
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حَبَّـذا الدارُ بِالرَوحاءِ مِن دارِ
وَعَهــدُ أَعصـارِها مِـن بَعـدِ أَعصـارِ
هــاجَت عَلَـيَّ مَغانيهـا وَقَـد دَرَسـَت
مـا يَـردَعُ القَلـبَ مِـن شَوقٍ وَإِذكارِ
يـا صـاحِبَيَّ أَربِعـا إِنَّ اِنصـِرافَكُما
قَبــلَ الوقـوفِ أَراهُ غَيـرَ إَعتِـذارِ
فَعَرِّجـا سـاعَة نَبكـي الرُسـومَ بِهـا
وَاِسـتَخبِرا الـدارَ إِن جادَت بِأَخبارِ
وَكَيــــفَ تُخبِرُنـــا دارٌ مُعَطَّلَـــةٌ
قَفــرٌ وَهــابي رَمـادٍ بَيـنَ أَحجـارِ
وَعَرصــَةٌ مِــن عِــراصِ الأَرضِ موحِشـَةٌ
مـا إِن بِهـا مِـن أَنيـسٍ غَيـرُ آثارِ
تَغـدو الرِيـاحُ وَتَسـري في مَغابِنها
بِمُجلِــبٍ مِــن غَريـبِ التُـربِ مَـوّارِ
فَلا تَــزالُ مِــن الأَنــواءِ صــادِقَةٌ
بَحرِيَّــةُ الخــالِ تَعفوهـا بِأَمطـارِ
مُقيمَـةً لَـم تَـرِم عَهـدَ الجَميعِ بِها
كَأَنَّمـــا جُعِلَـــت بَـــوّاً لأَظـــآرِ
إِن تُمسـي سـُعدى وَقَـد حالَت مَوَدَّتُها
وَأَقصـــَرَت لانصـــِرافِ أَيِّ إِقصـــارِ
فَقَــد غَنينــا زَمانـاً وُدُّنـا حَسـَنٌ
عَلــى مَعــاريضَ مِـن لَـومٍ وَإِهجـارِ
وَمِــن مَقــالِ وُشـاةٍ حاسـِدينَ لَهـا
أَن يُـدرِكوا عِنـدَنا فيهـا بِإِكثـارِ
كُنّـا إِذا مـا زَرَت في الوُدِّ نُعتِبُها
وَآيَــةُ الصــُرمِ أَلّا يُعتَـبَ الـزاري
إِذ لَـذَّةُ العَيـشِ لَـم تَذهَب بِشاشَتُها
وَإِذا بِنـا عَهـدُ سـامي غَيـرُ خَتّـارِ
حَتّـى مَـتى لا مُـبينُ اليَـأسِ يَصرِمُني
وَلا تَقَضــّى مِــن اللَــذاتِ أَوطـاري
مَـن ضـَيَّعَ السـٍرَّ يَومـاً أَو أَشادَ بِهِ
فَقَـد مَنَعـتُ مِـن الواشـينَ أَسـراري
عَهـدي بِهـا قُسـِمَت نِصـفِينِ أَسـفَلُها
مِثلُ النَقا مِن كَثيبِ الرَملَةِ الهاري
وَفَــوقَ ذاكَ عَســيبٌ لِلوِشــاحِ بِــهِ
مَجـرىً لِكَشـحِ أُلـوفِ السـَترِ مِعطـارِ
فــي مَيعَـةٍ مِـن شـَبابٍ غَربُـهُ عَجَـبٌ
لَـو كـانَ يَرجِـعُ غَضـّاً بِعـدَ إِدبـارِ
هَيهـــاتَ لا وَصـــلَ إِلّا أَن تُجَــدِّدَهُ
بِـــذاتِ مَعجَمَــةٍ مِــرداةِ أَســفارِ
مَلمومَــةٍ نُحِتَـت فـي حُسـنِ خِلقَتِهـا
وَأُجفِــرَت فــي تَمــامٍ أَيُّ إِجفــارِ
وَأُرغِــدَت أَشــهُراً بِـالقُهبِ أَربَعَـةً
فـي سـِرِّ مُستَأسـِدِ القُريـانِ مِحبـارِ
تَرعـى البِقـاعَ وَفَرعَ الجِزعِ مِن مَلَلٍ
مَراتِـعَ العيـنِ مِـن نَقـوى وَمِن دارِ
فـي فـاخِر النَبـتِ مَجّاجِ الثَرى مَرِحٍ
يُخايِــلُ الشــَمسَ أَفواجــاً بِنُـوّارِ
قَرَّبتُهــا عِرمِســاً لِلرَحـلِ عُرضـَتُها
أَزواجُ لَماعَــةِ الفَــودَينِ مِقفــارِ
فَلَـم تَـزَل تَطلـبُ الحاجـاتِ مُعرِضـَةً
حَتّــى اِتَّقَتنــي بِمُــخٍّ بــارِدٍ رارِ
قَـد غـودِرَت حَرَجـاً لا قَيـدَ يُمسـِكُها
وَصــُلبُها ناحِــلٌ مُحــدودبٌ عــاري
وَقَـد بَـرى اللَحـمَ عَنها فَهِيَ قافِلَةٌ
كَمـا يَـرى مَتنَ قِدحِ النَبعَةِ الباري
تَهَجُّـــري وَرَواحـــي لا يُفارِقُهـــا
رَحــلٌ وَطــولُ اِدِّلاجـي ثُـمَّ إِبكـاري
هــذا وَطــارِقِ لَيـلٍ جـاءَ مُعتَسـِفاً
يَعشـو إِلـى مَنزِلـي لَمّـا رَأى ناري
يَســـري وَتُخفِضـــُهُ أَرضٌ وَتَرفَهُـــهُ
فـي قـارسٍ مِـن شـَفيفِ البَـردِ مَرّارِ
حَتّـى أِتـى حيـنَ ضـَمَّ اللَيـلُ جَوشَنَهُ
وَقُلــتُ هَــل هُــوَ مُنجـابٌ بِإِسـحارِ
فَاِسـتَنبَحَ الكَلـبَ مُنحـازاً فَقُلتُ لَهُ
حَــيُّ كِــرامٌ وَكَلــبٌ غَيــرُ هَــرّارِ
أَهلاً بِمُســراكَ أَقبِــل غَيـرَ مُحتَشـِمٍ
لا يُـذهِبُ النَـومُ حَقَّ الطارِقِ الساري
هــذا لِهــذا وَأَنّـا حيـنَ تَنسـُبُنا
مِـن خِنـدِفٍ لَسـَنامُ المَحتِـدِ الواري
تَغشــى الطِعـانَ بِنـا جُـردٌ مُسـَوَّمَةٌ
تُــؤذي الصــَريخَ بِتَقريـبٍ وَإِحضـارِ
قُبــلٌ عَــوابِسُ بِالفُرسـانِ نَعرِضـُها
عَلــى المَنايــا بِإِقـدامٍ وَتَكـرارِ
مِنّـا الرِسـولُ وَأَهـلُ الفَضلِ أَفضَلُهُم
مِنّـا وَصـاحِبُهُ الصـَدّيقُ فـي الغـارِ
مَـن عَـدَّ خَيـراً عَـدَدنا فَـوقَ عِـدَّتِهِ
مِـــن طَيِّــبينَ نُســَمّيهُم وَأَبــرارِ
مِنّــا الخَلائِفُ وَالمُســتَمطَرونَ نَـدىً
وَقــادَةُ النـاسِ فـي بَـدوٍ وَأَمصـارِ
وَكُـــلُّ قَــومٍ مَعــدِيِّ الأَرومِ لنــا
مِنــهُ المُقَــدَّمُ مِــن عِـزِّ وَأَخطـارِ
كَـم مِـن رَئيـسٍ صـَدَعنا عَظـمَ هامَتِهِ
وِمِــن هُمــامٍ عَلَيـهِ التـاجُ جَبّـارِ
وَمَــن عَـدُوِّ صـَبَحنا الخَيـلَ عادِيَـةً
فـي جَحفَـلٍ مِثـلِ جَـوزِ اللَيـلِ جَرّارِ
قـوداً مَسـانيفَ تَرقـى فـي أَعِنَّتِهـا
مُقــوَرَّةً نَقعُهــا يَعلــو بِإِعصــارِ
لا يَخلُـصُ الظّـبيُ مِـن هَضـّاءِ جَمعِهِـم
وَلا يَفــوتُهُم بِالتَبــلِ ذو الثــارِ
صــيدُ القُـرومِ بَنـو حَـربِ قُراسـِيَةٌ
مِــن خِنـدِفٍ لِحصـانِ الحِجـرِ مِـذكارِ
عِـزُّ القَـديمِ وَأَيّـامُ الحَـديثِ لَنـا
لَـم نَطعِـم النـاسَ مِنّـا غَيـرَ أَسآرِ
أَلقَــت عَلَــيَّ بَنـو بَكـرٍ شَراشـِرَها
وَمِــن أَديمِهِــمُ مــا قُـدَّ أَسـياري
قَــد يَشـتَكيني رِجـالٌ مـا أَصـابَهُمُ
مِنّــي أَذىً غَيـرَ أَن أَسـمَعتُهُم زاري
لا صـَبرَ لِلثَّعلَـبِ الضـَبّاحِ لَيـسَ لَـهُ
حِـرزٌ عَلـى عَـدَواتِ المُشـبِلِ الضاري
لا تَسـتَطيعُ الكُـدى الأَثمـادُ راشـِحَةً
مَـــدَّ البُحــورِ بِــأَمواجٍ وَتَيّــارِ
عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث الليثي.شاعر غزل مقدم، من أهل المدينة، وهو معدود من الفقهاء والمحدثين أيضاً، ولكن الشعر أغلب عليه.وهو القائل:لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتينيأسعـى إليـه فيعييني تَطلبـه ولو قعدت أتاني لا يعنيني