
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنَ اَحَـسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى
مَـنَ اَحَسـُّهُم لـي بَينَ أَطباقِ الثَرى
مَـنَ اَحَـسَّ لـي مَـن كُنـتُ آلَفُهُ وَيَأ
لَفُنـي فَقَـد أَنكَـرتُ بُعـدَ المُلتَقى
مَــنَ اَحَســَّهُ لـي إِذ يُعالِـجُ غُصـَّةً
مُتَشـــاغِلاً بِعِلاجِهــا عَمَّــن دَعــا
مَـنَ اَحَسـَّهُ لـي فَـوقَ ظَهـرِ سـَريرِهِ
يَمشـي بِـهِ نَفَـرٌ إِلـى بَيـتِ البِلى
يـا أَيُّهـا الحَـيُّ الَّـذي هُـوَ مَيِّـتٌ
أَفنَيــتُ عُمـرَكَ بِالتَعَلُّـلِ وَالمُنـى
أَمّــا المَشـيبُ فَقَـد كَسـاكَ رِداؤُهُ
وَاِبتَـزَّ عَـن كَفَّيـكَ أَثـوابَ الصـِبا
وَلَقَـد مَضـى القَـرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم
لِســَبيلِهِم وَلَتَلحَقَــنَّ بِمَــن مَضـى
وَلَقَــلَّ مــا تَبقـى فَكُـن مُتَوَقَّعـاً
وَلَقَـلَّ مـا يَصـِفو سـُرورُكَ إِن صـَفا
وَهِــيَ الســَبيلُ فَخُـذ لِـذَلِكَ عُـدَّةً
فَكَـأَنَّ يَومَـكَ عَـن قَريـبٍ قَـد أَتـى
إِنَّ الغِنــى لَهُـوَ القُنـوعُ بِعَينِـهِ
مـا أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى
لا يَشــغَلَنَّكَ لَـو وَلَيـتَ عَـنِ الَّـذي
أَصــبَحتَ فيــهِ وَلا لَعَــلَّ وَلا عَسـى
خــالِف هَــواكَ إِذا دَعـاكَ لِرَيبَـةٍ
فَلَــرُبَّ خَيـرٍ فـي مُخالَفَـةِ الهَـوى
عَلَـــمُ المَحَجَّــةِ بَيِّــنٌ لِمُريــدِهِ
وَأَرى القُلـوبَ عَـنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَــد عَجِبــتُ لِهالِــكٍ وَنجــاتُهُ
مَوجــودَةٌ وَلَقَـد عَجِبـتُ لِمَـن نَجـا
وَعَجِبـتُ إِذ نَسـي الحِمـامَ وَلَيسَ مِن
دونِ الحِمــامِ وَإِن تَــأَخَّرَ مُنتَهـى
ســاعاتُ لَيلِـكَ وَالنَهـارِ كِلَيهِمـا
رُســُلٌ إِلَيـكَ وَهُـنَّ يُسـرِعنَ الخُطـا
وَلَئِن نَجَـوتَ فَإِنَّمـا هِـيَ رَحمَـةُ ال
مَلِـكِ الرَحيـمِ وَإِن هَلَكـتَ فَبِالجَزا
يـا سـاكِنَ الـدُنيا أَمِنـتَ زَوالَها
وَلَقَـد تَـرى الأَيّـامَ دائِرَةَ الرَحـى
وَلَكُــم أَبـادَ الـدَهرُ مِـن مُتَحَصـِّنٍ
فـي رَأسِ أَرعَـنَ شـاهِقٍ صـَعبِ الذُرى
أَيـنَ الأُلـى بَنـوا الحُصونَ وَجَنَّدوا
فيهـا الجُنـودَ تَعَـزُّزاً أَيـنَ الأُلى
أَيــنَ الحُمــاةُ الصـابِرونَ حَمِيَّـةً
يَـومَ الهِيـاجِ لِحَـرِّ مُجتَلَـبِ القَنا
وَذَوُو المَنـابِرِ وَالعَسـاكِرِ وَالدَسا
كِـرِ وَالمَحاصـِرِ وَالمَـدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَـواكِبِ وَالمَراكِـبِ وَالكَتا
أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفنــاهُمُ مَلِـكُ المُلـوكِ فَأَصـبَحوا
مــا مِنهُــمُ أَحَــدٌ يُحَـسُّ وَلا يُـرى
وَهُـوَ الخَفِـيُّ الظـاهِرُ المَلِكُ الَّذي
هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى
وَهُــوَ المُقَــدِّرُ وَالمُــدَبِّرُ خَلقَـهُ
وَهُـوَ الَّـذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى
وَهُـوَ الَّـذي يَقضـي بِمـا هُـوَ أَهلُهُ
فينــا وَلا يُقضـى عَلَيـهِ إِذا قَضـى
وَهُــوَ الَّـذي بَعَـثَ النَبِـيَّ مُحَمَّـداً
صـَلّى الإِلَـهُ عَلـى النَبِـيِّ المُصطَفى
وَهُــوَ الَّـذي أَنجـى وَأَنقَـذَنا بِـهِ
بَعـدَ الصـَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى
حَتّــى مَـتى لا تَرعَـوي يـا صـاحِبي
حَتّـى مَـتى حَتّـى مَـتى وَإِلـى مَـتى
وَاللَيـلُ يَـذهَبُ وَالنَهـارُ وَفيهِمـا
عِبَــرٌ تَمُــرُّ وَفِكـرَةٌ لِأُلـي النُهـى
حَتّــى مَــتى تَبغـي عِمـارَةَ مَنـزِلٍ
لا تَــأمَنُ الرَوعـاتِ فيـهِ وَلا الأَذى
يـا مَعشـَرَ الأَمـواتِ يـا ضيفانَ تُر
بِ الأَرضِ كَيـفَ وَجَـدتُمُ طَعـمَ الثَـرى
أَهـلَ القُبـورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهـلَ القُبـورِ تَغَيَّـرَت تِلـكَ الحُلى
أَهـلَ القُبـورِ كَفـى بِنَـأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الـدِيارَ بِكُـم لَشـاحِطَةُ النَـوى
أَهــلَ القُبــورِ لا تَواصـُلَ بَينَكُـم
مَـن مـاتَ أَصـبَحَ حَبلُـهُ رَثَّ القِـوى
كَـم مِـن أَخٍ لـي قَـد وَقَفـتُ بِقَبرِهِ
فَـــدَعَوتُهُ لِلَّــهِ دَرُّكَ مِــن فَــتى
أَأُخَـيَّ لَـم يَقِـكَ المَنِيَّـةَ إِذ أَتَـت
مـا كـانَ أَطعَمَـكَ الطَبيبُ وَما سَقى
أَأُخَـيَّ لَـم تُغـنِ التَمـائِمُ عَنكَ ما
قَـد كُنـتُ أَحـذَرُهُ عَلَيـكَ وَلا الرُقى
أَأُخَـيَّ كَيـفَ وَجَـدتَ مَـسَّ خُشـونَةِ ال
مَـأوى وَكَيـفَ وَجَـدتَ ضـيقَ المُتَّكـا
قَـد كُنـتُ أَفـرَقُ مِـن فِراقِكَ سالِماً
فَأَجَــلُّ مِنـهُ فِـراقُ دائِرَةِ الـرَدى
فَـاليَومَ حَـقَّ لـي التَوَهُّـعُ إِذ جَرى
قَـدَرُ الإِلَـهِ عَلَـيَّ فيـكَ بِمـا جَـرى
تَبكيــكَ عَينــي ثُـمَّ قَلـبي حَسـرَةً
وَتَقَطُّعــاً مِنــهُ عَلَيــكَ إِذا بَكـى
وَإِذا ذَكَرتُــكَ يــا أُخَــيَّ تَقَطَّعَـت
كَبِـدي فَـأُقلِقتُ الجَوانِـحُ وَالحَشـا
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.