
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجـابَ دَمعـي وَمـا الـداعي سِوى طَلَلِ
دَعــا فَلَبّــاهُ قَبـلَ الرَكـبِ وَالإِبِـلِ
ظَلِلـــتُ بَيــنَ أُصــَيحابي أُكَفكِفُــهُ
وَظَــلَّ يَســفَحُ بَيـنَ العُـذرِ وَالعَـذَلِ
أَشـكو النَـوى وَلَهُـم مِـن عَبرَتي عَجَبٌ
كَـذاكَ كُنـتُ وَمـا أَشـكو سـِوى الكَلَلِ
وَمــا صــَبابَةُ مُشــتاقٍ عَلــى أَمَـلٍ
مِـــنَ اللِقــاءِ كَمُشــتاقٍ بِلا أَمَــلِ
مَـتى تَـزُر قَـومَ مَـن تَهـوى زِيارَتَها
لا يُتحِفــوكَ بِغَيــرِ الــبيضِ وَالأَسـَلِ
وَالهَجــرُ أَقتَــلُ لـي مِمّـا أُراقِبُـهُ
أَنـا الغَريـقُ فَمـا خَـوفي مِنَ البَلَلِ
مــا بـالُ كُـلِّ فُـؤادٍ فـي عَشـيرَتِها
بِـهِ الَّـذي بـي وَمـا بـي غَيرُ مُنتَقِلِ
مُطاعَـةُ اللَحـظِ فـي الأَلحـاظِ مالِكَـةٌ
لِمُقلَتَيهـا عَظيـمُ المُلـكِ فـي المُقَلِ
تَشـــَبَّهُ الخَفِــراتُ الآنِســاتُ بِهــا
فـي مَشـيِها فَيَنَلـنَ الحُسـنَ بِالحِيَـلِ
قَــد ذُقــتُ شــِدَّةَ أَيّــامي وَلَـذَّتَها
فَمــا حَصــَلتُ عَلــى صــابٍ وَلا عَسـَلِ
وَقَـد أَرانـي الشَبابُ الروحَ في بَدَني
وَقَـد أَرانـي المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
وَقَــد طَرَقــتُ فَتـاةَ الحَـيِّ مُرتَـدِياً
بِصـــاحِبٍ غَيـــرِ عِزهــاةٍ وَلا غَــزِلٍ
فَبـــاتَ بَيـــنَ تَراقينــا نُــدَفِّعُهُ
وَلَيــسَ يَعلَــمُ بِالشـَكوى وَلا القُبَـلِ
ثُــمَّ اِغتَـدى وَبِـهِ مِـن رَدعِهـا أَثَـرٌ
عَلــى ذُؤابَتِــهِ وَالجَفــنِ وَالخِلَــلِ
لا أَكســِبُ الــذِكرَ إِلّا مِــن مَضـارِبِهِ
أَو مِــن سـِنانٍ أَصـَمِّ الكَعـبِ مُعتَـدِلِ
جــادَ الأَميـرُ بِـهِ لـي فـي مَـواهِبِهِ
فَزانَهـا وَكَسـاني الـدِرعَ فـي الحُلَلِ
وَمِـن عَلِـيِّ بـنِ عَبـدِ اللَـهِ مَعرِفَـتي
بِحَملِــهِ مَـن كَعَبـدِ اللَـهِ أَو كَعَلـي
مُعطـي الكَـواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
بيــضِ القَواضــِبِ وَالعَسـّالَةِ الـذَبُلِ
ضـاقَ الزَمـانُ وَوَجـهُ الأَرضِ عَـن مَلِـكٍ
مِلـءِ الزَمـانِ وَمِلـءِ السـَهلِ وَالجَبَلِ
فَنَحــنُ فـي جَـذَلٍ وَالـرومُ فـي وَجَـلٍ
وَالبَـرُّ فـي شـُغُلٍ وَالبَحـرُ فـي خَجَـلِ
مِـن تَغلِـبَ الغـالِبينَ النـاسَ مَنصِبُهُ
وَمِــن عَـدِيٍّ أَعـادي الجُبـنِ وَالبَخَـلِ
وَالمَـدحُ لِاِبـنِ أَبـي الهَيجـاءِ تُنجِدُهُ
بِالجاهِلِيَّــةِ عَيــنُ العِــيِّ وَالخَطَـلِ
لَيــتَ المَــدائِحَ تَســتَوفي مَنـاقِبَهُ
فَمــا كُلَيــبٌ وَأَهــلُ الأَعصــُرِ الأُوَلِ
خُـذ مـا تَـراهُ وَدَع شـَيئاً سـَمِعتَ بِهِ
فـي طَلعَـةِ الشـَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
وَقَــد وَجَـدتَ مَجـالَ القَـولِ ذا سـَعَةٍ
فَــإِن وَجَــدتَ لِســاناً قــائِلاً فَقُـلِ
إِنَّ الهُمـامَ الَّـذي فَخـرُ الأَنـامِ بِـهِ
خَيــرُ السـُيوفِ بِكَفَّـي خَيـرَةِ الـدُوَلِ
تُمســي الأَمــانِيُّ صـَرعى دونَ مَبلَغِـهِ
فَمــا يَقــولُ لِشـَيءٍ لَيـتَ ذَلِـكَ لـي
أُنظُـر إِذا اِجتَمَـعَ السـَيفانِ في رَهَجٍ
إِلـى اِختِلافِهِمـا فـي الخَلـقِ وَالعَمَلِ
هَـذا المُعَـدُّ لِرَيـبِ الـدَهرِ مُنصـَلِتاً
أَعَــدَّ هَــذا لِـرَأسِ الفـارِسِ البَطَـلِ
فَــالعُربُ مِنـهُ مَـعَ الكُـدرِيِّ طـائِرَةٌ
وَالــرومُ طــائِرَةٌ مِنـهُ مَـعَ الحَجَـلِ
وَمـا الفِـرارُ إِلـى الأَجبـالِ مِن أَسَدٍ
تَمشـي النَعـامُ بِـهِ فـي مَعقِلِ الوَعَلِ
جـازَ الـدُروبَ إِلـى مـا خَلـفَ خَرشَنَةٍ
وَزالَ عَنهــا وَذاكَ الـرَوعُ لَـم يَـزُلِ
فَكُلَّمـــا حَلَمَـــت عَــذراءُ عِنــدَهُمُ
فَإِنَّمــا حَلَمَــت بِالســَبيِ وَالجَمَــلِ
إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
مِنهــا رِضـاكَ وَمَـن لِلعـورِ بِـالحَوَلِ
نـادَيتُ مَجـدَكَ فـي شـِعري وَقَـد صَدَرا
يــا غَيـرَ مُنتَحِـلٍ فـي غَيـرِ مُنتَحِـلِ
بِالشــَرقِ وَالغَــربِ أَقــوامٌ نُحِبُّهُـمُ
فَطالِعــاهُم وَكونــا أَبلَــغَ الرُسـُلِ
وَعَرِّفـــاهُم بِـــأَنّي فــي مَكــارِمِهِ
أُقَلِّـبُ الطَـرفَ بَيـنَ الخَيـلِ وَالخَـوَلِ
يـا أَيُّهـا المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
وَالشـُكرُ مِـن قِبَـلِ الإِحسـانِ لا قِبَلـي
مــا كــانَ نَـومِيَ إِلّا فَـوقَ مَعرِفَـتي
بِــأَنَّ رَأيَــكَ لا يُــؤتى مِـنَ الزَلَـلِ
أَقِـل أَنِـل أَقطِـعِ اِحمِـل عَـلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَــشَّ بَــشَّ تَفَضــَّل أَدنِ ســُرَّ صـِلِ
لَعَـــلَّ عَتبَـــكَ مَحمـــودٌ عَــواقِبُهُ
فَرُبَّمـــا صــَحَّتِ الأَجســامُ بِالعِلَــلِ
وَمـــا ســَمِعتُ وَلا غَيــري بِمُقتَــدِرٍ
أَذَبَّ مِنــكَ لِــزورِ القَـولِ عَـن رَجُـلِ
لِأَنَّ حِلمَـــــكَ حِلــــمٌ لا تَكَلَّفُــــهُ
لَيـسَ التَكَحُّـلُ فـي العَينَيـنِ كَالكَحَلِ
وَمــا ثَنــاكَ كَلامُ النـاسِ عَـن كَـرَمٍ
وَمَــن يَســُدُّ طَريـقَ العـارِضِ الهَطِـلِ
أَنـــتَ الجَــوادُ بِلا مَــنٍّ وَلا كَــدَرٍ
وَلا مِطــــالٍ وَلا وَعــــدٍ وَلا مَـــذَلِ
أَنـتَ الشـُجاعُ إِذا مـا لَـم يَطَأ فَرَسٌ
غَيــرَ الســَنَوَّرِ وَالأَشــلاءِ وَالقُلَــلِ
وَرَدَّ بَعــضُ القَنــا بَعضــاً مُقارَعَـةً
كَــأَنَّهُ مِـن نُفـوسِ القَـومِ فـي جَـدَلِ
لا زِلـتَ تَضـرِبُ مَـن عـاداكَ عَـن عُـرُضٍ
بِعاجِــلِ النَصـرِ فـي مُسـتَأخِرِ الأَجَـلِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.