِفـاً أَبـدالَها
مُتَبَلِّــداً بَعــدَ الأَنيـسِ وَلا تَـرى
إِلّا الوُحــوشَ يَمينَهــا وَشـِمالَها
عينــاً مُخَدَّمَــةَ الشـَوا وَكَأَنَّهـا
بُلــقُ الســَوابِقِ كَشـَّفَت أَجلالَهـا
وَعَواطِـــفَ الأَرآمِ تُزجــى خُــذَلاً
فيــهَ سـَواكِنُ بِالرُبـا أَطفالَهـا
مِـن كُـلِّ واضـِحَةِ السـَراةِ فَريـدَةٍ
فــي رَوضــَةٍ أُنُــفٍ تَمُـجُّ ظِلالَهـا
وَجدايَــةٍ مِثــلِ السـَبيكَةِ نَـوَّمَت
فـي عـازِبٍ مَـرِحِ النَبـاتِ غَزالَها
وَسـَنانَ خَـرَّ مِـن النُعـاسِ كَأَنَّمـا
أُسـقي المُدامَـةَ لا يَـرُدُّ فِضـالَها
صـَهباءَ مِـن زَبَـدِ الكُرومِ تَبالَغَت
فــي عَقلِــهِ مُتَصــَرِّفاً جِريالَهـا
يَرعَيــنَ كُــلَّ خَميلَــةٍ وَســَرارَةٍ
وَضـَعَت بِهـا خَلـفَ الرَبيعِ سِخالَها
وَتَـرى بِهـا رُبـدَ النَعـامِ كَأَنَّها
جـوفُ الخِيـامِ هَوى الثُمامُ خِلالَها
مِــن كُــلِّ أَزعَـرَ نِقنِـقٍ وَنَعامَـةٍ
تَقـرو بِرَعلَتِهـا الصـِغارِ رِمالَها
مِثـلِ الجَهامَـةِ كُلَّمـا خَلَفَـت لَها
أَرَجُ العَشــِيَّةِ راجَعَــت إِجفالَهـا
زُعــرٌ مُخَرَّجَــةُ الزُفــوفِ وَرَبُّهـا
فـي الـرَأيِ خِفَّـةَ حِلمِهـا وَضَلالَها
وَالعــونُ تَنتَجِـعُ الفَلاةَ فَأَضـمَرَت
مِنهـا البُطـونَ وَأَعرَضـَت أَكفالَها
قُــبٌّ مُحَملَجَــةٌ طَــوى أَقرابَهــا
جَـريُ الفُحـولِ بِهـا وَهَـذَّبَ آلَهـا
يَنفـي الجِحـاشَ وَلا يُقـارِبُ عوذَها
إِلّا الشــَماعُ وَيَســتَحِثُّ حِيالَهــا
فَــإِذا أَرَنَّ بِهــا شــَنونٌ قـارِحٌ
تَرَكَـت لِشـِرَّتِها الخِفـافُ ثِقالَهـا
وَإِذا أَرادَ الــوِردَ هــاجَ بِلَفِّـهِ
عُنـفَ الأَجيـرِ عَلى القِلاصِ دَنا لَها
يَضــرِبنَ صــَفحَةَ وَجهِــهِ وَجَـبينَهُ
فـي ا لرَوعِ قَد وَسَقَت لَهُ أَحمالَها
إِلّا أَوارِنَ كُـــلِّ بَكـــرٍ عـــايِطٍ
تَهــدي لِمُسـتَنِّ الرِيـاحِ نِسـالَها
أَلقَـت عَقيقَـةً شـَتوَةٍ عَـن لَونِهـا
قَبــلَ المَصـيفِ فَخَرَّقَـت سـِربالَها
هــذا وُمُهلِكَــةٍ تُرَقِّــصُ شَمســُها
كَـالرَجعِ فـي رَهـجِ الوَديقَةِ آلَها
غَـبراءُ دَيمـومٌ يَحـارُ بِها القَطا
عُصــباً يُفَــرِّقُ بُعـدُها أَرسـالَها
جاوزتُهــا بِهِبــابِ ذاتِ بُرايَــةٍ
ضـَمَّت عُـرى عُقَـدِ النُسـوعِ مَحالَها
ســُرُحٍ إِذا رُمِيَــت بِهـا مَجهولَـةٌ
مَـرتُ المَنـازِلِ فـارَقَت أَميالَهـا
فــي كُـلِّ خاشـِعَةِ الحُـزونِ مُضـِلَّةٍ
كَـالتُرسِ تَعسـِفُ سـَهلَها وَجِيالَهـا
تَهـدي مَواعِـجَ قَد أَضَرَّ بِها الوَجى
بَعـدَ المَـراحِ وَأَعمَلَـت أَعمالَهـا
يَخبِطنَ في الخَرقِ البَعيدِ إِذا وَهَت
أَخفــافُهُنَّ مِـن السـَريحِ نِعالَهـا
فَــإِذا بَــدَت أَعلامُ أَرضٍ جــاوَزَت
أَعلامَهــا فَرَمَــت بِهـا أَهوالَهـا
حَتّـى رَجِعـتُ بِهـا وَقَـد أَكلَلتُهـا
لاقـــى إِرانَ مُطَـــرَّدٍ أَكلالَهـــا
مِثــلُ الشــِجارِ حُشاشـَةً مَنهوكَـةً
قَـد كـانَ ذلِـكَ قَيـدَها وَعِقالَهـا
إِنّـي اِمـرؤٌ أَقـري الهُمومَ صَرامَةً
وَأَقـوتُ شـَحمَ ذُرى المطِـيِّ رِحالَها
وَلَــرُبَّ حيلَــةِ حــازِمٍ ذي هُــوَّةٍ
يَســَّرتُها وَلِحـازِمٌ مـا اِحتالَهـا
وَمَقالَــةٍ فــي مَــوطِنٍ ذي مَـأقِطٍ
طَبَّقــتُ مَفصــِلَها وَمِـرتُ عِيالَهـا
وَلَــرُبَّ حُجَّــةِ خَصــمِ سـَوءِ ظـالِمٍ
حَنيــقٍ عَلَــيَّ مَنَحتُــهُ إِبطالَهـا
وَمُكــارِمٍ ســَمحٍ بَــذَلتُ كَرامَــةً
يَومــاً لَــه وَقفِيَّـةً مـا سـالَها
وًمُعالِــجِ الشـَحناءِ قَـد أَلجَمتُـهُ
نِكلاً وَأُســـرَتَهُ فَكــانَ نِكالَهــا
وَلَــرَبِّ قافِيَــةٍ تَكــادُ حَـذَوتُها
تَلقــى بِخَيـرٍ سـائِلاً مَـن قالَهـا
أَرســَلتُها مِثـلَ الشـَهابِ غَريبَـةً
لا تَســتَطيعُ رُواتُهــا إِرســالَها
وَلَئِن ســَأَلتَ بِـيَ العَشـيرَةَ مَـرَّةً
أَحبارَهـا العُلَمـاءَ أَو أَقيالَهـا
لِتُنبِئَنَّـــكَ أَنَّنـــي ذو مَـــأقِطٍ
أَنّـي إِذا اللَحِنُ الصَليبُ دَعا لَها
وَلِيُثنِيَــنَّ عَلَــيَّ مِنهُــم صــادِقٌ
خَيــراً وَمَحمَــدَةً تُعَــدُّ فَعالُهـا
وَلِتَلقِيَنّـــي لا ذَكَــرتُ نِســاءَها
ذِكـرَ اللئيـمِ وَلا شـَتَمتُ رِجالَهـا
فَلتَجـرِ بَعـدُ الحادِثـاتُ بِما جَرَت
وَلِتَجرِيَــنَّ كَحالِهــا أَولـى لَهـا
عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث الليثي.شاعر غزل مقدم، من أهل المدينة، وهو معدود من الفقهاء والمحدثين أيضاً، ولكن الشعر أغلب عليه.وهو القائل:لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتينيأسعـى إليـه فيعييني تَطلبـه ولو قعدت أتاني لا يعنيني