
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وفتيـــةٍ مــن أعــاريبٍ كــأنهم
أســـد علــى اعوجيــات ســراحيب
لا يلبسـون جلـود الرقـم سـابغةً
حــتى تخــاط بأحــداق اليعاســيب
ولا تــبيت علــى قــرب محلتهــم
إلا يــبيت حمــاهم غيــر مقــروب
يـا كـم مضـيت وغول الهول يتبعني
وكـم سـريت وسـيل الليل يرمي بي
ملابسـاً مـا تـراه العيـن ملتبسـاً
ليلاً مـع الليل أو ذئباً مع الذيب
وأطــرق الفتيــات الـبيض لابسـةً
.... فــــي ســــود الجلابيــــب
والقرط كالقلب من خوفٍ ومن حذر
كـــأنه هـــو فــي خــوف وتعــذيب
لــم آتهـا قـط إلا نـم بـي وبهـا
واشٍ مـن الحلـي أو واشٍ من الطيب
ولا انتهيــت إلــى أطنـاب قبتهـا
إلا علــى ظهــر مطعــونٍ ومضـروب
بــأبيض بــدم الأجســاد مغتســل
وأســـمر بــدم الأكبــاد مخضــوب
والطبـع أكـرم فـي تركيب خلقته
مــن أن أكــون محبـاً غيـر محبـوب
إن كنت يا دهر لم تحسن معاشرتي
فيمــا مضـى فلقـد أحسـنت تـأديبي
أجــرب النـاس فـي ضـيق وفـي سـعةٍ
والنـاس صنفان في حدج التجاريب
ومـا على العود أن يهدي نوافحه
إلا علـــى لهــبٍِ بــالجمر مشــبوب
ويطلـب الجـود من قوم وجود بني
عشـــرٍ يجيئك عفـــواً دون مطلــوب
محاســن ثقفــت منهــا أوائلهـم
كمـــا تثقـــف أنبــوب بــأنبوب
محمد بن سوّار الأشبوني الأندلسي أبو بكر الوزير الكاتب الفارس القائد: شاعر مطبوع في شعره إبداع يسحر الألباب، نهج فيه على منوال المتنبي، نعته ابن بسام بواحد عصره وهو كذلك، ومعظم ما وصلنا من شعره في وصف وقوعه في الأسر وشكر قاضي القضاة علي بن القاسم بن عشرة (1) الذي افتكه من الأسر وفي مقدمة بعض هذه القصائد أنه كتبها في تلمسانقال ابن بسام في "الذخيرةوأبو بكر في وقتنا واحد عصره، وله عدة قصائد في ملوك قطره، قالها تحبباً لا تكسباً، وعمر مجالسهم بها وفاءً لا استجداء، فلما خلع ملوك الأندلس حالت به الحال، وتقسمه الإدبار والإقبال، ثم أسره العدو بعقب محنةٍ، وبين أطباق فتنة، وقيّد بقورية من عمل الطاغية ابن فرذلند، ثم خرج من وثاقه، خروج البدر من محاقه، وتردد في بلاد أفقنا يحمله قرب على بعد، ويكله سعيد إلى سعد، حتى ضاقت عنه الخطوب، ومله السرى والتأويب. واتفق له أن أسمع الله صوته من وراء البحر المحيط الفقيه الأجل قاضي القضاة بالمغرب. وسلالة الأطيب فالأطيب، أبا الحسن علي بن القاسم بن عشرة، فأجابه ولباه وجذب بضبعه واستدناه، فأعاد هلاله بدراً، وصير خله خمراً، ولبني القاسم في الجود خيم كريم، ولهم تقدم مشهور معلوم؛ بلغني أن جدهم الأكبر أحمد بن المدبر، حامل تلك الفضائل، وصاحب الأعمال الجلائل،(1) انظر ديوانه في الموسوعة