
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مالَنــا كُلُّنــا جَـوٍ يـا رَسـولُ
أَنــا أَهــوى وَقَلبُـكَ المَتبـولُ
كُلَّمــا عـادَ مَـن بَعَثـتُ إِلَيهـا
غــارَ مِنّـي وَخـانَ فيمـا يَقـولُ
أَفسـَدَت بَينَنـا الأَمانـاتِ عَينـا
هــا وَخــانَت قُلـوبَهُنَّ العُقـولُ
تَشـتَكي ما اِشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو
قِ إِلَيهـا وَالشـَوقُ حَيـثُ النُحولُ
وَإِذا خــامَرَ الهَــوى قَلـبَ صـَبٍّ
فَعَلَيـــهِ لِكُـــلِّ عَيــنٍ دَليــلُ
زَوِّدينـا مِـن حُسـنِ وَجهَـكِ ما دا
مَ فَحُســنُ الوُجــوهِ حـالٌ تَحـولُ
وَصـِلينا نَصـِلكِ فـي هَـذِهِ الـدُن
يـا فَـإِنَّ المُقـامَ فيهـا قَليـلُ
مَـن رَآهـا بِعَينِهـا شـاقَهُ القُط
طـانُ فيهـا كَمـا تَشـوقُ الحُمولُ
إِن تَرينــي أَدِمــتُ بَعـدَ بَيـاضٍ
فَحَميــدٌ مِــنَ القَنـاةِ الـذُبولُ
صـــَحِبَتني عَلــى الفَلاةِ فَتــاةٌ
عـادَةُ اللَـونِ عِنـدَها التَبـديلُ
ســَتَرَتكِ الحِجــالُ عَنهـا وَلَكِـن
بِــكِ مِنهـا مِـنَ اللَمـى تَقبيـلُ
مِثلُهــا أَنــتِ لَـوَّحَتني وَأَسـقَم
تِ وَزادَت أَبهاكُمـــا العُطبــولُ
نَحــنُ أَدرى وَقَـد سـَأَلنا بِنَجـدٍ
أَقَصـــيرٌ طَريقُنـــا أَم يَطــولُ
وَكَــثيرٌ مِــنَ السـُؤالِ اِشـتِياقٌ
وَكَــــثيرٌ مِـــن رَدِّهِ تَعليـــلُ
لا أَقَمنــا عَلـى مَكـانٍ وَإِن طـا
بَ وَلا يُمكِــنُ المَكــانَ الرَحيـلُ
كُلَّمـا رَحَّبَـت بِنـا الـرَوضُ قُلنا
حَلَــبٌ قَصــدُنا وَأَنــتِ السـَبيلُ
فيـكِ مَرعـى جِيادِنـا وَالمَطايـا
وَإِلَيهـــا وَجيفُنــا وَالــذَميلُ
وَالمُســـَمَّونَ بِـــالأَميرِ كَــثيرٌ
وَالأَميــرُ الَّـذي بِهـا المَـأمولُ
الَّـذي زُلـتَ عَنـهُ شـَرقاً وَغَربـاً
وَنَــداهُ مُقــابِلي مــا يَــزولُ
وَمَعــي أَينَمــا ســَلَكتُ كَــأَنّي
كُــلُّ وَجــهٍ لَــهُ بِـوَجهي كَفيـلُ
وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعاً
فَفِـــداهُ العَــذولُ وَالمَعــذولُ
وَمَــوالٍ تُحيِيهِــمِ مِــن يَــدَيهِ
نِعَـــمٌ غَيرُهُــم بِهــا مَقتــولُ
فَـــرَسٌ ســـابِقٌ وَرُمــحٌ طَويــلٌ
وَدِلاصٌ زُغــــفٌ وَســـَيفٌ صـــَقيلُ
كُلَّمـــا صـــَبَّحَت دِيــارَ عَــدُوٍّ
قـالَ تِلـكَ الغُيـوثُ هَذي السُيولُ
دَهِمَتــهُ تَطــايِرُ الـزَرَدَ المُـح
كَــمَ عَنـهُ كَمـا يَطيـرُ النَسـيلُ
تَقنِـصُ الخَيـلَ خَيلَـهُ قَنَـصَ الوَح
شِ وَيَستَأســِرُ الخَميــسَ الرَعيـلُ
وَإِذا الحَـربُ أَعرَضـَت زَعَـمَ الهَو
لُ لِعَينَيــــهِ أَنَّـــهُ تَهويـــلُ
وَإِذا صـــَحَّ فَالزَمـــانُ صــَحيحٌ
وَإِذا اِعتَــلَّ فَالزَمــانُ عَليــلُ
وَإِذا غــابَ وَجهُــهُ عَــن مَكـانٍ
فَبِــهِ مِــن ثَنــاهُ وَجـهٌ جَميـلُ
لَيـــسَ إِلّاكَ يــا عَلِــيُّ هُمــامٌ
ســـَيفُهُ دونَ عِرضـــِهِ مَســـلولُ
كَيــفَ لا يَــأمَنُ العِـراقُ وَمِصـرٌ
وَســـَراياكَ دونَهــا وَالخُيــولُ
لَـو تَحَرَّفـتَ عَـن طَريـقِ الأَعـادي
رَبَــطَ السـِدرُ خَيلَهُـم وَالنَخيـلُ
وَدَرى مَــن أَعَــزَّهُ الـدَفعُ عَنـهُ
فيهِمــا أَنَّـهُ الحَقيـرُ الـذَليلُ
أَنـتَ طـولَ الحَيـاةِ لِلـرومِ غازٍ
فَمَـتى الوَعـدُ أَن يَكـونَ القُفولُ
وَســِوى الـرومِ خَلـفَ ظَهـرِكَ رومٌ
فَعَلـــى أَيِّ جانِبَيـــكَ تَميـــلُ
قَعَـدَ النـاسُ كُلُّهُـم عَـن مَسـاعي
كَ وَقـامَت بِهـا القَنـا وَالنُصولُ
مـا الَّـذي عِنـدَهُ تُدارُ المَنايا
كَالَّــذي عِنــدَهُ تُـدارُ الشـَمولُ
لَسـتُ أَرضـى بِـأَن تَكـونَ جَـواداً
وَزَمـــاني بِـــأَن أَراكَ بَخيــلُ
نَغَّـصَ البُعـدُ عَنـكَ قُربَ العَطايا
مَرتَعــي مُخصــِبٌ وَجِســمي هَزيـلُ
إِن تَبَــوَّأتُ غَيــرَ دُنيـايَ داراً
وَأَتــاني نَيــلٌ فَـأَنتَ المُنيـلُ
مِـن عَبيدي إِن عِشتَ لي أَلفُ كافو
رٍ وَلــي مِـن نَـداكَ ريـفٌ وَنيـلُ
مـا أُبـالي إِذا اِتَّقَتكَ الرَزايا
مَــن دَهَتــهُ حُبولُهـا وَالخُبـولُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.