
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَذَلَّ الحِـرصُ وَالطَمَـعُ الرِقابـا
وَقَد يَعفو الكَريمُ إِذا اِستَرابا
إِذا اِتَّضــَحَ الصـَوابُ فَلا تَـدَعهُ
فَإِنَّــكَ كُلَّمــا ذُقـتَ الصـَوابا
وَجَـدتَ لَـهُ عَلـى اللَهَواتِ بَرداً
كَبَـردِ المـاءِ حيـنَ صَفا وَطابا
وَلَيــسَ بِحــاكِمٍ مَـن لا يُبـالي
أَأَخطَـأَ فـي الحُكومَةِ أَم أَصابا
وَإِنَّ لِكُـــلِّ تَلخيـــصٍ لَوَجهــاً
وَإِنَّ لِكُـــلِّ مَســـأَلَةٍ جَوابــا
وَإِنَّ لِكُـــلِّ حادِثَـــةٍ لَوَقتــاً
وَإِنَّ لِكُـــلِّ ذي عَمَــلٍ حِســابا
وَإِنَّ لِكُــــلِّ مُطَّلَـــعٍ لَحَـــدّاً
وَإِنَّ لِكُـــلِّ ذي عَمَــلٍ حِســابا
وَكُــلُّ ســَلامَةٍ تَعِــدُ المَنايـا
وَكُــلُّ عِمــارَةٍ تَعِـدُ الخَرابـا
وَكُــلُّ مُمَلَّــكٍ سَيَصــيرُ يَومــاً
وَمـا مَلَكَـت يَـداهُ مَعـاً تَبابا
أَبَــت طَرَفـاتُ كُـلِّ قَريـرِ عَيـنٍ
بِهــا إِلّا اِضــطِراباً وَاِنقِلابـا
كَــأَنَّ مَحاســِنَ الـدُنيا سـَرابٌ
وَأَيُّ يَــدٍ تَنــاوَلتِ الســَرابا
وَإِن تَــكُ مُنيَــةٌ عَجِلَـت بِشـَيءٍ
تُســَرُّ بِــهِ فَـإِنَّ لَهـا ذَهابـا
فَيـا عَجَبـاً تَمـوتُ وَأَنـتَ تَبني
وَتَتَّخِــذُ المَصــانِعَ وَالقِبابـا
أَراكَ وَكُلَّمــا أَغلَقــتَ بابــاً
مِـنَ الـدُنيا فَتَحـتَ عَلَيكَ بابا
أَلَــم تَـرَ أَنَّ كُـلَّ صـَباحِ يَـومٍ
يَزيــدُكَ مِـن مَنِيَّتِـكَ اِقتِرابـا
وَحَـــقَّ لِمــوقِنٍ بِــالمَوتِ أَلّا
يُســَوِّغَهُ الطَعـامَ وَلا الشـَرابا
يُــدَبِّرُ مــا نَـرى مَلِـكٌ عَزيـزٌ
بِــهِ شــَهِدَت هَــوادِثُهُ وَغابـا
أَلَيــسَ اللَـهُ مِـن كُـلِّ قَريبـاً
بَلـى مِـن حَيـثُ ما نودي أَجابا
وَلَــم تَــرَ سـائِلاً لِلَّـهِ أَكـدى
وَلَــم تَـرَ راجِيـاً لِلَّـهِ خابـا
رَأَيـتُ الـروحَ جَـدبَ العَيشِ لَمّا
عَرَفـتُ العَيـشَ مَخضـاً وَاِحتِلابـا
وَلَســتَ بِغـالِبِ الشـَهَواتِ حَتّـى
تُعِــدَّ لَهُــنَّ صـَبراً وَاِحتِسـابا
فَكُــلُّ مُصــيبَةٍ عَظُمَــت وَجَلَّــت
تَخِــفُّ إِذا رَجَـوتَ لَهـا ثَوابـا
كَبِرنــا أَيُّهــا الأَتـرابُ حَتّـى
كَأَنّـا لَـم نَكُـن حينـاً شـَبابا
وَكُنّــا كَالغُصــونِ إِذا تَثَنَّــت
مِــنَ الرَيحـانِ مونِقَـةً رِطابـا
إِلـى كَـم طـولُ صـَبوَتِنا بِـدارٍ
رَأَيـتُ لَهـا اِغتِصـاباً وَاِستِلابا
أَلا مــا لِلكُهــولِ وَلِلتَصــابي
إِذا مـا اِغتَـرَّ مُكتَهِـلُ تَصـابى
فَزِعـتُ إِلـى خِضـابِ الشـَيبِ مِنهُ
وَإِنَّ نُصــولَهُ فَضــَحَ الخِضــابا
مَضـى عَنّـي الشـَبابُ بِغَيـرِ وُدّي
فَعِنـدَ اللَـهِ أَحتَسـِبُ الشـَبابا
وَمــا مِـن غايَـةٍ إِلّا المَنايـا
لِمَــن خَلِقَــت شـَبيبَتُهُ وَشـابا
وَمـا مِنـكَ الشـَبابُ وَلَسـتَ مِنهُ
إِذا ســَأَلَتكَ لِحيَتُـكَ الخِضـابا
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.