
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهاجَتــكَ دارُ الحَـيِّ وَحشـاً جَنابُهـا
أَبَــت لَــم تُكَلِّمنـا وَعيَـيَّ جَوابُهـا
نَعَــم ذَكَّرَتنــا مــا مَضـى وَبَشاشـَةً
إِذا ذَكَرَتهـا النَفـسُ طـالَ اِنتِحابُها
وَعَيشـــاً بِســُعدى لانَ ثُــمَّ تَقَلَّبَــت
بِــهِ حِقبَـةٌ غـالَ النُفـوسَ اِنقِلابُهـا
كَـأَن لَـم يَكُـن مـا بَينَنـا كانَ مَرَّةً
وَلَـم تَغـنَ فـي تِلـكَ العَراصِ قِبابُها
أَلا لَــن تَعـودَ الـدَهرَ خُلَّـةُ بَينِنـا
وَلكِــن إِيــابُ القــارِظينِ إِيابُهـا
وَعَهـدي بِهـا ذَوّابَـةُ الطَـرفِ تَنتَهـي
إِلــى رَملَــةٍ مِنهـا هَيـالٍ حِقابُهـا
وَمــا فَــوقَهُ لَـدنُ العَسـيبِ وِشـاحُهُ
يُغَنّـي الحَشـا اِثناؤُهـا وَاِضـطِرابُها
وَتَضــحَكُ عَــن حَمـشِ اللِثـاثِ كَأَنَّمـا
نَشـا المِسـكِ في ذَوبِ النَسيبِ رِضابُها
عَلــى قَرقَــفٍ شــُجَّت بِمــاءِ سـَحابَةٍ
لِشــَربٍ كِــرامٍ حيــنَ فُــتَّ قِطابُهـا
لَهــا وارِدٌ دانٍ عَلــى جيــدِ ظَبيَـةٍ
بِســـائِلَةٍ مَيثــاءَ عُفــرٍ ذِئابُهــا
دَعاهــا طَلاً خــافَت عَلَيــهِ بِجِزعِهـا
كَواســِبَ لَحــمٍ لا يُمَــنُّ اِكتِســابُها
إِذا ســَمَعَت مِنــهُ بَغامــاً تَعَطَّفَــت
وَراعَ إِلَيـــهِ لُبُّهـــا وَاِنســـِلابُها
أَلَّمَــت بِنــا طَيفــاً تَبَـدّى وَدونَـهُ
مَخــاريقُ حِســمى قورُهــا وِهِضـابُها
كَــأَنَّ خُزامــى طَلَّـةٍ ضـافَها النَـدى
وَفـــارَةَ مِســكٍ ضــُمِّنَتها ثِيابُهــا
فَكِـــدتُ لِــذِكراها أَطيــرُ صــَبابَةً
وَغــالَبتُ نَفســاً زادَ شـَوقاً غِلابُهـا
إِذا اِقتَرَبَــت سـُعدي لَجَجـتَ بِهَجرِهـا
وَإِن تَغتَـرِب يَومـاً يَرُعـكَ اِغتِرابُهـا
فَفــي أَيِّ هــذا راحَــةٌ لَـكَ عِنـدَها
ســَواءٌ لَعَمــري نَأيُهـا وَاِقتِرابُهـا
تُباعِـــدُها عِنــدَ الــدُنُوِّ وَرُبَّمــا
دَنَــت ثُـمَّ لَـم يَنفَـع وَشـُدّ حِجابُهـا
وَفي النَأيِ مِنها ما عَلِمتَ إِذا النَوى
تَجَـــرَّدَ ناويهــا وَشــُدَّت رِكابُهــا
كَفـــى حَزَنـــاً أَلّا تَــزالَ مَريــرَةٌ
شــَطونٌ بِهــا تَهـوى يَصـيحُ غُرابُهـا
يَقــولُ لِـيَ الواشـونَ سـُعدى بِخَيلَـةٌ
عَلَيـــكَ مُعَـــنٍّ وُدُّهـــا وَطِلابُهـــا
فَــدَعها وَلا تَكلَــف بِهـا إِذ تَغَيَّـرَت
فَلَــم يَبــقَ إِلّا هَجرُهـا وَاِجتِنابُهـا
فَقُلــتُ لَهُــم ســُعدي عَلَــيَّ كَريمَـةٌ
وَكَـالموتِ بَلـهَ الصـُرمِ عِندي عِتابُها
فَكَيـــفَ بِمـــا حــاوَلتُمُ إِنَّ خُطَّــةً
عَرَضـتُم بِهـا لَـم يَبـقَ نُصـحاً خِلابُها
وَسـُعدى أَحَـبُّ النـاسِ شَخصـاً لَو أَنَّها
إِذا أَصــقَبَت زيـرَت وَأَجـدى صـِقابُها
وَلكِـن أَتـى مِـن دونِـه كَلَـمُ العِـدى
وَرَجــمُ الظُنــونِ جَورُهــا وَمُصـابُها
فَأَمسـَت وَقَـد جُـذَّت قُـوى الحَبلِ بَغتَةً
وَهَـــرَّت وَكـــانَت لا تَهِــرُّ كِلابُهــا
وَعــادَ الهَــوى مِنهـا كَظِـلِّ سـَحابَةٍ
أَلاحَــت بِبَــرقٍ ثُــمَّ مَــرَّ ســَحابُها
فَلا يَبعِــدَن وَصــلٌ لَهــا ذَهَبَـت بِـهِ
لَيـــالٍ وَأَيّــامٌ عَنانــا ذَهابُهــا
وَلا لَــذَّةُ العَيــشِ الَّـذي لَـن يَـرُدَّهُ
عَلـى النَفـسِ يَوماً حُزنُها وَاِكتِئابُها
وَلا عَبَــراتٌ يَــترَعُ العَيــنَ فيضـُها
كَمـا فـاضَ مِـن شـَكَّ الصـَناعِ طِبابُها
إِذا اغرَقَـــت إِنســـانَها وَســَوادَهُ
تَـداعى بِمِلـءِ النـاظِرَينِ اِنسـِكابُها
وَمِــن حُــبِّ ســُعدى لا أَقـولُ قَصـيدَةً
أُرَشــــِّحُها إِلّا لِســـُعدى شـــِبابُها
لَهـــا مَهَــلٌ مِــن وَدِّنــا وَمَحَلَّــةٌ
مِـن القَلـبِ لَـم تُحلَل عَلَيها شِعابُها
فَـإِن تَـكُ قَـد شـَطَّت بِها غُربَةُ النَوى
وَشــَرَّفَ مُــزداراً عَلَيــكَ اِنتِيابُهـا
فَقَـد كُنـتَ تَلقاهـا وَفي النَفسِ حاجَةٌ
عَلــى غَيــرِ عَيـن خاليـاً فَتَهابُهـا
وَتُشـــفِقُ مِــن إِحشــامِها بِمَقالَــةٍ
إِذا حَضــَرَت ذا البَــثِّ غلِّـقَ بابُهـا
فَلا وابيهــا مــا دَعانــا تُهالِــكٌ
إِلــى صـُرمِها إِن عَـنَّ عَنّـا ثَوابُهـا
وَمـا زالَ يَثنينـي عَلـى حُـبِّ غَيرِهـا
وَاِكرامِـــهِ إِكرامُهـــا وَحِبابُهـــا
وَقَـولي عَسـى أَن تَجزِني الوُدَّ أَو تَرى
فَتُعتِــبَ يَومـاً كَيـفَ دَأبـي وَدَأَبُهـا
وَكَــم كَلَّفَتنـا مِـن سـُرى جَـدِّ لَيلَـةٍ
حَـبيبٌ إِلـى الساري المُجِدِّ اِنجِيابُها
كَــأَنَّ عَلــى الأَشــرافِ ضـَربَ جَليـدَةٍ
نَـــدايِفَ بُـــرسٍ جُلِّلَتــهُ حِــدابُها
وَمِــن فَــورِ يَــومٍ نــاجِمٍ مُتَضــَرِّمٍ
بِــأَجوازِ مَومــاةٍ تَعــاوى ذِئابُهـا
يَظَّـلُّ المَهـا مِنهـا إِلـى كُـلِّ مَكنِـسٍ
دُموجـاً إِذا مـا الشـَمسُ سالَ لُعابُها
وَوالي الصَريرَ الجُندُبُ الجَونُ وَارتَقَت
حَرابِـيُّ فـي العيـدانِ حانَ اِنتِصابُها
تَكـادُ إِذا فـارَت عَلـى الرَكبِ تَلتَظي
وَديقَتُهـا يَشـوي الوُجـوهَ اِلتِهابُهـا
قَطَعـــتُ بِمُجــذام الــرَواحِ شــِمِلَّةٍ
إِذا بـاخَ لَـوثُ العيـسِ نـاجٍ هِبابُها
ســَفينَةِ بَــرٍّ حيـنَ يُسـتَوقَدُ الحَصـى
وَيَـزدالُ فـي البيـدِ الشُخوصَ سَرابُها
وَإِنّـي لَمِـن جُرثومَـةٍ تَلتَقـي الحَصـى
عَلَيهــا وَمِـن أَنسـابِ بَكـرٍ لُبابُهـا
وَمِـــن مالِــكٍ آلِ القَلَمَّــسِ فيهِــمُ
لَنــا ســِرُّ أَعــراقٍ كَريـمٍ نِصـابُها
وَعَبـــدُ مَنــاةَ الأَكثَــرونَ لِعِزِّهِــم
بَـــوادِرُ يُخشـــى حَــدُّها وَذُبــابُه
عَرانيــنُ تَنميهــا كِنانُــةُ قُصــرَةً
نِصــابُ قُرَيــشٍ فــي الأَرومِ نِصـابُها
وَفَــرعُ قُرَيــشٍ فَرعُنــا وَاِنتِسـابُنا
إِلــى والِـدٍ مَحـضٍ إِلَيـهِ اِنتِسـابُها
قَرابَتُنــا مِــن بَيــنَ كُــلِّ قَرابَـةٍ
وَلَيسـَت بِـدَعوى جَـلَّ عَنهـا اِجتِلابُهـا
وَمَكَّـةُ مـن يُنكِـرِ مِـن النـاسِ يَلقَنا
بِمَعرِفَــــةٍ بَطحاؤُهـــا وَخِشـــابُها
فَنَحــنُ خِيــارُ النــاسِ كُـلُّ قَبيلَـةٍ
تَــذِلُّ بِمــا نَقضـى عَلَيهـا رقابُهـا
وَرِثنــا رَســولَ اللَــهِ بَعـدَ نُبُـوَّةٍ
خِلافَــةَ مُلــكٍ لا يُــرامُ اِغتِصــابُها
وَعَــدلاً وَحُكمــاً تَنتَهـي عِنـدَ فَضـلِهِ
وَنُخمِــدُ نـارَ الحَـربِ يَصـرِفُ نابُهـا
وَمــا جَبَــلٌ إِلّا لَنــا فَــوقَ فرعِـهِ
فُـــروعُ جِبـــالٍ مُشــمَخِرٌّ صــِعابُها
وَهَــــل أَحَــــدٌ إِلّا وَطِئنـــا بِلادَهُ
بِمَلمومَـــةِ الأَركــانِ ذاكٍ شــِهابُها
كَتــايِبُ قَـد كـادَت كَراديـسُ خَيلِهـا
يَسـُدُّ اِسـتِجاراً مَطلَـعَ الشـَمسِ غابُها
لَـو أَنَّ جُمـوعَ الجِـنِّ وَالإِنـسِ أَجلَبَـت
لَنــا صــَدَّها عَمّــا تُريـدُ ضـِرابُها
لَنـــا نَســـبٌ مَحــضٌ وَأَحلامُ ســادَةٍ
بُحـورٌ لَـدى المَعـروفِ طـامٍ عُبابُهـا
وَأَلوِيَــةٌ يَمشــونَ لِلمَــوتِ تَحتَهــا
إِذا خَفَقَــت مَشــيَ الأُســودِ عُقابُهـا
هُــمُ يَحلِبــونَ الحَــربَ أَخلافَ دَرِّهـا
وَيَمرونَهـــا حَتّــى يَغيــضَ حِلابُهــا
وَهُـم خَيـرُ مـن هَـزَّ المَطِـيِّ وَأَقصـَرَت
جِمــارُ مِنــى يَومـاً وَلَفَّـت حِصـابُها
وَأَكـرَمُ مـن يَمشـي عَلـى الأَرضِ صـُفِّيَت
لَهَــم طَيبَــةٌ طـابَت وَطـابَ تُرابُهـا
مُلــوكٌ يَـدينونَ المُلـوكَ إِذا أَبَـوا
فَلَـم يَـأذَنوا لَـم يُرجَ كرهاً خِطابُها
وَمـا فـي يَـدٍ نِلنـا بِهـا ذا حَمِيَّـةٍ
وَإِن ذاقَ طَعــمَ الـذُّلِّ إِلا اِحتِسـابُها
إِذا مـا رَضـوا كـانَ الرضاءُ رِضاءَهَم
وَإِن غَضــِبوا أَوهـى الأَديـمَ غِضـابُها
وَلَـولا هُـمُ لَـم يَهتَـدِ النـاسُ دينَهُم
وَضـَلّوا ضـَلالَ النيـبِ تَعـوي سـِقابُها
وَلَــم يَهلِكــوا إِلّا عَلــى جاهِلِيَّــةٍ
عَصــاها عَلَيهِــم تُرتَــبٌ وَعَــذابُها
وَلكِــن بِهــا بَعــدَ الإِلـهِ تَبَيَّنـوا
شــَرايِعَ حَــقٍّ كــانَ نـوراً صـَوابُها
وَمــا أَخَــذَت فـي أَوَّلِ الأَمـرِ عُصـبَةٌ
لَنـا صـَفِرَت مِـن نُصـحِ جَيـبٍ عِيابُهـا
وَنَحــنُ وُجــوهُ المُســلِمينَ وَخَيرُهُـم
نِجـاراً كَمـا خَيـرُ الجِيـادِ عِرابُهـا
عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث الليثي.شاعر غزل مقدم، من أهل المدينة، وهو معدود من الفقهاء والمحدثين أيضاً، ولكن الشعر أغلب عليه.وهو القائل:لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتينيأسعـى إليـه فيعييني تَطلبـه ولو قعدت أتاني لا يعنيني