
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا اِستَعبَدَ الحِرصُ مَن لَهُ أَدَبُ
لِلمَـرءِ فـي الحِـرصِ هِمَّـةٌ عَجَبُ
لِلَّـهِ عَقـلُ الحَريـصِ كَيـفَ لَـهُ
فــي كُــلِّ مـا لا يَنـالَهُ أَرَبُ
مـا زالَ حِـرصُ الحَريـصِ يُطعِمُهُ
فـي دَركِـهِ الشَيءَ دونَهُ العَطَبُ
مـا طـابَ عَيشُ الحَريصُ قَطُّ وَلا
فـارَقَهُ التَعـسُ مِنـهُ وَالنَصـَبُ
البَغـيُ وَالحِـرصُ وَالهَـوى فِتَنٌ
لَـم يَنـجُ مِنهـا عُجـمٌ وَلا عَرَبُ
لَيـسَ عَلـى المَـرءِ في قَناعَتِهِ
إِن هِــيَ صــَحَّت أَذىً وَلا نَصــَبُ
مَـن لَـم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً
لَــم تَكفِـهِ الأَرضُ كُلُّهـا ذَهَـبُ
مَـن أَمكَـنَ الشـَكَّ مِـن عَزيمَتِهِ
لَـم يَـزَلِ الـرَأيُ مِنـهُ يَضطَرِبُ
مَـن عَـرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً
يَحـــذَرُ شـــِدّاتِهِ وَيَرتَقِـــبُ
مَـن لَـزِمَ الحِقدَ لَم يَزَل كَمِداً
تُغرِقُــهُ فـي بُحورِهـا الكُـرَبُ
المَـــرءُ مُســتَأنِسٌ بِمَنزِلَــةٍ
تَقتُـــلُ ســـُكّانَها وَتَســتَلِبُ
وَالمَــرءُ فـي لَهـوِهِ وَبـاطِلِهِ
وَالمَـوتُ فـي كُـلِّ ذاكَ مُقتَـرِبُ
يـا خـائِفَ المَـوتِ لَستَ خائِفُهُ
وَالعُجـبُ وَاللَـهُ مِنـكَ وَاللَعِبُ
دارُكَ تَنعــي إِلَيــكَ سـاكِنَها
قَصــرُكَ تُبلـي جَديـدَةَ الحِقَـبُ
يـا جامِعَ المالِ مُنذُ كانَ غَداً
يَـأتي عَلـى مـا جَمَعتَهُ الحَرَبُ
إِيّـاكَ أَن تَـأمَنَ الزَمـانَ فَما
زالَ عَلَينــا الزَمـانُ يَنقَلِـبُ
إِيّــاكَ وَالظُلــمَ إِنَّــهُ ظُلَـمٌ
إِيّــاكَ وَالظَــنَّ إِنَّــهُ كَــذِبٌ
بَينـا تَـرى القَومَ في مَحَلَّتِهِم
إِذ قيلَ بادوا بِلىً وَقَد ذَهَبوا
يـا بـانِيَ القَصـرِ يـا مُشَيِّدَهُ
قَصــرُكَ يُبلـي جَديـدَهُ الحِقَـبُ
إِنّـي رَأَيـتُ الشـَريفَ مُعتَرِفـاً
مُصــطَبِراً لِلحُقــوقِ إِذ تَجِــبُ
وَقَـد عَرَفـتُ اللِئامَ لَيـسَ لَهُم
عَهـــدٌ وَلا خِلَّـــةٌ وَلا حَســـَبُ
إِحــذَر عَلَيــكَ اللِئامَ إِنَّهُـمُ
لَيـسَ يُبـالونَ مِنـكَ ما رَكِبوا
فَنِصـفُ خُلـقِ اللِئامِ مُذ خُلِقوا
دُلٌّ ذَليـــلٌ وَنِصـــفُهُ شـــَغَبُ
فِـرَّ مِـنَ اللُـؤمِ وَاللِئامِ وَلا
تَــدنُ مِنهُــم فَــإِنَّهُم جَــرَبُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.