
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وليــلٍ كهــم العاشـقين قميصـه
ركبـــت ديــاجيه ومركبهــا وعــرُ
ســريت وأصــحابي يميلهـم الكـرى
فهـم منـه فـي سـكر وما بهمُ سكرُ
رميــت بجســمي قلبــه فنفـذته
كمـا نفـذ الإصـباح إذ فتـق الفجـر
ولمـا بـدا وجـه الصـباح تطلعـت
خيــول مــن الــوادي محجلـة غـر
فقلـت لهم: خيـل النصـارى فشمروا
إليهـا وكـروا هاهنـا يحسن الكر
وكـانت حميّـا النـوم قـد صرعتهم
ففلـوا ولـوا مـدبرين ومـا فـروا
وأفـردت سـهما واحـداً فـي كنانـة
من الحرب لا يخشى على مثله الكسر
وكنـت عهـدت الحـرب مكـراً وخدعةً
ولكـن مـن المقـدور مـا لامرئ مكر
فطــاعنتهم حــتى تحطمــت القنــا
وضــاربتهم حـتى تكسـرت البُـتر
أضــرج أثــوابي دمــاً وثيــابهم
كــأن الـذي بينـي وبينهـم عطـر
وأحــدق بـي والمـوت بكشـر نـابه
ومنظـــره جهــمٌ ونــاظره شــزر
فأعطيتهـا وهـي الدنيـة صـاغراً
وقـد كان لي في الموت لو يدّني عذر
فطـاروا وصـاروا بـي إلى مستقرهم
يصـــاحبني ذل ويصـــحبهم فخــر
فقــال العـذارى حرقـوه مقارضـاً
فمـن قتلـه الفتيـان عطلـت البكر
فجـاءوا بأنواع الكبول ونظموا
سلاســل فـي جيـدي كمـا ينظـم الـدر
وســاقوا كلابـاً كالفحولـة أجسـماً
لهــا أعيــن خضـر ملاحظهـا شـزر
فقـالوا اعطنـا ألفاً فقلت مضاعفاً
. . . . . .
فســبحان ربــي مــا أجـل جلالـه
تخلصـني منهـا لـه الحمـد والشكر
فضــاقت علـي الأرض حـتى كأنهـا
بمـا رحبـت مـا كـان في طولها فتر
فنـاديت فـي حـول مـن الدهر كامل
ألا رجــــل حــــر ألا رجــــل حـــر
وإن وراء البحــــر أروع ماجـــداً
بعزتـه الغـراء يسـتنزل القطـر
ألا خـبراني ابنـي أبـي هل أتاكما
وشـيكاً عـن القاضـي أبي حسن ذكر
سـلا عـن سـلا هـل مـن علـي حقيقة
فــإني فــي أحشــاء قوريــةٍ سـر
ألا إنمــا الــدنيا علــي وقربــه
وإلا فــإن الأرض عامرهــا قفــر
بعــدل علــي تعمــر الأرض كلهـا
وتتســع الـدنيا ولـو أنهـا قـبر
حنينــي إليـه موثقـاً ومسـرحاً
كمـا جـن للـبر الـذي يغـرق البحـر
محمد بن سوّار الأشبوني الأندلسي أبو بكر الوزير الكاتب الفارس القائد: شاعر مطبوع في شعره إبداع يسحر الألباب، نهج فيه على منوال المتنبي، نعته ابن بسام بواحد عصره وهو كذلك، ومعظم ما وصلنا من شعره في وصف وقوعه في الأسر وشكر قاضي القضاة علي بن القاسم بن عشرة (1) الذي افتكه من الأسر وفي مقدمة بعض هذه القصائد أنه كتبها في تلمسانقال ابن بسام في "الذخيرةوأبو بكر في وقتنا واحد عصره، وله عدة قصائد في ملوك قطره، قالها تحبباً لا تكسباً، وعمر مجالسهم بها وفاءً لا استجداء، فلما خلع ملوك الأندلس حالت به الحال، وتقسمه الإدبار والإقبال، ثم أسره العدو بعقب محنةٍ، وبين أطباق فتنة، وقيّد بقورية من عمل الطاغية ابن فرذلند، ثم خرج من وثاقه، خروج البدر من محاقه، وتردد في بلاد أفقنا يحمله قرب على بعد، ويكله سعيد إلى سعد، حتى ضاقت عنه الخطوب، ومله السرى والتأويب. واتفق له أن أسمع الله صوته من وراء البحر المحيط الفقيه الأجل قاضي القضاة بالمغرب. وسلالة الأطيب فالأطيب، أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة، فأجابه ولباه وجذب بضبعه واستدناه، فأعاد هلاله بدراً، وصير خله خمراً، ولبني القاسم في الجود خيم كريم، ولهم تقدم مشهور معلوم؛ بلغني أن جدهم الأكبر أحمد بن المدبر، حامل تلك الفضائل، وصاحب الأعمال الجلائل،(1) انظر ديوانه في الموسوعة